في عالم مليء بالتنوع والإبداع، تتألق المرأة المصرية بفخر خاص وسحر لا مثيل له، إنها ليست مجرد نصف المجتمع بل هي المجتمع بأكمله، قصة تحمل في طياتها أسرارًا وتفاصيل تكشف عن روعة الهوية المصرية النسائية، من خلال لمساتها الفنية وتأثيرها العميق، تتجلى القوة والإلهام في كل امرأة، انضم إلينا عزيزي القارئ في هذه الرحلة المثيرة لاستكشاف التفرد والإنجازات التي تجعلها امرأة فريدة من نوعها.
لماذا المرأة المصرية؟
في إحدى الجامعات العراقية، وقف أحد المثقفين العراقيين في إحدى الندوات وقال: “لماذا المرأة المصرية؟”، وهي عبارة أو سؤال أراد به أن يثني على إحدى الأخوات الحاضرات من مصر فكانت هذه بعض الردود والإجابات.
قال الرجل: “لماذا اختار إبراهيم الخليل السيدة هاجر في رحلته؟، ولماذا تركها في الصحراء في وادٍ غير ذي زرع عند البيت الحرام؟، ولماذا السيدة هاجر مع أنها كانت حاضنة لطفل في مرحلة الرضاعة؟، ألم يكن من الأفضل أن يصطحب زوجته الأخرى السيدة سارة معه إلى هذا المكان؛ لأنها لم تكن تنجب ولم تكن حاضنة لطفل صغير، وكانت قوية بما يكفي لتحمل صعوبة هذه الرحلة؟
- لماذا تتركنا هنا يا نبي الله؟
- أهو أمر الله؟
- نعم.. هو أمر الله.
- إذن فلن يضيعنا الله.
إذن فهذا كان أمر الله.. والاختيار هو اختيار الله.. اختار الله هاجر المصرية لتلك المهمة، ولكن نعيد السؤال لماذا المرأة المصرية؟، إنه درس للتاريخ.. بل إنها تعاليم الله.
اقرأ أيضًا: أبرز 10 مشاكل تواجه المرأة العاملة وحلولها
نماذج المرأة المصرية في سطور:
- المصرية صابرة، المصرية قوية، المرأة المصرية صاحبة عزيمة وجَلَد، المصرية رحمها خصب يأتي بأعظم الرجال (سيدنا إسماعيل عليه السلام)، المصرية رمز للحياة، تجعل الصحراء الجدباء التي لا زرع فيها ولا ماء أم القرى المدينة المباركة مقصدًا للعبيد والأمراء إلى قيام الساعة.
- المصرية امرأة مؤمنة بربها وراضية بقضائه وواثقة في علمه وحكمته، وبصِدْق إيمانها جعلت رب البيت يجعل لها منسكًا خاصًا من مناسك الحج (السعي بين الصفا والمروة)، وجعل لها ينبوع ماء مبارك من تحت قدم ولدها يشرب منه العالمين إلى آخر الزمان.
- المصرية تراها دائمًا مرفوعة الهامة، رأسها تناطح السحاب، تجلس على عرش مصر بجوار ملكها، بل إنها أحيانًا تجلس بعظمتها وقوتها منفردة وحيدة على العرش، تحرك جيوشا بأصبعها، وتتحكم بعقلها المستنير في مصير البلاد والعباد بكل الحكمة والقدرة.
- عندما خرجت المصرية من بلدها خرجت مرتين، المرة الأولى تزوجت خليل الله إبراهيم -عليه السلام- وأنجبت منه إسماعيل -عليه السلام-، وكونت بذلك أمة وشرعت منسكًا وشعيرة من شعائر الحج، وفي المرة الثانية خرجت مارية القبطية -رضي الله عنها-؛ لتتزوج خير خلق الله المصطفى سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام-، وأنجبت له ابنه (إبراهيم) واضعة بذلك للمصريين قدمًا في بيت النبوة، وإنه لشرف لو تعلمون عظيم.
- جلست المصرية على عرش مصر، فكانت حتشبسوت التي حكمت مصر 21 عامًا، كانت خلالها مصر أعظم قوة عسكرية عرفها العالم في ذلك الوقت، وكان الاقتصاد المصري في أزهى عصوره، ويشهد على ذلك معبدها الذي يعتبر قبلة الباحثين عن قوة عظمة مصر وقوة عظيماتها.
- عندما غنت المصرية أصبحت كوكبًا للشرق، صاحبة أقوى حبال صوتية لامرأة في العالم، السيدة أم كلثوم التي غنت للحب والأحبة، وغنت للنبي العدنان، وغنت لمصر المحروسة، وطافت بكل دول العالم لتجمع بصوتها النادر الأموال للمجهود الحربي في وقت الحرب بين مصر وإسرائيل، فاستحقت بذلك كل الاحترام والتقدير المصري والعالمي.
هل تريد أن تعرف لماذا المصرية عظيمة؟ تذكر والدتك واستحضر صورتها في مخيلتك، أو انظر إليها إن كانت أمامك، هل أدركت كم هي عظيمة؟، وهل امتلأت عيناك بالدموع لمجرد تذكرها أو رؤيتها أمامك؟، هذه هي المصرية التي تبكي في وجودها حبًا لها، وتبكي في غيابها شوقًا لها.
وختامًا إلى عزيزاتي سيدات مصر، وهوانمها، وآنساتها، تذكيرٌ أخير: المرأة المصرية هي ليست مجرد جزء من هذا الاحترام، بل هي قلب وروح الفخر الذي ينبض بقوة الله وقدرته، ماضيكن يشكل حضارة تختزنها صفحات التاريخ، وحاضركن العظيم يشع ببريق لا يفوته أن يلتقطه أعين المشاهدين، وفي مستقبلكن، يشرق الوجود بأشعة شمس لا تغيب، مضيء بتألقكن الدائم.
اقرأ أيضًا: المساواة بين الرجل والمرأة… وهم أم حقيقة؟
كتبت: سحر علي.