يسمى شهر مارس بشهر المرأة، إذ أنه يعج بمناسبات عديدة تخص المرأة، وعلى رأس هذه المناسبات يأتي يوم الأم العالمي الذي يصادف يوم 21 من شهر مارس، أيضًا هناك يوم المرأة العالمي الذي يحتفل به في يوم 8 مارس من كل عام، وكذلك هناك في يوم 20 مارس احتفال العالم باليوم العالمي للسعادة، وفي هذا المقال عزيزي القارئ سنتناول بشيء من التفصيل عن يوم الأم منذ بدايته وتاريخه وحتى الآن.
ماذا تعرف عن يوم الأم؟
يوم الأم أو كما يسمى (Mother’s Day )، هو احتفال ظهر في مطلع القرن العشرين، يتم الاحتفال فيه في بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة، وتأثير الأمهات على المجتمع، وقد ظهر ذلك بمبادرة من المفكرين الغربيين والأوروبيين، حيث إنهم وجدوا إهمال الأبناء في مجتمعاتهم لأمهاتهم وعدم القيام بالرعاية الكاملة لهن، فأرادوا أن يخصصوا يومًا في السنة ليتذكر الأبناء أمهاتهم.
ولاحقًا اتسعت رقعة المحتفلين به حتى صار يحتفل به في العديد من دول العالم وفي أوقات مختلفة، فمثلًا في مصر ودول العالم العربي يكون يوم الأم في اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس، أما في النرويج فيكون في يوم 2 فبراير، بينما في الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وفي جنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو، أما في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، فيكون الاحتفال في يوم الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام، وتجد في إندونيسيا يحتفلون به في يوم 22 ديسمبر.
اقرأ أيضًا: أصل يوم الأم.. ومظاهر الاحتفال به في 7 دول حول العالم
تاريخ يوم الأم:
في عام 1908م كان أول احتفال بيوم الأم في أمريكا، عندما أقامت آنا جارفيس ذكرى لوالدتها المتوفاة، وبعد ذلك بدأت بحملة تنادي فيها بجعل يوم الأم معترفا به في الولايات المتحدة، وبالرغم من نجاحها عام 1914م، إلا أنها كانت محبطة لأنهم اتهموها بأنها فعلت ذلك من أجل التجارة والحصول على المال، ثم بعد ذلك اعتمدت المدن الأمريكية عيد جارفيس، حتى أصبح الآن يحتفل به في جميع أنحاء العالم، حيث يقوم كل فرد بتقديم هدية أو بطاقة أو ذكرى للأمهات والجدات.
يوم الأم في مصر:
الصحفي المصري الراحل الأستاذ (علي أمين)، كان هو أول من فكر في يوم للأم في مصر والعالم العربي، حيث طرح علي أمين فكرة في مقاله اليومي بأخبار اليوم الذي كان عنوانه (فكرة) الاحتفال به الأم قائلًا: “لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم، ونجعله عيدًا قوميًا في بلادنا والبلاد العربية”، وتصادف ذلك أيضًا مع قيام إحدى الأمهات بزيارة للصحفي الراحل مصطفى أمين في مكتبه، وحكت له حكايتها وأنها كانت أرملة ولها أولاد صغار ورفضت أن تتزوج، وكرّست حياتها من أجل أولادها حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تمامًا.
وهنا قام الأخوان مصطفى أمين وعلي أمين، بالكتابة في عمودهما الشهير (فكرة) يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يومًا لرد الجميل وتذكيرًا بفضلها، ولاقت الفكرة تشجيعًا كبيرًا وانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يتم تخصيص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، بينما رفض آخرون الفكرة باعتبار أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، ولكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، ثم تقرر أن يكون هذا اليوم هو يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والحياة والمشاعر الجميلة.
هل يكفي الأم يوم واحد في العام؟
بالرغم من صدق النوايا وحسن القصد من فكرة تخصيص يومًا للاحتفال بالأم، إلا أن الاحتفال به سيظل تقليدًا أعمى للغرب وليس له أصل من الصحة، لأن الاهتمام بالأم وبرها طوال العام وفي كل وقت، وهو عطاء مستمر، وقد أمرنا الله تعالى ورسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بوجوب بر الوالدين، وخاصة الأم في كثير من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، التي جعلت ثواب البار بأمه كالمجاهد في سبيل الله، وأن الجنة تحت قدميها لعظم فضلها وقدرها.
وختامًا عزيزي القارئ، كانت هذه جولة سريعة حول تاريخ الاحتفال بيوم الأم، ونعود لنؤكد أننا لو مكثنا العام كله تحت قدمي أمهاتنا ما وفينا حقهن، ونتقدم إلى أمهاتنا وأمهات العالم كله بالتهنئة ونقول لهن كل عام وأنتن بخير.
اقرأ أيضًا: تألق نساء اليوم العالمي للمرأة.. قصص إلهام وإصرار
كتبت: سحر علي.