في زمن يتسم بالسرعة الشديدة والمخيفة أيضًا، أصبحت عبارات مثل الصبر جميل، والصبر مفتاح الفرج، واصبر تنل، مجرد كلمات تكتب على خلفيات بعض سيارات النقل أو الميكروباص، ولكن عزيزي القارئ أقول لك مرة ثانية وثالثة وعاشرة:

أيها الموجوع صبـــــــرًا إن بعد الصـــــبر بشرى

أيها البــــاكي بليـــــــــــل سوف يأتي النور فجرًا

أيها المكســـور قل لي هل يديــــم الله كســـرًا

يا كســير القلب مهـلًا إن بعد العســر يسـرًا

أيها الموجوع صبرًا:

من منا لم يبتلى بمرض، أو بفقد عزيز، أو بنقص في الأموال، أو بأي بلاء لا طاقة لك به، وتجد أن هذا الهم يحاصرك من كل اتجاه، وأنت تسعى بكل سبيل وفي كل اتجاه محاولًا إيجاد حلول له، وكأن الأمر بيدك! ألم تعلم أن الله سبحانه وتعالى هو المقدر له؟ ألم تعلم أن الله جل جلاله كتب ذلك قبل أن يخلقك؟، ألم تعلم أنه دائمًا وأبدًا الخيرة فيما اختاره الله لك، وأن الله أرحم بك من أمك بل ومن نفسك التي بين جنبيك، وإن له حكمة تخفى عليك، ولو كشف الله تعالى لك الغيب، لعلمت أن الأمور تجري لخيرك ومصلحتك، ولما كنت اخترت إلا ما اختاره الله لك، ولكن الإنسان خلق عجولًا.

يا صاحب الهم إن الهم منفرج

أبشر بخير فإن الفارج الله

اقرأ أيضًا: أنا الموقع أدناه

الحكمة من الابتلاء:

لا يصيبنا في الحياة أي شيء كبر أو صغر دون حكمة، ولكننا نتعامل مع الله وعلمه الكامل بعقلنا الناقص وعلمنا المحدود، محاولين إدراك ومعرفة هذه الحكمة وأحيانًا يصاب الكثيرون بالاعتراض والسخط وعدم الرضا دون علم وإدراك منه أن منع الله عنه لما يحبه إنما هو قمة العطاء، وأن اعتقاده لما هو فيه من محنة هو في الحقيقة منحة كبيرة سيعرف حكمتها إذا يسر الله له ذلك.

أيها الموجوع صبرًا:

أشد أوقات الليل ظلامًا هي تلك الفترة التي تسبق الفجر قبل شروق الشمس، وحروف كلمة ألم هي نفسها حروف كلمة أمل، فأعلم عزيري وعزيزتي أن عمرك محسوب ورزقك مكتوب ومستقبلك وحياتك بيد علام الغيوب، فأعمل واجتهد ولا تعجل لأن في العجلة الندامة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

عوامل تساعدك على الصبر:

هناك عدة عوامل مساعدة على الصبر والأمل والرضا، من أهمها:

  • التصبر: معناه تعويد النفس على الصبر وذلك عن طريق تهذيب النفس، وجهادها وترويضها على الرضا بالموجود وعدم التفكير في المفقود مع السعي والأخذ بالأسباب نحو تحقيق هدفك وتقدمك.
  • التوكل على الله: يعني عليك العمل وعلى الله النتائج سواء كانت ترضيك أم لا.
  • الدعاء: لا يرد القضاء إلا الدعاء، الزم الدعاء ولا تتعجل الإجابة، ولا تيأس من كثرة الدعاء بل استمر، لأن طرقك للباب باستمرار يؤدي إلى فتحه.

وأخيرًا أيها الموجوع صبرًا

أيها الساخط صبرًا ورضا

أيها اليائس صبرًا ورضا وبشرًا

وختامًا عزيزي القارئ، تعلم أن أمرك كله خير، وأنك من خير إلى خير، فكن دائمًا راضيًا آملا تكن أسعد الناس.

اقرأ أيضًا: مواسم الكتابة

كتبت: سحر علي.