هل سمعت عن مصطلح متلازمة الحياة المؤجلة أو يومًا ما أو انتظار بدء الحياة من قبل؟ إنها المتلازمة الأكثر انتشارًا لدى الشباب الذين هم في عمر العشرينيات والثلاثينيات وعمر الخمسينيات قد يصابون بها أيضًا؛ نظرًا لأن هذه المرحلة العمرية تكون حافلة بالأحداث بالإضافة إلى الكثير من المسئوليات مثل: الدراسة والوظيفية والأمور الاجتماعية والعاطفية.
إنها ليست اضطرابًا عقليًا أو نفسيًا، لكنها يمكن أن تسبب الاكتئاب والعصبية واللامبالاة وما إلى ذلك، لتحديد ما إذا كنت مصابًا بتلك المتلازمة، احضر ورقة وقيمها إلى 3 أعمدة، ثم اكتب أحلامك وأهدافك خلال السنوات القليلة الماضية التي لم تتحقق في العمود الأول، وفي العمود الثاني اكتب ما قمت به لتحقيق هذه الأهداف، أما العمود الثالث اجعله للأسباب التي أدت إلى عدم تحقيق هذه الأهداف، فإذا كانت الأسباب تشبه الأعذار مثل: “لأنني لم أمتلك الوقت الكافي”، أو فهذا يعني أنك مصاب بالمتلازمة.
فما هي أسبابها، وهل تؤثر على صحتك النفسية، وحياتك الشخصية والمهنية؟ كن على استعداد لتكتشف إذا كنت أحد المصابين بها أم لا.
أسباب متلازمة الحياة المؤجلة:
هناك عدة أسباب وعوامل لمتلازمة الحياة المؤجلة، أهمها ما يلي:
1-الضغوطات الاجتماعية:
تسبب الضغوطات الاجتماعية مثل المقارنة بالآخرين، والتوقعات العالية من العائلة والأصدقاء، الإصابة بهذه المتلازمة.
2-الخوف من الفشل:
يصبح الفرد أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة، إذا كان لديه شعور مستمر بالخوف من الفشل سواء في الحياة المهنية أو الشخصية؛ ما يجعله غير قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة.
3-فقدان الشغف:
يؤدي عدم وجود هدف واضح ومحدد يسعى الفرد إلى تحقيقه أو شعوره بفقدان الشعف تجاه أحلامه للإصابة بالمتلازمة.
4-السعي وراء الكمال:
سعي الفرد وراء الكمال عادةً ما يجعله يشعر بالإحباط وعدم الرضا عن النفس، ويكون هذا العامل سببًا من أسباب الإصابة بمتلازمة انتظار بدء الحياة.
5-مشاكل تقدير الذات والثقة بالنفس:
شعور الفرد بأنه لا يستحق ما حققه أو يملكه في الحاضر، والسعي باستمرار لتحقيق المزيد في محاولة منه لتعويض شعوره بالنقص المزمن الذي يشعر به.
6-التركيز على المادية أكثر من الروحانية:
تعتمد سعادة الفرد على الكم لا النوع، وعلى ما يملكه من المال والسلطة والشهرة أيضًا، التي عادة ما يكون لها تأثير بعدم القناعة والرضا.
7-نمط الحياة المتسارع:
إن نمط الحياة السريع في العالم أجمع ذو متطلبات معقدة؛ مما يسبب شعورًا وهميًا للفرد بأنه متأخر دائمًا، وبحاجة لبذل جهد أكبر وأسرع ليواكب التغيرات المستمرة.
اقرأ أيضًا: رحلة في عالم الماضي.. كيف تتسلل متلازمة النوستالجيا إلى حياتنا اليومية وتلهمنا؟
هل تؤثر متلازمة يومًا ما على الصحة النفسية؟
يجب عدم التهاون مع متلازمة يومًا ما، لأنها تهدد الصحة النفسية وتظهر في الأعراض التالية:
- القلق والتوتر.
- عدم الرضا عن النفس.
- الشعور بالضياع.
- الشعور بالملل.
- العزلة الاجتماعية.
- الخوف من الفشل.
وقد تتطور هذه الأعراض إلى:
- الاكتئاب.
- اضطراب القلق.
- الأرق.
- فقدان الشهية أو شره العصبي.
- إدمان الكحوليات.
- إدمان المواد المخدرة.
كيف تتغلب على متلازمة انتظار بدء الحياة؟
للتغلب على متلازمة انتظار بدء الحياة، هناك عدة نصائح يجب الالتزام بها، أهمها:
- حدد أهدافًا واضحة وواقعية وقابلة للتحقيق في سواء حياتك المهنية والشخصية.
- مارس الأنشطة التي تساعدك على الشعور بالسعادة.
- تجنب المقارنة بالآخرين.
- لا تفكر في الماضي أو تبالغ في التطلع للمستقبل، بل من الأفضل أن تستمتع بكل لحظة في الحياة.
- لا تتردد في طلب المساعدة من عائلتك وأصدقائك أو استشير أخصائي الصحة النفسية.
هل تؤثر متلازمة الحياة المؤجلة على الحياة الشخصية والمهنية؟
هناك بعض التأثيرات لمتلازمة الحياة المؤجلة على الحياة الشخصية والمهنية، ومنها:
عدم الإنجاز:
تأجيل أهداف الفرد وتطلعاته يؤدي إلى شعوره بالفراغ في الحياة الشخصية والمهنية؛ ينتج عنه شعور الفرد بالملل واللامبالاة والاكتئاب.
الفرص الضائعة:
تأجيل الأفراد تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم، يجعلهم يفوتون الفرص التي كانت متاحة لهم، بما في ذلك الفرص الوظيفية وفرص تحقيق الذات وحتى العلاقات.
الركود:
تأجيل الأهداف يمكن أن يجعل الأفراد عالقين في مكانهم الحالي، مما يثير شعورهم بعدم تحقيق التقدم في حياتهم الشخصية أو المهنية؛ مما يؤدي في النهاية إلى شعورهم بالركود.
انعدام الثقة:
تأجيل الفرد لأهدافه يؤدي إلى انعدام ثقته بقدراته ومهاراته في اتخاذ القرارات، وهذا يزيد من صعوبة السعي وراء فرص جديدة وبالتالي تفاقم دورة التأجيل.
وختامًا بعد أن تعرفت على متلازمة يومًا ما، ينصحك علم النفس بأن تمنح انتباهًا أكبر لحاضرك وتستمتع باللحظة الحالية، وأن يكون تركيزك منصبًا على الوقت الحالي، فالخطأ ليس في التخطيط أو العجز المؤقت عن المبادرة، إنما الخطأ انتظار الغد دون النظر لما تملكه، فنحن لا ننتبه إلى ما نملكه الآن وربما لو انتبهنا لأدركنا أننا نملك ما نحبه، وأن العديد من أحلامنا وأهدافنا السابقة تحققت دون أن نلقي لها بالًا.
اقرأ أيضًا: متلازمة توريت.. هل هي خطيرة أم بسيطة؟
كتبت: نورهان أحمد.