قبل الحديث عن أعمال النصف الثاني من رمضان، نتعجب كيف كنا بالأمس نقول رمضان أهلًا واليوم نقول رمضان مهلًا، انتصف الشهر المبارك سريعًا كعادته ومر مرور النسمات الرقيقة في يوم شديد الحرارة، وإليك عزيزي القارئ في السطور القليلة القادمة أعمال يستحب عملها في النصف الثاني من رمضان المبارك.
أعمال النصف الثاني من رمضان:
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: “العشر الأواسط أفضل من العشر الأول، والعشر الأواخر أفضل من العشر الأواسط”، وهذا معروف في غالبية الأمور، حيث إن الأوقات الفاضلة آخرها أفضل من أولها، ففي يوم الجمعة يكون عصره أفضل من أوله، وكذلك يوم عرفة عصره أفضل من أوله، والحكمة من هذا أن النفوس إذا بدأت بالعمل كلت وملت، ولهذا كان الترغيب بأواخر العمل تشجيعًا على المداومة والاستمرار في العمل الصالح، ومن أهم أعمال النصف الثاني من رمضان المبارك:
اقرأ أيضًا: 30 نية لتلاوة القرآن بتدبر في شهر رمضان المبارك
1-الاعتكاف:
يتميز النصف الثاني من رمضان المارك بوجود العشر الأواخر من رمضان التي يستحب فيها الاعتكاف، كما كان يفعل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، والاعتكاف يقصد به لزوم المسجد وعدم الخروج منه للعبادات من صلاة وذكر وتلاوة، وهذا من هديه عليه الصلاة والسلام، حيث كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان كما جاء في الحديث الشريف عن السيدة عائشة -رضي الله عنها-: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ”.
2-تحري ليلة القدر:
هي الليلة العظيمة المباركة التي نزل فيها القرآن الكريم، وهي خير من ألف شهر، ومن نال شرف إحيائها حاز الشرف العظيم، والفضل الكبير، قال -صلى الله عليه وسلم-: “تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ”.
3-الإكثار من الصدقة:
كما جاء في الحديث الشريف عن ابن عباس -رضي الله عنه-: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ”.
4-الإكثار من الدعاء:
حيث علّم النبي -صلى الله عليه وسلم- عند تحري ليلة القدر الإكثار من الدعاء فيها، وفي هذا تقول السيدة عائشة -رضي الله عنها- في الحديث الشريف إنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يا رَسولَ اللهِ، إنْ وافَقتُ لَيلةَ القَدرِ بِمَ أدعو؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي”.
5-قيام الليل:
في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.
6-قراءة القرآن الكريم:
قال -صلى الله عليه وسلم-: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ”، وشهر رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، ويستحب الإكثار من تلاوة القرآن الكريم فيه.
أهمية تحري ليلة القدر:
ليلة القدر هي ليلة عظيمة القدر والشأن، وتوجد سورة في القرآن الكريم باسمها وبصفتها وهي سورة القدر، فهي ليلة عظيمة القدر والشرف، ومن أبرز فضائلها:
- أنها ليلة نزول القرآن الكريم.
- وصفها الله -عز وجل- بأنها ليلة مباركة.
- فيها يفصل الله تعالى أمر المعاش والمعاد إلى مثلها من العام الذي يليه.
- فيها تتنزل الملائكة بالخير والبركة.
- ليلة تغفر فيها الذنوب، وتعظم فيها الأجور.
ختامًا عزيزي القارئ، عرضنا لك أهم أعمال النصف الثاني من رمضان المبارك، وهي أيام مباركة عظيمة القدر والشأن والأجر مضاعف، فأوصيكم ونفسي باغتنامها، فالوقت قصير ولا يحتمل التقصير، وكل عام وأنتم بخير.
اقرأ أيضًا: كيف تستغل صيامك؟.. 6 خطوات لتحقيق الفائدة القصوى في رمضان
كتبت: سحر علي.
