هل سبق لك عزيزي القارئ أن تساءلت عن أصل المشروبات الرمضانية التي تملأ أكواب الإفطار في شهر رمضان؟ إنها ليست مجرد مشروبات، بل هي ثروات تاريخية تحمل في طياتها تراثًا قديمًا ينبعث منه الجمال والغموض، من العرقسوس الذي يحمل قصصًا تمتد لعصور فرعونية، إلى السوبيا والتمر الهندي التي تعكس جذورًا تراثية متنوعة وثقافات غنية، دعنا نتسلق معًا سلالم التاريخ، لنستكشف سر أصل المشروبات الرمضانية ونستمتع برحلة ممتعة في عالم الذوق والتراث.
أصل المشروبات الرمضانية:
أصل العرقسوس:
الشفاء من شرب العرقسوس، ليس مجرد عبارة دعائية ولكن له أصل قديم، حيث إنه كان معروفًا في العصور الفرعونية، وتم العثور عليه في مقبرة توت عنج آمون، وأجمع علماء النباتات والطب البديل على أن هذه الرسومات الفرعونية ترجع للعرقسوس، وأكدت أنه كان يستخدم في علاج بعض الأمراض مثل: الكبد، والسعال، كما يستخدم في مجال التجميل لتبيض البشرة؛ لأنه يحتوي على مركب الجلابريدين، الذي يحمى البشرة من أشعة الشمس.
كما عثر أيضًا على بعض الرسومات الفرعونية لبائع العرقسوس، بزيه الملون والسروال الواسع المزركش، وحزام الوسط الذى يلفه حول وسطه ليضع فيه الصاجات أثناء صب العرقسوس، والصديرى القصير، ولكن مع الوقت تطور شكله، وصار يضع الطربوش على رأسه، وهذا الزي قال عنه المؤرخين أنه يعود إلى العصر الفرعوني.
اقرأ أيضًا: سر الكنافة.. تاريخ وأصول الحلوى الشرقية في كل قطعة
بائع العرقسوس:
يعتبر بائع العرقسوس جزءًا من التراث والثقافة المصرية الأصيلة، وكثيرًا ما تجده في معارض التراث، واقفًا شامخًا حاملًا على كفيه أو كتفيه دورقًا أو زجاجة كبيرة زجاجية بها العرقسوس، وهو معروف بحركته الاستعراضية التي يصب بها العرقسوس، وبالطبع عشاق العرقسوس يعرفون أنه كلما كانت الرغوة للعرقسوس عالية كلما كان تخميره مضبوطًا ومذاقه أفضل، ولم يكن بائع العرقسوس بائعًا عاديًا مثل كل البائعين فقد كان يعلن دومًا عن مجيئه برنين الصاجات النحاسية، ومعها يعلن بصوت مرتفع وبعبارات خاصة مشهورة مثل: “شفا وخمير يا عرقسوس”، “بارد وخمير واتهنى يا عطشان.. يا عرقسوس”.
هذه العبارات التي كان ينادي بها بائع العرقسوس كنوع من الدعاية والإعلان له، لم تأت من فراغ، فالعرقسوس نبات قديم ينتمي إلى الفصيلة البقولية، وهو نوع من النباتات الشجرية، ومشهور في بعض الدول العربية مثل مصر وسوريا وبعض دول البحر الأبيض المتوسط.
السوبيا والتمر هندي:
بالرغم من شهرة وفوائد العرقسوس كمشروب رمضاني خاص ومحبة المصريين له، إلا أن ظهور مشروب السوبيا والتمر هندي، بدأ في سحب البساط منه، حيث بدأ مشروب السوبيا يحتل موائد الإفطار، خاصة مع حب الأطفال له، وأنه يوضع به مواد مسكرة مع مكسبات طعم مثل الفانيليا وجوز الهند، ولذلك بدأ مشروب السوبيا يتصدر محلات العصائر، وأصبح المشهد في أغلب حواري مصر وشوارعها، لبائعي السوبيا والتمر هندي، وذلك لسهولة تحضيرهما أيضًا على عكس العرقسوس.
أصل مشروب السوبيا:
يقال إن أصل مشروب السوبيا هو مبدأ (حفظ النعمة)، حيث كان يصنع عن طريق جمع بقايا الخبز، وبلها وإضافة السكر والخميرة عليها ثم شربها، وظهر هذا المشروب في عصر المماليك، وتعتبر السوبيا من المشروبات المهمة التي تعالج بعض أمراض المعدة وارتفاع ضغط الدم، ولكن احذر من الإفراط في تناولها؛ لأنه يزيد الوزن ويسبب السمنة المفرطة بسبب إضافة السكر لها.
وختامًا عزيزي القارئ، بعد هذه الجولة مع أصل المشروبات الرمضانية مثل: العرقسوس والسوبيا والتمر هندي، ملوك مشروبات شق الريق أو كسر الصيام على موائد الإفطار في شهر رمضان، نتمنى لكم صومًا مقبولًا وإفطارًا شهيًا وصحيًا، وكل عام وأنتم بخير.
اقرأ أيضًا: لذة القطايف.. تفاصيل مثيرة عن أصولها وتطورها الشهي
كتبت: سحر علي.