تحت وطأة قصف إسرائيلي في غرب خان يونس بقطاع غزة، يظهر لنا المشهد المأساوي لاستشهاد حمزة وائل الدحدوح نجل الصحفي البارز وائل الدحدوح، مع ارتفاع عدد شهداء الصحفيين إلى 109 منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية، تبرز حاجة ماسة لفهم ومتابعة تلك الأحداث القاتمة، خاصة بعد فقدان حياة حمزة وزميله مصطفى ثريا أثناء تغطيتهما للوقائع.
حمزة وائل الدحدوح قبل استشهاده:
كان حمزة وائل الدحدوح قد كتب على حسابه على منصة (إكس) قبل ساعات من استشهاده رسالة لأبيه قال فيها: “إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت”.
ردود الأفعال بعد استشهاد حمزة وائل الدحدوح:
أدان المكتب الإعلامي في غزة هذه الجريمة النكراء بأشد العبارات وأوضح أن تلك الجرائم المتكررة والتي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الهدف منها ترهيب وتخويف الصحفيين، واعتبرها محاولة فاشلة من الاحتلال الإسرائيلي لطمس الحقيقة ومنع الصحفيين من التغطية الإعلامية لما يجري في غزة.
كما دعا جهاز الإعلام الحكومي في غزة كل الهيئات الإعلامية والاتحادات الصحفية والحقوقية إلى إدانة مثل هذه الجرائم والتنديد بتكرارها، كما ناشد الجهاز أيضًا كل الجهات الإعلامية المسئولة إلى الضغط على الاحتلال لوقف هذه الحرب والتي تعتبر شكلًا من أشكال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.
اقرأ أيضًا: بعد 23 عاما من الألم.. والد محمد الدرة يودع شقيقيه
استهداف عائلة الدحدوح:
من المعروف أن الاحتلال الإسرائيلي قام باستهداف عائلة الدحدوح في غارة جوية أصابت منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في يوم 25 أكتوبر الماضي، حيث استشهد أفراد من عائلته وهم: زوجته، وابنه محمود، وابنته شام التي تبلغ من العمر 8 سنوات، وحفيده ابن الشهيد حمزة.
تكريم الصحافة المصرية:
قام مجلس أمناء جوائز الصحافة المصرية بترشيح الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح للحصول على جائزة أطلق عليها (حرية الصحافة)، التي تقدمها النقابة هذا العام كدليل ورمز على صمود الصحفيين الفلسطينيين في وجه العدوان الصهيوني الغاشم، وآلاته الوحشية.
كما يعتبر هذا الترشيح تكريمًا لشهداء الصحافة الفلسطينية، الذين دفعوا وما زالوا يدفعون حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة التي يخفيها الاحتلال الإسرائيلي للوضع في غزة، وأيضًا لفضح جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، الذي كشف بصموده كذب الرواية الصهيونية وزيفها، وأكاذيب الإعلام الغربي المساند للاحتلال الإسرائيلي وانتصروا للحقيقة.
وأيضًا تكريمًا وتقديرًا لتضحية الدحدوح الشخصية، ودوره المهني والإعلامي خاصة بعد أن ضرب مثلًا في التضحية من أجل تغطية الحقيقة ونقلها، ودفع ثمن إخلاصه لمهنته ومهنيته بفقدان زوجته، واثنين من أبنائه، وحفيده الذين ارتقوا كشهداء.
ولكنه أصر برغم ذلك على أداء دوره المهني والإعلامي، ومواصلة عمله الصحفي ليؤسس عنوانًا جديدًا للصمود الفلسطيني، بعدما تم استهدافه بشكل مباشر هو وزميله المصور الشهيد سامر أبو دقة، ليعود بعد ذلك مباشرة مواصلًا نقله للحقيقة مرة أخرى، ومناصرة القضية الفلسطينية بعد ساعات قليلة فقط من إصابته.
وختامًا عزيزي القارئ، وبكل حزن وأسف لا تصفه أية كلمات، وبشعور قاسٍ بالخذلان لا تكفيه أية صرخات، تناولنا استشهاد حمزة وائل الدحدوح نجل الصحفي وائل الدحدوح الذي استشهد خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي، نتقدم لأهلنا في فلسطين عامة ولأسرة الصحفي وائل الدحدوح بصفة خاصة بخالص المواساة والعزاء.
اقرأ أيضًا: قصف مستشفى المعمداني في غزة.. جريمة حرب أم حادثة؟
كتبت: سحر علي.