“يا صباح الخير ياللي معانا، الكروان غنى وصحانا”.. بهذه الكلمات الخالدة، يفتتح ملايين المصريين صباحهم، لكن التاريخ يحمل في طياته صباحًا آخر اتشح بالسواد، اليوم نفتح ملف ذكرى وفاة أم كلثوم، الأسطورة التي رحلت عن عالمنا في 3 فبراير 1975م، تاركة خلفها إرثًا لا يموت.

في هذا التقرير، نستعيد اللحظات الأخيرة، ومشهد الجنازة المهيب، وكيف كشفت أيام المرض عن أسرار حياة أم كلثوم الشخصية التي أخفت آلامها خلف نظارتها السوداء لتسعد الملايين.

من طماي الزهايرة للعالمية.. لمحات من مسيرة أم كلثوم

رغم أننا بصدد الحديث عن الرحيل، إلا أنه لا يمكن تجاهل البداية، فاطمة إبراهيم البلتاجي، ابنة قرية طماي الزهايرة، التي تحولت إلى “كوكب الشرق”، رحلة طويلة من الكفاح صنعت تاريخ ومسيرة أم كلثوم، بدأت من الإنشاد الديني مع والدها، ومرت بمحطات فارقة مثل تأسيس الإذاعة المصرية عام 1934م، وترؤسها لنقابة الموسيقيين بعد ثورة يوليو 1952م.

أغاني أم كلثوم الخالدة.. تراث لا يموت

لم تكن أم كلثوم مجرد صوت، بل كانت مؤسسة فنية كاملة، اختياراتها الدقيقة صنعت مجدها، خاصة تعاونها مع كبار الكتاب لتقديم قصائد وشعراء أم كلثوم، الذين صاغوا مشاعر الأمة العربية، ومن روائعها التي لا تنسى:

• الأغاني العاطفية: (أنت عمري، ألف ليلة وليلة، للصبر حدود، الأطلال، هذه ليلتي).
• الأغاني الوطنية: (مصر تتحدث عن نفسها، والله زمان يا سلاحي).
• الأغاني الدينية: (الرضا والنور، نهج البردة).

تفاصيل المرض وذكرى وفاة أم كلثوم

في السبعينيات، بدأت المعاناة الصامتة، أصيبت كوكب الشرق بالتهاب حاد في الكلى، وسافرت إلى لندن للعلاج، لكن القدر كان أسرع عادت إلى مصر لتلفظ أنفاسها الأخيرة، وفي صباح 3 فبراير 1975م، أُعلن الخبر الذي زلزل الوطن العربي: “ماتت أم كلثوم”.

تحل علينا ذكرى وفاة أم كلثوم كل عام لتذكرنا بهذا اليوم الحزين، حيث توقفت الحياة في مصر، وخرجت الشوارع عن بكرة أبيها لوداع “الست”.

جنازة أم كلثوم الأسطورية.. وداع مهيب

لم يشهد العالم جنازة شعبية لفنان بحجم جنازة أم كلثوم، حيث تشير التقديرات إلى مشاركة أكثر من 4 ملايين شخص في تشييع جثمانها، في مشهد مهيب حضره الملوك والرؤساء، وبكى فيه البسطاء، وكانت جنازة تليق بملكة متوجة على عرش الغناء، وأصبحت مرجع تاريخيًا لمحبة الشعوب لفنانيها.

أهم الجوائز والأوسمة في تاريخ كوكب الشرق

حتى بعد رحيلها، ظلت الأوسمة تشهد على قيمتها، حيث صنفتها مجلة “رولينج ستون” ضمن أعظم المطربين في التاريخ. ومن أبرز نياشينها:

•  قلادة النيل (أرفع وسام مصري).
•  وسام الكمال من الملك فاروق.
•  وسام الأرز اللبناني ووسام النهضة الأردني. 
• وسام الاستحقاق السوري ونيشان الرافدين العراقي.

ختامًا، ورغم مرور عقود على ذكرى وفاة أم كلثوم، إلا أن صوتها لا يزال حيًا، يصدح في المقاهي والبيوت، ليثبت أن الفن الحقيقي لا يعرف الموت، رحلت “الست” جسدًا، وبقيت روحًا تسكن وجدان كل عربي من المحيط إلى الخليج.

الأسئلة الشائعة حول ذكرى وفاة أم كلثوم