مع إعلان مصر عن مشروع رأس الحكمة ووعود بتدفق أموال هائلة من الشركة القابضة الإماراتية، لم يكن هناك شك في أن البلاد تستعد لفصل جديد من التطور والنمو الاقتصادي، ومع ذلك في الوقت نفسه كانت أحوال الدولار في السوق السوداء تعكس صورة مغايرة تمامًا، حيث كان ينخفض بشكل ملحوظ مقابل العملات الأخرى، مما أثار تساؤلات واسعة حول تداعيات هذا التقلب على الاقتصاد المصري وعلى المشروعات الضخمة المستقبلية.
أحوال الدولار في السوق السوداء:
كما أوضحنا قبل ذلك في مقالات عن السوق السوداء أو السوق الموازي الذي يوفر العملات والسلع غير المتوفرة بالسوق الرسمي، وأن هذا السوق من السهل أن يختفي وتختفي أضراره على الناس والأسواق إن توفرت السلع بشكل علني ومنظم بعيدًا عن الاستغلال والفساد، وهذا بالضبط ما تحقق في الساعات القليلة الماضية منذ الإعلان عن وجود دولارات في البلد وأنها ستنزل إلى الأسواق لتلبية رغبات المستوردين وراغبي السفر واستيراد المنتجات والخدمات الأجنبية.
وهنا بدأ كل من لديه دولارات كان يدخرها أملًا في زيادة ثمنها بالجنيه المصري يسرع بعرضها للبيع، ولأن طلب البيع كان كبيرًا والعرض كبيرًا، بينما الطلب قليل بدأ سعر الدولار بالنسبة للجنيه في الهبوط وشاهدنا أحوال الدولار في السوق السوداء تهوي من سبعين جنيهًا للدولار الواحد إلى ستين جنيهًا ثم خمسين جنيهًا ثم أقل من خمسين جنيهًا، وصباح اليوم أعلن في الأسواق السوداء إن الدولار يسعر بـ 38 جنيه للدولار الواحد وهذا السعر لم نسمع عنه منذ أكثر من عام ونصف.
اقرأ أيضًا: خفايا الدولار.. كيف تتغلب السوق السوداء على قوانين العرض والطلب؟
وحدث كل ذلك وثمن صفقة رأس الحكمة أي 24 مليار دولار لم تأت مصر بعد، وهذا دليل على أن أزمة الدولار كانت مفتعلة من بعض الناس للحصول على أرباح خيالية من دماء الشعب المصري.
الأسعار والدولار:
الآن يسمع الناس وجميع الشعب المصري بانخفاض الدولار والذهب لكنهم يذهبون إلى السوبر ماركت أو إلى الجزار أو بائع الطيور؛ فيجدون الأسعار كما هي ولم يتم تخفيض أية سلعة، ويتبادر إلى أذهان وعقول الناس والمستهلكين لماذا عند أية إشارة بارتفاع الدولار أو الذهب ترتفع السلع مباشرةً دون الانتظار لحساب تكاليف الاستيراد أو الإنتاج، بينما الآن حال انخفاض الدولار أمام الجنيه المصري يسارع البائعون بذكر إن هذه البضائع تم شراؤها على الأسعار القديمة.
وهنا يجب أن يكون للدولة وأجهزتها الرقابية دور فعال في ضبط الأسواق وإرغام الجميع لاتباع آليات السوق والعرض والطلب، هذا ما نرجوه بعد معرفتنا بأحوال الدولار في السوق السوداء.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنك الاستثمار في البورصة المصرية وتحقيق الربح؟
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.