في مشهد يعكس خيوط التوتر والصراعات، تتجاذب القوى العسكرية الأمريكية والبريطانية ذاهبة وقادمة في ساحة التصعيد الجديدة، يتساءل العالم عن الأسباب التي دفعت هذين الحليفين التقليديين إلى اللجوء إلى العمل العسكري المشترك، وفي هذا السياق تظهر الضربات الجوية القوية، التي انطلقت من مطارات البحرين وقبرص وجيبوتي، كمحفز قوي لتصاعد الأحداث، إن هذا التصعيد يلقي بظلاله على الساحة الدولية، مشكلًا تحولًا حادًا في المشهد السياسي والعسكري.

أسباب التصعيد بين الجيشين الأمريكي البريطاني:

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أن الضربة الجوية والصاروخية التي جاءت عبر طائرات حربية انطلقت من مطارات البحرين وقبرص وجيبوتي، فضلًا عن صواريخ توماهوك من الغواصات العسكرية الأمريكية.

أسباب التصعيد بين الجيشين الأمريكي البريطاني

أسباب التصعيد بين الجيشين الأمريكي البريطاني

وجاءت هذه الضربة ردًا على قيام جماعة أنصار الله الحوثيين باستهداف عدد من السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب، كما أطلقت عدة صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت إسرائيل، وأعلنت الخارجية الأميركية أن هذه الضربات جاءت انطلاقًا من حق الدفاع عن النفس.

اقرأ أيضًا: في قلب الصدمة.. استكشاف تداعيات هجمات الإكوادور وردود الأفعال

ردود الفعل الدولية على التصعيد الأمريكي البريطاني:

أعلنت عدة دول عربية ودولية رفضها للتصعيد الأمريكي للتوتر ومواصلة إشعال المنطقة العربية وتوسيع نطاق المناوشات والتوتر في المنطقة، مما يشكل تهديدًا للتجارة والسلام العالمي، كما أنها صرفت الرأي العام العالمي عن المشكلة الحقيقية في الشرق الأوسط، وهي المشكلة الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

ردود الفعل الدولية على التصعيد الأمريكي البريطاني

ردود الفعل الدولية على التصعيد الأمريكي البريطاني

أكبر الخاسرين:

يبدو أن الإدارة الأمريكية لا تستطيع ممارسة أي ضغط على دولة إسرائيل لوقف حربها على غزة والشعب الفلسطيني، وبعد مطالبة كافة دول المنطقة العربية بعدم التدخل بأي شكل من الأشكال للتأثير على الحرب الإسرائيلية على غزة، وقفت في مجلس الأمن والأمم المتحدة لعرقلة أي قرار لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار.

أكبر الخاسرين

أكبر الخاسرين

واليوم نجدها تفتح جبهة أخرى للصراع والتوتر في اليمن لمحاربة عملاء إيران في المنطقة، بحسب تصريحات سياسيين أميركيين وبريطانيين طلبوا من إيران أن تأمر ميليشيات حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن بوقف هجماتها على إسرائيل، والتجارة العالمية.

مصر والصراع الإقليمي:

تعتبر مصر الخاسر الأكبر من هذا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وما تلا ذلك من تدخل الحوثيين في الصراع، الذين هاجموا السفن التجارية أثناء عبورها مضيق باب المندب في طريقها إلى البحر الأحمر ثم إلى قناة السويس، ثم البحر الأبيض المتوسط، ثم إلى الدول الأوروبية وأمريكا.

خسرت مصر أربعين بالمئة من دخلها من قناة السويس في شهر ديسمبر مقارنة بالعام السابق بسبب تحويل أكبر شركات النقل العالمية سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، مما يعني المزيد من الضغوط على الاقتصاد المصري الذي يئن وينهار بسبب الضربات الاقتصادية المتتالية عليه بدءًا من أزمة كورونا.

مصر والصراع الإقليمي

مصر والصراع الإقليمي

ومع الأزمة الروسية الأوكرانية، وأزمة الديون المصرية، وتراجع قيمة الجنية المصري، نتيجة الأزمة في السودان الشقيق، وفرار آلاف السودانيين إلى مصر هربًا من الحرب الأهلية في بلادهم وأخيرًا وليس آخر، الحرب الإسرائيلية على غزة وتسخير كافة الجهود المالية والسياسية لمساعدة أشقائنا في غزة، ثم يأتي الحوثيون في النهاية ليفاقموا الوضع سيئة سواء.

وينتظر الجميع الآن الأسوأ بعد إعلان الحوثيين أن كافة الممتلكات الأمريكية والبريطانية في المنطقة العربية أهداف مشروعة لهم ردًا على عدوانهم على الأراضي اليمنية، تُضاف هذه التصريحات إلى سلسلة التحديات الإقليمية، مما يشير إلى إمكانية التصعيد إلى آفاق أكثر تعقيدًا وخطورة.

اقرأ أيضًا: قصف مستشفى المعمداني في غزة.. جريمة حرب أم حادثة؟

كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.