هل يعود صلاح الدين الأيوبي ليحرر القدس من جديد؟

دخول صلاح الدين الأيوبي القدس

دخول صلاح الدين الأيوبي القدس

تعتبر قضية تحرير المسجد الأقصى من أكثر القضايا الدينية التي تشغل مئات الملايين من المسلمين حول العالم، ومما لا شك فيه تعتبر شخصية القائد صلاح الدين الأيوبي بمثابة الأب الروحي للمقاومين الذين حملوا عبء تحرير المسجد الأقصى على عاتقهم.

تعتبر شخصية صلاح الدين من أكثر الشخصيات التاريخية التي تحظى بحب وتقدير معظم المسلمين حول العالم، ولد القائد يوسف بن أيوب الدويني التكريتي أو ما يعرف بلقب الناصر صلاح الدين في مدينة تكريت العراقية عام (532) للهجرة الموافق لعام (1138م) لعائلة كردية، نجح صلاح الدين في تأسيس جيش مسلم ذي بأس شديد وعزيمة فولاذية يقاتل لأجل عقيدة واضحة جلية.

صلاح الدين الأيوبي

إن الطريق إلى القدس لم يكن سهلًا أمام صلاح الدين فقد خاض الكثير من المعارك ضد الصليبيين واستطاع بجهود متواصلة أن يوحد أقاليم مصر والشام والجزيرة؛ مما مكنه من توحيد البلاد الإسلامية تحت راية واحدة وقتال الصليبيين والانتصار عليهم في الكثير من المعارك، لاسيما معركة حطين التي جرت في سنة (583) هجري سنة (1187م)، والتي كسرت على أثرها شوكة الصليبيين وأسر ملكهم مما مهد لصلاح الدين الطريق نحو التوغل تجاه ساحل الشام وفتح مدنه وحصونه حتى جاءت اللحظة التاريخية ألا وهي فتح بيت المقدس ودخول مدينة القدس.

اقرأ أيضًا: السلطان السابع الملك الصالح نجم الدين أيوب

دخول صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس في ليلة الإسراء والمعراج:

في سنة (1187م) الموافق سنة (583) هجري بدأ صلاح الدين الأيوبي هجومه لتحرير القدس من أيدي مغتصبيها، كانت بداية الهجوم عند باب عمرو في الجانب الشمالي من بيت المقدس، حيث اقتحم المسلمون سور المدينة ونقبوه، أقسم صلاح الدين أن يسترد بيت المقدس بحد السيف وبر بقسمه بعد أن احتل قلعة المدينة ودخلها و شاءت الأقدار أن يوافق ليلة المعراج التي أسرى الله فيها ليلًا بنبيه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.

دخول صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس في ليلة الإسراء والمعراج

هكذا دخل صلاح الدين القدس ورفرفت أعلامه بعد أن أسقط الصليب من فوق قبة الصخرة، وصلى في المسجد وهو يستشهد بقول الله تعالى: “فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين” [سورة الأنعام]، حافظ صلاح الدين على وعده للصليبيين من أهل المدينة؛ فسمح لهم بالخروج بعد دفع الفدية المتفق عليها مظهرًا التسامح والعفو تجاه فقرائهم الذين عجزوا عن دفع الفدية، ويذكر أن صلاح الدين لم يحاول هدم الكنائس بل تركها وأمر أن تفتح كنيسة القيامة أبوابها؛ لاستقبال قاصديها كما سمح أيضًا لليهود بالعودة إلى المدينة المقدسة بعد أن طردهم الصليبيون منها.

دخول صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس

كانت لديه رغبة في عدم استخدام العنف مع مدينة لها حرمتها عند المسلمين والمسيحيين على السواء، في الحقيقة يأتي موقف صلاح الدين التسامحي ومروءته على النقيض من تلك الفظائع التي ارتكبها الصليبيون، حين احتلوا بيت المقدس سنة (1099م) وانطلق الصليبيون في شوارع المدينة وفي المساجد يقتلون كل من يصادفهم من الرجال والنساء والأطفال، فقد قتل هؤلاء الصليبيون الآلاف من المسلمين الأبرياء بغير ذنب، حتى جاء صلاح الدين ليحررها ليتحقق بذلك حلم فارس شجاع قاتل وصبر وبقي ثابت كالجبال في وجه المحن.

فهل نرى صلاح الدين الأيوبي جديد في وقتنا الحاضر أم أن الانتظار سيكون طويلًا للخلاص..؟!

اقرأ أيضًا: طارق بن زياد .. فاتح الأندلس أم القائد المفقود

كتبت: رانيا كمال.