ذكرى وفاة وحيد حامد.. حكاية كاتب تنبأ بالواقع

في حياة كل كاتب، هناك لحظة تتحول فيها الأحرف إلى أفكار متلألئة وتنبعث من الكلمات قوة لا تُضاهى، وحيد حامد الرائد الذي ترك بصمته على صفحات الأدب والشاشة كان يمتلك تلك القوة الفريدة، دعونا نخوض سويًا في رحلة إلى عقل هذا الكاتب المتميز، حيث تلتقي الحقيقة بالفن والتنبؤ بالواقع يصبح فنًا.

وكما قال ببساطة العبارة وغناها بمعانيها: “أنا حبيت أيامى؛ لأني عشتها مع نجوم كبار اتعلمت منهم كتير”، هل أنتم مستعدون لاستكشاف هذا العالم المثير الذي خلفه وحيد حامد؟

وحيد حامد كاتب الروائع والوقائع:

استطاع وحيد حامد من خلال أعماله وكتاباته أن ينقل الواقع كما يجب أن يكون، دون تزييف أو تحريف، كما نجح في بعض الأحيان في التنبؤ بأحداث ووقائع في مصر لم تكن قد وقعت حين كتابته لها، لكنه بنظره الثاقب ورؤيته البعيدة استطاع من خلالها حامد أن ينقل الواقع السياسي والاجتماعي المصري من الداخل وهو ما كان يخشاه العديد من الأدباء في كتاباتهم.

وحيد حامد كاتب الروائع والوقائع

اقرأ أيضًا: ذكرى وفاة جميل راتب.. نجم الفن المصري والعالمي

تميز وحيد حامد الفني:

كان حامد كاتبًا متميزًا في خط الكتابة الديني والسياسي، حيث إن له العديد من المقالات في هذا الخصوص، كما رصد من خلال الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية موضوعات شائكة مثل: جماعات الإسلام السياسي وكيفية صعودها إلى المعترك السياسي والسلطة، وأفكارها المتطرفة التي تنشرها داخل المجتمع خاصة بين الشباب.

تميز وحيد حامد الفني

أهم أعمال وحيد حامد:

هناك الكثير من العلامات الفنية الفارقة في مشواره، منها:

• فيلم (الإرهاب والكباب) في عام 1992م، بطولة الزعيم عادل إمام والفنانة يسرا، ومن إخراج شريف عرفة.
• فيلم (البريء)، الذي اعتبره النقاد علامة فارقة في مسيرته، خاصة بعد حالة الجدل التي أثيرت قبل عرض الفيلم، ورفض الرقابة لعرضه، لدرجة حذف عدد من المشاهد منه ليتمكنوا من عرضه في السينما، وكان من بطولة الفنان المتميز الراحل أحمد زكي والفنان جميل راتب والفنان صلاح قابيل والفنان ممدوح عبد العليم والفنان محمود عبد العزيز، وتم عرض الفيلم للمرة الأولى في عام 1986م.

أهم أعمال وحيد حامد

• فيلم (النوم في العسل) في عام 1996م، كان من العلامات المميزة في تاريخ الكاتب الراحل وحيد حامد، والفيلم كان من بطولة الفنان عادل إمام والفنانة شيرين سيف النصر ومن إخراج شريف عرفة، وأحدث الفيلم ضجة كبيرة كعادة أفلامه خاصة بعدما تناول مشاعر الكبت والشعور بالقهر عند الكثيرين من أفراد الشعب المصري، وهذا الأمر الذي تنبأ من خلاله بحدوث العديد من الأحداث العنيفة والمظاهرات في مطلع الألفية الجديدة احتجاجًا على زيادة الأسعار وغلاء المعيشة.

وحيد حامد والدراما التلفزيونية:

استطاع حامد من خلال الدراما التلفزيونية أيضًا أن يضع المشاهد أمام حقيقة الوقائع التاريخية لعدد من الأحداث العديدة، ومنها فترة ثورة يوليو ومحاولات الجماعات الإسلامية وخاصة جماعة الإخوان المسلمين للقفز على الثورة والحصول على مكاسبها، وكان ذلك من خلال مسلسل (الجماعة).

وحيد حامد والدراما التلفزيونية

أصحاب الفضل عليه:

الكاتب الراحل ورغم رحلته الطويلة واسمه الكبير، إلا أنه كان دائم العرفان بالجميل لثلاثة أشخاص، ذكرهم في نهاية حياته خلال كلمته التي ألقاها في حفل تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي، واصفًا إياهم بأنهم أصحاب الفضل عليه، وهم:

• يوسف شريف رزق الله، حيث كان أول من اصطحبه لمهرجان كان.
• مصطفى أبو حطب، الذي علمه كيفية كتابة كلمة حوار نقية نظيفة.
• المؤلف المسرحي سمير خفاجي.

أصحاب الفضل على وحيد حامد

ووصف حامد مسيرته بقوله: “أنا حبيت أيامى؛ لأني عشتها مع نجوم كبار اتعلمت منهم كتير، عشت في زمن أمينة رزق وصلاح منصور، وعاشرت أجيالًا متعددة من يسرا لـ منى زكي ومنة شلبي”.

وختامًا عزيزي القارئ، كانت هذه آخر كلمات الكاتب والسيناريست الراحل وحيد حامد الذي نهديه هذا المقال بمناسبة ذكرى وفاته الثانية، وكالكثير من الراحلين الذين يرحلون بأجسادهم، وتبقيهم أعمالهم احياء باقين بيننا.

اقرأ أيضًا: رحيل الأستاذ .. وحيد حامد عبقري السينما والدراما المصرية

كتبت: سحر علي.