إنها القلوب إذا صفت رأت،

كلما مددت يدي ولم تمسك بها أبكي، ورب هذا القلب سئمت الحب ومللت الحياة،

كنت أحب رجلًا أراه أعظم الرجال، ولكنه رحل،

بداخلي شوق لك ولأيامنا معًا، يملأ الكون كله، لا أعلم ما الحكمة من فراقنا، ولكني لا أطيق،

أي حب هذا الذي ينتهي بفراقنا، ألم تعدني أنك لن تفلت يدي، لماذا ابتعدت ألم تقل لي أنك لم تتركني؟، الحب ذلك الشعور الجميل الذي يجعل الأشخاص المحبين في منتهى السعادة، لأنه يعطيهم إكسير الحياة ألا وهو الحب.

ولكن حال الدنيا يتغير، فما بال القلوب التي إذا دخلها الغرق أنهى كل شيء وجعل القلب يبكي قبل العين، من عجائب ومفارقات الحب، هل تحب وإن أحببت يا ترى هل الحب من طرفين؟، هل تحب من جانبك وعندما صارحت من تحب لم تبادلك ذلك الشعور، فضاقت عليك الدنيا فهممت بالانتحار.

نهايات الحب ليست كلها سعيدة، سنسرد لكم عجائب الحب الذي يصل بصاحبه للموت، من الحب ما قتل، هل الحب يؤدي للقتل؟، هل الحب يؤدي للانتحار؟، هل للحب وجوه عديدة؟

اقرأ أيضًا: الحب بلا نهاية.. وحب له نهاية

كنا نسمع عن عنترة وعبلة ومدى الحب الذي استمرت رواياته لسنوات وانتهى الحب بنهاية شهدت له العصور بالاستمرار، ماذا حدث لحب روميو وجوليت، قيس وليلى، وهم في العصر القديم.

معنا في أدم نترصد لكم ماذا كانت نهايات الحب في ٢٠٢٣، بدأت النهاية المأساوية بجرائم كانت باسم الحب وكانت ثلاثية الحب

“ومن الحب ما قتل”، مقولة شهدتها مصر في ثلاث جرائم بشعة أصبحت حديث الناس، راح ضحيتها نساء باسم الحب والعلاقات العاطفية.

واحدة تم قتلها بالرصاص من زميل أحبها ورفضت الارتباط به؛ فقتلها، والثانية خطيبها أطلق الرصاص عليها لينهي حياتها، أما الثالثة التي رغم انتهاء زواجها بالطلاق إلا أن طليقها شك في سلوكها؛ فقتلها من الغرام للانتقام، كيف للحب أن يتحول لنهر دماء باسم العشق؟

هل يتحول الحبيب إلي قاتل؟ هل من الممكن تحول سيناريو سينمائي إلي حقيقة، الحب يتحول لانتقام، فتتحول كلماته إلي طعنة من سكين لتنتزع الحب من قلب المعشوق، وذلك ما حدث جريمة داخل الحرم الجامعي صنعها الهوى، ومن الحب ما قتل، فوجئ الجميع طلبة وموظفين بإطلاق نار ليروا زميلتهم ملقاة على الأرض جثة هامدة ليفر هاربًا، ثم يقتل نفسه بنفس السلاح، وتبين أن القتيلة تسمى نورهان حسين عمرها ٣٢ عامًا تعمل موظفة في كلية الآثار، وقد تقدم لها القاتل ويدعى أحمد وعمره ٣٥ سنة وبعمل أخصائي بكلية الزراعة، ولكنها رفضته وأخبرته لماذا تم رفضه، ولم يتقبل أسباب الرفض، وحاول مضايقتها حتي توافق على الارتباط به إما الزواج أو القتل ذلك الشعار الذي اتخذه بعض الشباب لهم نتيجة لرفضهم فكرة أنه غير مناسب لابنتهم.

اقرأ أيضًا: جواب أزرق.. لعنة صمتك اصابتني

الضحية أماني، تحت اسم الحب ليس مبررًا لقتل نفس، قالت لا لمن يريد الارتباط بها فشرط الزواج أولًا وهو القبول، وعندما يأتي الرد بما لا تشتهي النفس يظهر الجانب المظلم الشيطاني ليدفع صاحبه للقتل، رافضًا فكرة الرفض.

