هل تشعر كأن عقلك عدو لك؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك يعاني الكثير من الناس من التفكير الزائد، في هذا المقال ستتعرف على الآثار الضارة للتفكير الزائد ونقدم لك سلاحًا لمحاربة هذا الوحش، وسنساعدك على استعادة السيطرة على عقلك وحياتك، وتحسين صحتك العقلية والعيش بحياة أكثر سعادة وهدوء.
الآثار الضارة للتفكير الزائد:
وفقًا للتقرير الذي تم نشره عبر موقع (healthshots) الذي أوضح أن الأفكار السلبية الزائدة والمستمرة يمكنها أن تجعلك حبيسًا داخل دائرة من القلق والضيق، وللأسف هناك ميل بشري إلى الإفراط في التفكير من حين لآخر، ولكن الخوض في هذه الأفكار قد يصعب عليك الحفاظ على هدوئك وتركيزك النفسي والعقلي، ويمكن أن يؤثر هذا بشدة على راحة بالك وسلامك الداخلي مع نفسك أو مع المحيطين بك، وعندما تفتقد إلى راحة البال، فسوف تميل إلى الإفراط في التفكير.
وهكذا يمكن أن تجد نفسك في حلقة مفرغة ليس من السهل كسرها، بالإضافة إلى ذلك فإن الأبحاث تثبت أن الإفراط في التفكير لا يمثل مصدر إزعاج فقط، بل إنه أيضًا يؤثر بشكل ضار على صحتك العامة بشكل عام، وصحتك العقلية بشكل خاص، ومن أهم الآثار الضارة للتفكير الزائد التي ذكرها التقرير هي:
صعوبة التركيز:
يمكن أن يؤدي الإفراط في التفكير إلى التغلب على العقل، مما يجعل هناك صعوبة في التركيز، حتى على مستوى المهام اليومية العادية، إعادة وتكرار السيناريوهات باستمرار، أو القلق بما يخص المستقبل، يمكنه أن يجذب كل انتباهك، ينتج عن ذلك انخفاض الإنتاجية وضعف الوظيفة الإدراكية لديك، وقد تجد نفسك فجأة عاجزًا عن التركيز على العمل أو حتى أداء الأنشطة البسيطة.
اقرأ أيضًا: الخجل الاجتماعي.. ماذا تفعل إذا كنت تعاني منه؟
الاكتئاب:
يرتبط الإفراط في التفكير غالبًا بالتفكير السلبي، ويمكن أن يؤدي الاستمرار في هذه الحالة إلى القلق والاكتئاب، إذا كنت غارقًا في أخطاء الماضي وإخفاقاته، وقلقًا على المستقبل ومواجهاته، فأنت معرض بكل تأكيد لخطر الشعور باليأس، الذي قد يتطور إلى الشعور بانعدام القيمة، وهو سبب رئيسي في الشعور بالاكتئاب.
التعب:
كثرة التفكير الزائد تشكل ضغطًا كبيرًا على الإنسان، ويمكن أن يستنزف كل طاقته، وهذا يؤدي إلى الشعور بالتعب المزمن والخمول، وهذا التعب المستمر قد يضعف الأداء اليومي ويغير أنماط النوم، ويؤدي إلى مشاكل في جوانب الصحة العقلية الأخرى.
القلق:
الإفراط في التفكير مرتبط ارتباطًا كبيرًا بالقلق، لأن القلق الزائد بشأن المستقبل أو النتائج المتوقعة، يمكن أن ينتج عنه أفكار قلقة تصاحبها أعراض جسدية أيضًا مثل حدوث نوبات الهلع أو اضطرابات أخرى مرتبطة بالقلق، وهنا تجد نفسك في دائرة من الخوف تؤثر سلبًا على حياتك وسلوكياتك.
تقلب المزاج:
استمرار عدم الاستقرار العقلي والأفكار السلبية المتعلقة بالتفكير الزائد، تجعل الأفراد أكثر عرضة للتوتر وتقلب المزاج؛ مما يؤدي إلى صحة عاطفية غير متناسبة، وتوتر في العلاقات.
كيفية التخلص من التفكير الزائد؟
للتخلص من التفكير الزائد عليك اتباع النصائح التالية:
الاستماع إلى الموسيقى:
قد تحسن الموسيقى المزاج بشكل ملحوظ، ويمكن أيضًا أن تساعد في وضع حد للأفكار السلبية، فقد يساعد سماع الموسيقى الهادئة أو المريحة للأعصاب على الاسترخاء، وتغيير التركيز.
التحدث مع شخص ما:
التحدث إلى أحد أفراد العائلة أو صديق موثوق به، قد يساعد على تقليل الشعور بالارتباك والقلق، والأمور التي تجعلك تفكر كثيرًا بشكل سلبي.
قضاء بعض الوقت في الطبيعة:
توفر الطبيعة مساحة هادئة ومريحة للنفس ويمكنها المساعدة على استرخاء عقلك وتفكيرك؛ لأن قضاء الوقت بين الطبيعة، سواء كان ذلك على شاطئ البحر، أو المشي في حديقة، أو حتى الجلوس ليلًا تحت السماء وبين النجوم، قد يساعد ذلك في تقليل التوتر والتفكير الزائد.
المشي:
النشاط البدني وخاصة المشي، يزيد من إنتاج هرمون الإندورفين، الذي يمكن أن يحسن المزاج ويقلل التوتر.
التنفس العميق:
تمارين التنفس العميق تؤدي إلى دخول الجسم في حالة من الاسترخاء؛ مما يهدئ من الجهاز العصبي، ويحسن التركيز والوضوح العقلي، والتحكم في التفكير الزائد خاصة إذا كنت تحت ضغط ما.
وختامًا عزيزي القارئ، تناولنا الآثار الضارة للتفكير الزائد التي توثر سلبًا على الصحة العقلية، وطرق معالجتها والتغلب عليها، واعلم جيدًا أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فأعمل ما عليك وخذ بالأسباب واترك الأمر كله لله، وأرح عقلك ونفسك من التفكير الزائد الذي سيقودك إلى اليأس والقلق والاكتئاب.
اقرأ أيضًا: كيف يكون اتخاذ القرار سلاحك السري للتغيير الإيجابي؟
كتبت: سحر علي.