تأتي قصة نجاح شركة مزارع دينا وهي من أكبر خمس شركات في الشرق الأوسط لإنتاج الألبان، وسط سحابة كثيفة من الأخبار والأحداث الاقتصادية الكئيبة والمحزنة التي تمر على سماء الوطن في تلك الأيام؛ مما يفقد البعض ثقته بنفسه وبوطنه وقدرات هذا الوطن وأبنائه المخلصين، لهذا استدعينا إحدى التجارب الناجحة للشركات الوطنية المصرية لتحقيق الأمن الغذائي للوطن والمواطنين، لتكون شاهدًا على العصر وعلى قدرة المصري على البناء والتطور والتحديث.
متى بدأت فكرة إنشاء شركة مزارع دينا؟
في عام 1984 فكر المهندس حسين عثمان أخو المهندس الشهير عثمان أحمد عثمان مؤسس شركة المقاولون العرب العملاقة، في إنشاء شركة زراعية وقام بامتلاك 1500 فدان من صحراء مصر حولها إلى بساتين خضراء مخصصة لزراعة الأعلاف الحيوانية، وقام باختيار اسم ابنته دينا ليكون اسم الشركة الجديدة دينا للاستثمار العقاري واستصلاح الأراضي ثم مزارع دينا.
وفي عام 1987 بعد أن تم استصلاح الأراضي الصحراوية وتحويلها إلى أراضٍ زراعية تثمر بأجود الثمار، جاءت الخطوة الثانية وقام المهندس حسين عثمان بإنشاء أكبر مزرعة لتربية الأبقار في مصر واستيراد أحدث الآلات للرعاية بالأبقار وحلبها والحفاظ على ألبانها ومراقبة جودة هذه الألبان من الكشف على صحة البقرة حتى الكشف على الألبان داخل العلبة المقدمة للمستهلك.
وقام المهندس حسين باستقدام 300 بقرة من الولايات المتحدة الأمريكية كنواة أولى للقطيع الكبير الذي تمتلكه الشركة الآن، وبعد ست سنوات من بيع الألبان الفريش للعملاء تأتي الخطوة الثانية للمهندس حسين عثمان بأن يقوم بإنشاء أول مصنع بالمنطقة العربية لإنتاج مسحوق اللبن منزوع الدسم، ويكون إضافة كبيرة للمنتجات المصرية وتوفير كبير لفاتورة الاستيراد المصرية.
اقرأ أيضًا: اختراق شركة فوري.. هل تعرضت بيانات ملايين المصريين للخطر؟
الاستثمار لغة العصر:
عند بزوغ كيانات اقتصادية كبيرة في مصر ببداية الألفية كمجموعة القلعة لمديرها واحد مؤسسيها المهندس أحمد هيكل ابن الكاتب الأشهر محمد حسنين هيكل، عرضت شركة القلعة شراء شركة دينا بـ 540 مليون جنية وهو رقم كبير جدًا في وقتها فقد كان الدولار لا يتجاوز الـ 4 جنية مصري حينها.
وتمت الصفقة، ولأن مجموعة القلعة كانت ترى في مزارع دينا مستقبلًا واعدًا وإمكانيات هائلة؛ فقد خططوا لتصبح مصدر الألبان في مصر والشرق الأوسط، وبعد أربع سنين تحصل على أول مزرعة نموذجية في أفريقيا على شهادة الأيزو في سلامة وجودة منتجاتها.
توسع شركة مزارع دينا:
تعددت مصانع مزارع دينا وتنوعت منتجاتها من الألبان متعددة النكهات إلى العصائر بكافة أنواعها إلى منتجات الألبان كالجبن والزبادي بمختلف أنواعه وإضافاته، وتوسعت عبر السنين من 1500 فدان إلى أن أصبحت الآن عشرة آلاف فدان يقدمون أفضل الأعلاف الزراعية لأفضل الأبقار المصرية ليحصل المستهلك المصري والعربي على أفضل وأجود المنتجات الصحية.
تصبح مزارع دينا المورد لأكثر من سبعين بالمئة من الألبان للسوق المصري، ورقم مهم في الأسواق العربية وخاصة الخليجية، ولا زال التطوير والنجاح مستمر، تلك قصة نجاح لفكر وسواعد وأجيال وعمال ومزارعين مصريين يثبتون أن الإرادة المصرية تقهر الجبال وتزرع الصحراء وتنشر الرخاء في كل ربوع الوطن.
اقرأ أيضًا: شركة بلاك روك.. قوة خفية تتحكم في الاقتصاد العالمي
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.