أماني طالبة بكلية التربية الرياضية ببركة السبع انتهت حياتها تحت مسمى الحب على يد أحمد أبو عميرة الذي عثرت أجهزة الأمن عليه جثة في الطريق الزراعي منتحرًا بنفس السلاح الذي قتل به أماني، فكان قد قتل أماني بـ 19طلقة، على أثرها وضعت بالعناية المركزة وفارقت الحياة، وقد أكدت التحريات أن المتهم يبلغ ٢٩ عامًا؛ حاصل على مؤهل متوسط، وأكد الأهالي أن هناك صلة بين المتهم وأسرة المجني عليها، وأن والدها يعمل مدرسًا والمتهم تقدم لخطبتها وأسرتها رفضته لسوء سلوكه، وقام أحمد الجاني قبل أن يقدم على الانتحار بفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يقول فيه، إنه المجرم الذي اتهمه الكل بالخيانة والغدر، وإنها الحلم الذي بناه لنفسه، وإنه ليس بمدمن، وأطلق النار على نفسه، بعد قوله إنه سيأخذ حقها منه لينهي حياته بيده.

ومن الحب ما قتل، معظم جرائم القتل تكون من الحبيب، سواء حبيب سابق أو حالي أو زوج، الضحية خلود درويش، شهدت الشرقية الكثير من جرائم الحب، حيث تلقت الشرطة استغاثة من الأهالي بشأن قيام شاب بطعن خلود ٢٢ سنة طالبة بكلية الإعلام عند دخولها عمارة بأكاديمية الشروق دخل عليها شاب يدعى إسلام ٢٢ سنة معها بالكلية بسكين بعد أن رفض أهلها الارتباط به وسميت الواقعة بفتاة الزقازيق التي طعنت ٢١ طعنة، وقبل الواقعة كتب على وسائل التواصل الاجتماعي بتهديدها بالقتل.

اقرأ أيضًا: صك الغفران

ومن الحب ما قتل، نعم ومن الشعر أيضًا ما قتل، الأصمعي شاعر عراقي مشهور بأنه أحد أئمة اللغة العربية، كان يحب التجول وفي إحدى الليالي وجد على صخرة تلك الكلمات: “يا عشاق أخبروني إذا أحب الشاب ماذا يفعل؟، فقام بالرد على الصخرة وقال: “يداري هواه ثم يكتم سره، ويخشع في الأمور ويخضع”، وكتب الفتى في اليوم التالي: “وكيف يداري والهوى قاتل الفتى وفي كل يوم قلبه يتقطع”، فكان رد الاصمعي: “إذا لم يجد الفتى صبرًا لكتمان أمره، فليس له شيء سوى الموت ينفع”.

وبعد أيام مر الأصمعي بالصخرة فوجد الشاب قد قتل نفسه، وتبين أنه الشاب العاشق وعمل بنصيحته وقتل نفسه وكتب: “سمعنا وأطعنا ثم متنا، فبلغوا سلامي إلى من كان للوصول يمنع”.

الآن تحول الحب والغرام والعشق وكلمات العزل إلى جرائم قتل بدم بارد، كيفية مواجهة تلك الظاهرة؟، شعبنا يرفض ثقافة الرفض، فلا بد أن يتعلم معنى الرفض ويتقبله، الإحصائيات تقول إن ٤٠% من الضحايا من الإناث وفي المقابل ٦% من الذكور.

ومن الحب ما قتل، إلا وعي ديني والمسلسلات والأفلام ووسائل التواصل الاجتماعي سبب رئيسي في انتشار معدل الجريمة الذي يحدث وقلة الوعي الديني، شبابنا نتمنى لكم أن يكون لديكم ثقافة الفهم بمعنى كلمة الرفض وأن تتقبلوها وأن الله أمرنا بشروط الزواج، أخذ رأي الزوجة في القبول والرفض فكيف لكم لا تقبلون الاختيار؟، اعلموا أيضًا إن القلوب بين أصابع الرحمن يؤلفها كيفما يشاء، فتقبلوا كل انتقاض رفض بصدر رحب، فالرفض لم يكن أخر المطاف وحتمًا أن الله يحمل الأفضل فلا تنسوا أن الله اسمه العدل تقبلوا كل شيء بصدر رحب وإن الله لن يضيعكم دمتم في سلام نفسي وأمن مع آدم في كل جديد من أحداث دمتم سالمين.

اقرأ أيضًا: رشفة دفء

كتبت: غادة إبراهيم.