انطلقت فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية 2024 في مدينة أبيدجان بكوت ديفوار، تلك البطولة العامة التي يشترك فيها منتخب دولة موزمبيق، و الذي حصل على نقطة واحدة في دور المجموعات، حيث جاءت كاب فيردي في المركز الأول برصيد 3 نقاط، ثم منتخب مصر بنقطتين، ثم منتخب موزمبيق ومنتخب غانا برصيد نقطة واحدة لكل منهما.
بعيدًا عن توتر الملاعب وقلق النتائج والتأهل، تعال معي عزيزي القارئ في رحلة سياحية لدولة موزمبيق حيث الشواطئ والجزر والحدائق الساحلية.
ماذا تعرف عن دولة موزمبيق؟
تعتبر دولة موزمبيق إحدى الدول الواقعة في شرقي أفريقيا، نالت استقلالها عام 1975م بعد استعمار برتغالي لها استمر ما يقرب من أربعة قرون ونصف، يعتمد اقتصادها على الزراعة بشكل كبير، ثم الصناعة وخاصة صناعة الأغذية والمشروبات، والصناعات الكيميائية.
كما تنتج الألومنيوم والبترول، وينمو قطاع السياحة في البلاد بشكل كبير حيث تجذب شواطئها وحدائقها السياح بكثرة، وتعتبر جنوب أفريقيا هي الشريك التجاري الرئيسي والمهم ومصدر الاستثمار الأجنبي المباشر لدولة موزمبيق، كما يحدث تبادل تجاري واقتصادي أيضًا مع كل من البرتغال والبرازيل وإسبانيا وبلجيكا.
اقرأ أيضًا: اكتشف دولة غانا.. محطة قبل لقاء الفراعنة في أمم أفريقيا 2024
اللغة والديانة في دولة موزمبيق:
تعتبر اللغة البرتغالية هي اللغة الرسمية الوحيدة في دولة موزمبيق، والتي يتحدث بها حوالي نصف السكان كلغة ثانية، وهناك اللغات الأصلية السواحلية المشتركة مثل ماخووا، وسينا، يبلغ عدد سكانها حوالي 24 مليون أغلبيتهم الساحقة هم من شعب البانتو، أما الديانة الرئيسية في الدولة هي المسيحية، بالإضافة إلى وجود أقليات كبيرة من أتباع الديانات الأفريقية التقليدية الأخرى، وهناك أيضًا أقلية تتبع الإسلام.
وتعتبر موزمبيق عضوًا في الاتحاد الأفريقي، ودول الكومنولث، ومجتمع بلدان اللغة البرتغالية، والاتحاد اللاتيني، ومنظمة التعاون الإسلامي، والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي والفرنكوفونية.
أصل تسمية دولة موزمبيق:
يرجع أصل تسمية موزمبيق إلى (موسى بن بيق)، الذي كان حاكم جزيرة موزمبيق قبل أن يحتلها البرتغاليون في عام 1500 تقريبًا، والمعروف أن موسى بن بيق كان تاجرًا عربيًا، وهو أول عربي زار الجزيرة من العرب وعاش فيها بعد ذلك، ولهذا سُميت الجزيرة على اسمه، وبعد ذلك سُميت كل اليابسة المقابلة للجزيرة بأكملها باسم موزمبيق تيمنًا باسمه.
اقرأ أيضًا: جولة سريعة في كوت ديفوار.. بين الملاعب وحقول الكاكاو
أهم ما تشتهر به موزمبيق:
تشتهر موزمبيق بشواطئها التي تمتد على طول حوالي 2500 كيلومتر، تحيطها أشجار النخيل وجزرها النادرة، وبالرغم من اعتبارها البلد المثالي لقضاء عطلة ممتعة ومريحة مع الكثير من أشعة الشمس والبحر، فهناك أيضًا الكثير من الأشياء التي تشتهر بها موزمبيق، وأهمها:
حديقة جورونجوسا الوطنية:
تعتبر هذه الحديقة رحلة السفاري الأكثر جاذبية في دولة موزمبيق، فهذه المنطقة البرية الواقعة في الطرف الجنوبي من الوادي العظيم هي منطقة ساخنة للتنوع البيولوجي، فهناك الفيل والجاموس والحمار الوحشي، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الظباء كلها موجودة، كما بدأت الأسود بالعودة إلى هذه الحديقة بالإضافة إلى الكلب البري المتواجد بها أيضًا.
