لم يعد خافيًا على أحد اليوم ما يعيشه المسلمون من ذلة ومهانة، وما يحيط بهم من حياة صعبة وأحوال مريرة، تتمثل في كيد من الأعداء، وتسلطهم على بلاد المسلمين، وما طرأ على كثير من مجتمعاتهم من بُعدٍ عن تعاليم الإسلام، وإقصاء لشريعة الله سبحانه ورفض الحكم بها والتحاكم إليها.
إن المسلمين اليوم يمرون بفترة من أحلك فترات تاريخهم، وذلك أنهم انحدروا من القوة إلى الضعف، ومن القيادة والريادة إلى التبعية والهوان.
وإن المتأمل في حال المسلمين اليوم يلاحظ أن مظاهر الضعف تتمثل في البُعد عن حقيقة الدين، وتجلّت في كل جوانب الحياة المختلفة تجليًّا واضحًا.
وأدى ذلك البُعد الواضح إلى التهاون والتفريط الصريح في بيت المقدس وأرواح المسلمين والمسلمات الصغار منهم والكبار منشغلين بملذات الحياة متناسيين قول الله تعالى: “اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ”.
اقرأ أيضًا: ما الدنيا؟.. عرض المشكلة أولا
كيف ينصرك يا غزة من غرتهم الحياة الدنيا؟!
كيف ينصرك من خذلك؟!
اغضب
فإنك إن ركعت اليوم
سوف تظل تركع بعد آلاف السنين.
كيف ينصرك مقيمو الحفلات والمراقص وأهلك صوارخُ تحت الأنقاض؟
اغضب
ففي جثث الصغار
سنابل تنمو.. وفى الأحشاء
ينتفضُ الجنين.
اغضب
إذا لاحت أمامك أمة مقهورة
خرجت من التاريخ.. باعت كل شيء
كل أرض.. كل عِرض.. كل دين
(البيعة لله في سبيل نصر الإسلام)
كيف ينصرك من يتعاطف مع قاتلك وخارب ديارك؟
اغضب
إذا لاحت أمامك
صورة الكُهان يبتسمون والدنيا خرابٌ
والمدى وطنٌ حزين.
آه على أمة كانت ورب الناس خير العالمين..
آه على أمة أحق بالقوة والنصر المبين.
ولتجعلوا يا أمة الإسلام قوله تعالي: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” نصب أعينكم لأنه حق على الله أن ينصر من نصره.
اقرأ أيضًا: الخروج من المتاهة
كتبت: أسماء خميس.