الدلائل على انتصار غزة العزة

بالرغم من استشهاد الآلاف في معركة طوفان الأقصى في غزة العزة، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن قرابة ثلاثة أشهر، إلا أن هذه التضحيات لم تذهب سدى، ولو تسربت الشكوك إلى عقولنا في بعض الأوقات عن معركة طوفان الأقصى هزيمة أم انتصار، فإليكم هذا التقرير نستعرض معًا بعض الدلائل على انتصار غزة العزة.

الدلائل على انتصار غزة العزة:

أولًا انتصار غزة العزة بالهجوم أولًا على إسرائيل:

في كل مره تبدأ إسرائيل وتضرب وتهاجم وتعتدى، لكن وجهت المقاومة هذه المرة لها ضربة غير مسبوقة في عقر دارها منذ معارك 1948، وحتى الآن أصبحت كابوسًا يطارد الإسرائيليين طويلًا مثلما حدث لهم في انتصار المصريين في حرب 6 أكتوبر المجيدة عام 1973.

الهجوم أولًا على إسرائيل
الهجوم أولًا على إسرائيل

اقرأ أيضًا: سؤال الساعة.. متى تنتهي حرب الإبادة الجماعية في غزة؟

ثانيًا انتصار غزة العزة بتدمير سمعة السلاح الإسرائيلي بأنه الأفضل:

يتعامل الكثيرون مع السلاح الإسرائيلي في المنطقة وخارجها على أنه الأفضل والأحسن على كل ما عداه، وتتهافت عليه العديد من الدول التي تخوض معارك أهلية أو ثنائية، ولكن استطاعت المقاومة تدمير هذه السمعة، وذلك عندما عجز هذا السلاح عن التصدي لوسائل عسكرية غاية في البدائية من قبل المقاومة، فهي حقًا إهانة لا تمحى، وستؤثر كثيرًا على سمعته وعلى الإقبال عليه.

تدمير سمعة السلاح الإسرائيلي بأنه الأفضل
تدمير سمعة السلاح الإسرائيلي بأنه الأفضل

ثالثًا انتصار غزة العزة بخسارة إسرائيل اقتصاديًا:

أنفقت إسرائيل أكثر من مليار دولار على بناء السلك والجدار العازل مع غزة، لكن تم اقتحامه في دقائق، وكأنه من ورق.

خسارة إسرائيل اقتصاديًا
خسارة إسرائيل اقتصاديًا

وخسرت إسرائيل اقتصاديًا أيضًا من خسارتها الكبيرة في البورصة، وذلك سوف يظهر بوضوح عندما نطالع الكشف النهائي لنتائج المعركة، كما إن خسارتها البشرية كبيرة بصورة لم تحدث منذ حرب ١٩٧٣.

رابعًا انتصار غزة العزة بإحياء قضية فلسطين:

روّجت إسرائيل على مدى خمسة وسبعين عامًا، روايات مضللة وضعيفة، لا دليل واحد متماسك فيها قادر على إدانة إحدى الفصائل الفلسطينية وتلطيخ سمعتها بالإرهاب أو الدعشنة (نسبة إلى تنظيم داعش).

واكتشف الناس حقيقة الصهيونية الدموية وشراهتها في القتل وخصوصًا للأطفال على مدى الأيام الخمسين للحرب، وحصلت المعجزة وبدأت أصوات الناس تعلو فوق صوت المعركة وصار العالم كله يطالب بوقف إطلاق النار والعودة إلى محادثات سلام.

تآلفت القلوب حول فلسطين في العالم كله وتم إحياء قضيتها من جديد وأدان العالم كله ممارسات إسرائيل، فقد خرجت في أمريكا مظاهرات بالملايين دعمًا لغزة ومناهضة لإسرائيل لأول مرة في التاريخ، فالعالم كله ينادي بالحرية لفلسطين ويندد بإسرائيل رغم تملك الصهيونية للإعلام العالمي وسلطة اللوبي الصهيوني في أمريكا وفى أوروبا، وفي أوروبا أيضًا خرجت مظاهرات حاشدة إلى الشوارع ترفع أعلام فلسطين، وهذا انتصار مؤزر للمقاومة وهزيمة مؤكدة لإسرائيل، كما أشهر الآلاف إسلامهم حول العالم.

إحياء قضية فلسطين
إحياء قضية فلسطين

أما من الناحية الإعلامية، فقد اعتذرت وتراجعت الوسائل الإعلامية التي تبنت في البداية الروايات الإسرائيلية، ثم قام بعض الممثلين والمغنين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعية، بهجمات مضادة لإسرائيل ونزعت القناع عنها.

وحتى صاحب منصة (إكس) إيلون ماسك، قلب الطاولة على رؤوس الإسرائيليين، وقال عنهم العجب، رفرفت أعلام فلسطين حتى في جمهورية الصين الشعبية في بعض الأسواق والمحلات حيث أصبح الشعب هناك يعرف أكثر من آبائهم وأجدادهم عن بطش الصهاينة وجرائمهم، وذلك من نشرات الأخبار التي تكفل الإعلام الرسمي ببثها ليل نهار خلال هذه الحرب.

خامسًا انتصار غزة العزة بالمقاطعة الشعبية للمنتجات والشركات الداعمة لإسرائيل:

في استطلاع للرأي أجراه موقع الجزيرة نت، قالت الغالبية العظمى إن المقاطعة الشعبية للمنتجات والشركات الداعمة لإسرائيل نجحت على نطاق واسع في الإضرار بهذه العلامات التجارية، كما توقع محللون أن تتراجع النتائج المالية لتلك العلامات التجارية خلال الربع الأخير من العام الحالي.

حيث سارعت مطاعم ماكدونالدز، وبابا جونز وبيرجر كينج، وشركة كارفور الفرنسية المالكة لسلسلة متاجر البقالة، ومقاهي ستاربكس، وشركات أدوية ومنظفات؛ لإظهار تأييدها الكامل للجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى تراجع مبيعات هذه الشركات في العديد من الدول الإسلامية.

المقاطعة الشعبية للمنتجات والشركات الداعمة لإسرائيل
المقاطعة الشعبية للمنتجات والشركات الداعمة لإسرائيل

بحسب ما تنقل مجلة (كريتر) التركية، يشير تقرير لمؤسسة (راند كوربوريشن) الأميركية لعام 2015 إلى أن المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل ما بين 2013 و2014 تسببت في خسارة تراكمية تقدر بحوالي 15 مليار دولار، وهو ما أدى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للفرد في إسرائيل بنسبة 3.4% .

وأخيرًا أشعلت غزة العزة من جديد قضية فلسطين، وأصبحت الشغل الشاغل في العالم كله، فقد أشعرتنا المقاومة بالكرامة والعزة، ولم يذهب استشهاد الآلاف سدى بل هم الذين انتصروا فعلًا، وكشفوا وحشية إسرائيل وجرائمها الفظيعة، كما انتقلت العداوة في العالم كله ضد المسلمين إلى العداوة ضد إسرائيل، أو على الأقل لم يعودوا يجاهرون بدعمهم لإسرائيل.

اقرأ أيضًا: حكمة بلاء غزة وعبرها من التاريخ

كتبت: نيفين رضا الدميري.