من أهم السمات الشخصية البنَّاءة التي يتحلّى بها الفرد هي الثقة بالنفس وتقدير الذات، كما تُعتبر حجر الأساس في النفس السليمة نفسيًا، فالسبب الأساسي لكل نجاح يحققه الإنسان بعد التوكّل على الله -عزّ وجل- هي ثقته بنفسه بالنفس وتقدير ذاته، وقُدرته على تجاوز المشكلات والتحدّيات بقوة وثبات، فهي مرآة للتوافق النفسي السوي، وفي هذا التقرير سوف نستعرض معًا:
- مفهوم الثقة بالنفس.
- كيفية ملاحظة الثقة بالنفس؟
- مزايا الثقة بالنفس.
مفهوم الثقة بالنفس:
الثقة بالنفس جزء من تقدير الذات، فإن احترام الفرد لذاته وتقديرها يعني أنه يمتلك الإحساس بالثقة بنفسه، وعلى ذلك فهي تعني:
- إدراك الفرد لقدراته وإمكانياته النفسية والاجتماعية والجسدية.
- أن ينظر الفرد لنفسه نظرة إيجابية.
- إمكانية تحقيق أهدافه مع التوفيق والتبديل في طرق الوصول إلى الهدف بلا يأس أو ملل، فليس هناك ما يسمى بالفشل، وإنما هي مجموعة تجارب ومحاولات نمر بها وتعطينا خبرة للوصول إلى الهدف المنشود.
- تجنّب الخبرات السيئة غير المرغوب فيها وتجاهلها، بالإضافة إلى التركيز على الخبرات الجيدة والناجحة.
اقرأ أيضًا: الثقة بالنفس عند الأطفال .. كيف تزرعها في خطوات بسيطة؟
كيفية ملاحظة ثقة الفرد بنفسه؟
من المُمكن ملاحظة ثقة الفرد بنفسه في جميع تصرفاته وحركاته وقراراته الشخصية أو الاجتماعية، وذلك من خلال الآتي:
- ملاحظة استجابته لكافة أنواع المُثيرات الإيجابية أو السلبية، حيث تكون استجابته تفاعليّة تكيفيّة مُتوازنة تتلاءم مع شدة ونوعية المثير.
- تقبل المُحيط المجتمعي للفرد ومدى ثقتهم به وبقدراته، واستجابته لهذا المُحيط دون خوف أو توتر.
مزايا الثقة بالنفس:
لها مزايا كثيرة في حياة الفرد النفسية والاجتماعية، على النحو الآتي:
أولاً تحقيق التوافق النفسي:
يرتبط التوافق النفسي بمدى شعور الفرد بثقته بنفسه، وبالتالي شعوره بالسعادة ومنها إلى الراحة والأمان النفسي، كما أنها تجعل انفعالات واستجابات الفرد أكثر اتزانًا وبُعدًا عن التهوّر والعدوانية.
ثانيًا اكتساب الخبرات:
تعد هذه الثقة دافعًا قويًا للفرد للتعلم واكتساب الخبرات، والتي تساعد بدورها في إثراء حصيلته النفسيّة والاجتماعيّة والعلميّة في شتى المجالات، كما تساعد باستمرار لتعلم كل ما هو جديد، والتقدم نحو الأفضل باستمرار.
ثالثًا النجاح في العمل:
إن ثقة الفرد بقدراته ومهاراته وتقديره لها تجعله أكثر قابلية للإقدام على الأعمال والنجاح بها، بالإضافة إلى إيمانه بذاته وكفاءاته لأداء المهام بالشكل المطلوب، وبالتالي قُدرة الفرد على مقاومة الأعباء التي من المُمكن أن تقع على عاتِقه وتحمُّلها، كما أنّ الشخص الواثق بنفسه يمتلك ردود فعل رزينة ومُتّزنة تجاه المُثيرات المُختلفة تزوده بالمرونة في التعامل مع مختلف العقبات التي تواجهه في طريق تقدّمه ونجاحه.
رابعًا محبة الأفراد والمجتمع:
تجعل هذه الثقة من العلاقات الاجتماعية علاقات إنسانية مبنية على احترام شخصية الفرد لذاته ولمن حوله، مع وضع حدود نفسية تحميه في علاقاته مع الآخرين، ونبذ مشاعر الكراهية ومنعها من التوغل في النفس، كما تزرع المحبة والأُلفة تجاه الآخرين.
خامسًا القدرة على حل المشكلات:
ثقه الفرد بنفسه تجعله أكثر قدرةً على التعامل مع المشكلات والأزمات وحلها بشكلٍ حكيم وفعال، خصوصًا مع الضغوط التي تهدد تنفيذ أهدافه التي وضعها لنفسه، بالإضافة إلى الحفاظ على ضبط النفس تحت أي ضغوط يتعرض لها.
وعلى ذلك فالثقة بالنفس سلاح فعال قوي، لابد من السعي دائمًا للتحلي به، حتى تستطيع مقاومة تحديات الحياة، بل الاستمتاع بالتغلب على هذه التحديات.
اقرأ أيضًا: الأسباب النفسية وراء عدم كشف المرأة عن عمرها الحقيقي
كتبت: نيفين رضا الدميري.