حديقة بازاروتو الوطنية:
أرخبيل بازاروتو الشهيرة، تعتبر هذه الحديقة مكانًا مثاليًا للجزيرة الواقعة في المحيط الهندي بشواطئها الرملية البيضاء البديعة، والتي تصطف أشجار النخيل على جانبيها، كما تنتشر مجموعة من المنتجعات الأنيقة على عدة جزر، وتعتبر هذه المناطق الهادئة أماكن مثالية للاسترخاء حيث المشي على الشاطئ، والتمتع بالمناظر الطبيعية الساحرة، وهناك أيضًا الكثير من الفرص للاستكشاف، حيث إمكانية تسلق قمة أحد الكثبان الرملية المرتفعة ومشاهدة آفاق لا نهاية لها على الساحل والشواطئ، وبحيرات المياه العذبة الداخلية.
كما تشهد الحياة البرية في دولة موزمبيق قرود سامانغو، إلى جانب أنواع من السلاحف والتماسيح ومختلف أنواع الظباء، كما يوجد معرض للحياة البحرية وهو أحد أفضل أماكن الغطس، ويعتبر موطنًا لمجموعة رائعة ونادرة من الشعاب المرجانية والأسماك، والغوص فيها أكثر إثارة حيث يتم رؤية أسماك شيطان البحر وأسماك القرش والحوت بانتظام.
اقرأ أيضًا: كأس أمم أفريقيا.. كوت ديفوار وغينيا بيساو تصنعان السحر
مدينة مابوتو:
مدينة مابوتو هي عاصمة دولة موزمبيق، تشتهر بالحياة الليلية النابضة بالحياة، حيث يمكن للزائر تناول بعض الكحوليات في بار ترابي، أو التمتع بالاستماع ومشاهدة الموسيقى الحية، والرقص طوال الليل في أحد النوادي الليلية المملوءة بالحيوية هناك، ولن تشعر بأي ملل أو فراغ في هذه المدينة التي لا تنام أبدًا.
رحلة سفاري في المحيط في توفو:
بالرغم من صغر مساحة قرية التوفو، إلا أنها تعتبر واحدة من أشهر المراكز السياحية في موزمبيق، وما يجعلها جذابة للكثير من الزائرين هو جو شعور الحياة والإقامة فيها، حيث يمتزج السكان المحليون والمسافرون في السوق، مع تشكيلة مميزة من المطاعم ودور الضيافة والمتاجر والمحلات التي تصطف على جوانب الشوارع الرملية، ومن أشهر ما تتميز به قرية التوفو رحلات السفاري في المحيط، حيث يمكن للزائر الخروج إلى البحر بحثًا عن الحياة البرية البحرية مثل أسماك شيطان البحر والدلافين والسلاحف وأسماك قرش الحوت غير الضارة.
المأكولات البحرية اللذيذة:
تشتهر دولة موزمبيق بالمأكولات البحرية الممتعة، مثل الأسماك المشوية الطازجة، وسرطان البحر، والأخطبوط، ولكن المميز بحق هو القريدس، الذي يطلقون عليه اسم القريدس أل أم (LM prawns)، ويقدم بطريقة مميزة جدًا تشتهر بها موزمبيق، مع صلصة بيري الساخنة، أو بالطهو المحلي مع الفلفل الحار أو الليمون والأعشاب البحرية الخفيفة.
محطة قطار مابوتو المركزية:
تعتبر هذه المحطة من أجمل محطات القطار في العالم، حيث الهندسة المعمارية المميزة الرائعة والتي تجذب انتباه الكثير من السياح، كما يوجد متحف للسكة الحديد داخل المحطة، وبالرغم من كونها مجرد محطة قطار إلا أن الكثير من السياح يزورونها لمشاهدة الهندسة المعمارية الجميلة، ولهذا فهي واحدة من أشهر الأماكن السياحية في دولة موزمبيق في مدينة مابوتو.
في ختام هذه الرحلة الممتعة إلى دولة موزمبيق، نكتشف أن هذه الوجهة لا تقدم فقط تجربة كرة القدم الممتعة في كأس الأمم الأفريقية، بل تفتح أيضًا أبوابًا لاستكشاف عجائبها الطبيعية وتنوع ثقافتها، فإنها تحتضن تاريخًا غنيًا وتنوعًا بيئيًا يجعلها واحدة من الوجهات السياحية الفريدة في شرق أفريقيا.
اقرأ أيضًا: رحلة البطولة.. تحليل لأهم مباريات الجولة الثانية في دور المجموعات
كتبت: سحر علي.
