في قلب أمريكا اللاتينية، يثور الإكوادور بأحداث غير مسبوقة تركت العالم يتساءل: ماذا يحدث في هذه الدولة الجميلة؟ قررنا استكشاف تفاصيل الصراع المسلح الداخلي الذي أعلن عنه دانييل نوبوا رئيس الإكوادور، هجوم مسلح على استوديو تلفزيوني، اقتحام مستشفى، واضطرابات في السجون، كلها أحداث شهدتها هذه الدولة الواقعة على الطرف الغربي لأمريكا اللاتينية.
في هذا المقال سنستكشف تفاصيل الهجوم، ونلقي نظرة على ردود الأفعال داخل هذه الدولة وعلى الساحة الدولية، هل يكمن الجواب في الاحتجاجات السياسية، أم في خلفيات اجتماعية تعكس توترات مستمرة؟
ماذا يحدث بالإكوادور؟
أعلن دانييل نوبوا (رئيس الإكوادور) عن وقوع ما وصفه بأنه (صراع مسلح داخلي) في البلاد، حيث قام بإصدار أوامره لقوات الأمن للقيام بتحييد هذه الجماعات الإجرامية التي تقوم بنشر العنف الشديد في الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية، وذلك وفقًا لما ذكرته شبكة (سي إن إن الإخبارية الأمريكية) في تقريرها.
ويذكر أن قام رجال مسلحون وملثمون بقطع البث التلفزيوني المباشر في حدث وصف بأنه من أعنف الحوادث التي شهدتها البلاد منذ فترة، كما أوضحت وسائل إعلام محلية بالإكوادور بأن هناك أفرادًا مسلحين منتشرين في مستشفى وجامعة بمدينة غواياكيول الساحلية.
اقرأ أيضًا: تعرف على 5 دلائل على انتصار غزة العزة
كيف حدث الهجوم؟
صرحت وسائل الإعلام بأن الإكوادوريين أصيبوا بالذهول عند متابعتهم عملية الاقتحام التي حدثت لأستوديو بث مباشر في غواياكيول، حيث شوهد المهاجمون وهم يطرحون موظفي قناة (تي سي) أرضًا في الاستوديو، بينما سُمع صوت طلقات نارية وصراخ عال في الخلفية، وفقًا لما أظهره مقطع فيديو تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يعتبر توثيقًا للهجوم على الشبكة المملوكة للدولة.
وفي وقت لاحق، صرحت الشرطة إنها ألقت القبض على جميع المسلحين، وتم إجلاء الموظفين في القناة، مؤكدة عدم تعرض جميع العاملين والرهائن بتلك المحطة لأي أذى، وقال (سيزار زاباتا) القائد العام للشرطة الوطنية فيها، إنه تم العثور على حوالي 4 أسلحة نارية وقنبلتين يدويتين ومواد متفجرة، وتم اعتقال 13 شخصًا من المهاجمين، وأضاف زاباتا أنه سيتم تقديم الجناة إلى المحاكمة بتهمة القيام بأعمال إرهابية.
ردود الأفعال داخل الاستوديو الذي تم اقتحامه:
صرح (خورخي ريندون) المذيع في قناة (تي سي)، التي تم اقتحامها، بأن الاستيلاء على البث هو هجوم عنيف للغاية، وأن المهاجمين أرادوا اقتحام الاستوديو حتى يجبروهم على قول ما يريدون، وإيصال رسائل معينة لجهات معينة، وقال ريندون أيضا أنه علم بإطلاق النار على شخص وإصابة شخص آخر خلال الاقتحام.
حصيلة الاقتحام وخسائره:
أعلنت السلطات الإكوادورية لاحقًا مقتل حوالي 10 أشخاص بينهم شرطيان، وهي حصيلة أولية كشفت عنها الشرطة مساء الثلاثاء الماضي.
إعلان حالة الطواري:
حدثت انفجارات متعددة هزت البلاد، قابلتها عمليات اعتقالات، كما حدثت اضطرابات في السجون، منذ إعلان الرئيس نوبوا حالة الطوارئ في البلاد، بعد هروب زعيم إحدى العصابات المعروف (أدولفو فيتو ماسياس) من سجن في غواياكيول، ومن المتوقع استمرار حالة الطوارئ لمدة شهرين على الأقل، حيث تم استنفار قوات الشرطة والجيش للحفاظ على النظام والأمن العام، كما تم إعلان حظر للتجول من الساعة 11 ليلًا حتى الساعة 5 صباحًا.
ومنذ الإعلان عن حالة الطوارئ بالبلاد تم اختطاف 7 من رجال الشرطة على الأقل في 3 مدن مختلفة، وفي مدينة إسمرالداس شمال غربي البلاد تم إشعال النيران في سيارتين وأدى ذلك إلى حدوث حريق في محطة وقود، وفي مدينة كيتو العاصمة الإكوادورية، عثرت الشرطة على سيارة محترقة بداخلها ما يبدو أنه أسطوانات غاز.
كما أعلنت دائرة السجون، أن هناك ست حوادث على الأقل وقعت داخل مرافق السجون يشمل ذلك الاضطرابات واحتجاز بعض افراد الشرطة في السجون، موضحين أن الأوضاع لا تزال خارج السيطرة، وعلى الجانب السياسي، تقوم الجمعية الوطنية بعقد اجتماع طارئ لاتخاذ إجراءات واضحة لمواجهة الاضطرابات والأعمال التي تهدد السلام والأمن العام.
ردود الأفعال الدولية:
في وسط هذه الاضطرابات، قالت وزارة الداخلية في بيرو إنه تم إصدار أوامر للشرطة الوطنية بزيادة وسائل الأمن على الحدود مع الدولة، كما أعلنت الولايات المتحدة قلقها الشديد حول أعمال العنف وأحداث الاختطاف الجارية فيها، وفقًا لما ذكره برايان نيكولز المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في الدولة مؤكدًا أن المسئولين الأمريكيين سيبقون على اتصال وثيق بالمسئولين الإكوادوريين لمحاولة معالجة الأزمة الراهنة.
كما أعلنت بكين، أنها أوقفت الأنشطة القنصلية لسفارتها في العاصمة الإكوادورية كيتو، وقالت السفارة الصينية في الإكوادور، إن موعد استئناف هذه الأنشطة القنصلية سيتمّ الإعلان عنه في الوقت الملائم وبعد التأكد من حل هذه الأزمة.
ختامًا عزيزي القارئ، تناولنا ماذا حدث في الإكوادور، بعد اقتحام مسلحين ملثمين لأحد الاستوديوهات وقطع البث التلفزيوني والقيام بأعمال عنف وتخريب في عدة مناطق من البلاد، وجاري حل هذه الأحداث وإحالة مرتكبيها للعدالة والمحاكمة.
اقرأ أيضًا: مجمع الشفاء الطبي في غزة.. هل سيصمد أمام القصف والحصار؟
كتبت: سحر علي.