قصة الاختبار.. كيف تحول النهر إلى امتحان للإيمان؟

قصة الاختبار.. كيف تحول النهر إلى امتحان للإيمان؟

قصة الاختبار.. كيف تحول النهر إلى امتحان للإيمان؟

في القرآن الكريم الكثير من القصص التي ذكرها الله -عز وجل- لنبيه الكريم وصحابته الكرام وللمسلمين من بعد، هذه القصص لم يذكرها الله في الكتاب الكريم فقط من أجل التسلية بل علينا أن نعرف الغرض والهدف منها، وللقصص القرآنية أهمية كبيرة منها أن نعرف آثار الأمم السابقة ونتعظ بما حدث معهم وألا نحذو بخطاهم وأيضًا أن نتثبت ونتذكر حين يحدث معنا مثل ما حدث معهم، كما قال الله في خواتيم سورة هود: “وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين”.

ومن القصص التي ذكرها الله في محكم كتابه العزيز قصة نبي من بني إسرائيل جاء من بعد موسى، جاءه قومه يطلبون منه أن يختار ملكًا نقاتل معه جالوت وقومه الظالمين، القصة ذكرت في القرآن وربما أغلبنا قرأها مرارًا ويعرف كل تفاصيلها، وكيف أنهم تهربوا من هذه الحرب بكل الحجج وما يهمنا الآن هو الجزء الأخير من القصة.

بعد أن وصل الملك والجنود منهكين عبر سفر طويل إلى مكان بالقرب من جالوت وجنوده وكانوا عطشى، فوجدوا نهرًا فهموا بالشرب منه ليرتوا من بعد عطش، إلا إنهم جاءهم أمر إلهي عبر نبيهم بألا يشربوا من النهر فإنه ابتلاء، وقال لهم نبيهم: “إن الله مبتلييكم بنهر فمن شرب منه فليس مني”، أي أنه خرج من زمرته وجيشه، “ومن لم يطعمه فإنه مني”، أي من جيش النبي.

اقرأ أيضًا: ما الدنيا؟.. عرض المشكلة أولا

فماذا حدث؟!

فكر كثير منهم بأن هذه ماء ونحن نريد أن نشرب ونستريح قليلًا من عناء السفر ومشقة الرحلة، فكيف لنا ألا نشرب من هذه الماء التي نراها صالحة وليس بها شيء سيئ يمنعنا عنها، كما أننا نريد أن نتقوى على بقية الرحلة فنحن سوف نخوض حربًا لله ولتحرير بيوتنا التي أُخرجنا منها من قبل، أيريد هذا النبي أن ندخل الحرب ونحن بهذا القدر من الظماء؟، فاعترض الكثير منهم على هذا الأمر وشربوا.

هم في هذا نظروا بعقلهم رغم أن داخل نيتهم يريدون أن يتقووا لحرب أذن الله بها ومعهم نبي، وقد سافروا طويلًا أي جاهدوا في سبيل هذه الحرب كثيرًا ورغم ذلك استصغروا شربة ماء فكان جزاؤهم أنهم ليسوا من النبي وليسوا من جيش طالوت.

وعلينا نحن جميعًا أن نتدبر فالقرآن الكريم ونفكر في آياته، ونتعظ من هذه المواقف والقصص التي ذكرت في القرآن ونسير على خطى القليل الذين لم يشربوا من النهر ولا نكون مع الذين شربوا منه.

النهر الذي أمامنا الآن هو هذا النهر الذي يصب في مصلحة جيش يحارب إخوة لنا، على بعد عدة كيلومترات قليلة هذا الجيش الذي فعل كل جرائم الحرب اللاإنسانية علينا جميعًا ألا نشرب من النهر الذي يقويه.

اقرأ أيضًا: كيف يصل فنجان القهوة إلى يدك؟

كتب: مصطفى رجب.