أسرار اغتيال صالح العاروري.. الكواليس وراء الستار

صالح العاروري

صالح العاروري

اغتالت إسرائيل أمس رئيس المكتب السياسي لإحدى الفصائل الفلسطينية في لبنان صالح العاروري، إلى جانب ستة آخرين من قيادات الحركة، أثناء اجتماعهم في مقرهم بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وتختلف الروايات حول طريقة الاغتيال، والاحتمال الأرجح هو أن عملية الاغتيال تمت بطائرة دون طيار أطلقت عدة صواريخ على قاعة الاجتماع، مما أدى إلى مقتل جميع من فيها باستثناء شخص واحد في حالة خطيرة.

صالح العاروري

لكن كثافة وقوة الدمار الذي أدى إلى هدم طابقين من المبنى السكني الذي اجتمع فيه قادة هذه الفصيلة الفلسطينية، تؤكد أن طائرة حربية مزودة بصواريخ ثقيلة بعيدة المدى هي التي دمرت الشقة وقتلت من فيها، وقد أعلنت عدة جهات رفضها لتصرف إسرائيل غير المسئول لاغتيال صالح العاروري ورفاقه الفلسطينيين، منهم الدولة اللبنانية وإحدى الفصائل اللبناني والحكومة الفلسطينية، أما الحكومة المصرية فقد أعلنت اليوم انسحابها من دور الوسيط بين إسرائيل وتلك الفصيلة الفلسطيني احتجاجًا على اغتيال صالح العاروري.

اغتيال صالح العاروري محاولة إسرائيلية فاشلة لتحقيق نصر وهمي في حرب غزة:

منذ أكثر من ثلاثة أشهر من الحرب لم تحقق إسرائيل وجيشها ومخابراتها أي انتصار في حرب غزة، وتوالت هزائمها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول وحتى الآن.

تعلن إسرائيل كل يوم عن مقتل ضباط من جيش الدفاع الإسرائيلي، لكنها لا تعلن عن مقتل جنود، ومن المرجح أن يكون هؤلاء الجنود أو معظمهم من المرتزقة الذين تدفع لهم إسرائيل رواتب شهرية تصل إلى عشرة آلاف دولار، وأغلبهم أوروبيون خاصة من فرنسا وإيطاليا وأيضًا الولايات المتحدة الأمريكية.

اغتيال صالح العاروري

اقرأ أيضًا: تعرف على 5 دلائل على انتصار غزة العزة

وعندما فشلت إسرائيل في تحقيق أي نصر عسكري أو استخباراتي في تحديد أماكن المعتقلين والرهائن الإسرائيليين، أرادت أن تجعل من اغتيال صالح العاروري وقيادات تلك الفصيلة الفلسطينية في الخارج انتصارًا عسكريًا واستخباراتيًا تروق به للشارع الإسرائيلي الساخط الذي يكره حكومة رئيس الوزراء نتنياهو، التي تصفها بالإهمال الأمني والاستخباراتي وتطالب بإقالتها ومحاكمة أعضائها على إهمالهم في حق الشعب والدولة الإسرائيلية.

اغتيال صالح العاروري

تريد حكومة نتنياهو من اغتيال صالح العاروري ورفاقه فتح باب الصراع والحرب على عدة جبهات خاصة في لبنان، حتى تتمكن من إطالة أمد الحرب وإبقاء تلك الحكومة في مكانها لأطول فترة ممكنة قبل العزلة والمحاكمة وربما السجن.

فهل يتحلى القادة اللبنانيون وخاصة إحدى الفصائل التابعة لها بالحكمة، ويتركون إسرائيل تضيع فرصة جر لبنان إلى حرب جديدة، أم أن لبنان سينزلق إلى حرب عسكرية تضيف معنى آخر إلى الوضع الاقتصادي اللبناني المفلس والمتدهور أصلًا؟، هذا ما ستعرفونه في الساعات القادمة.

اقرأ أيضًا: صفقة الهدنة في غزة.. خلف الكواليس وتفاصيل الصفقة التي هزت العالم

كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.