برنارد أرنو

برنارد أرنو ملك الموضة وإمبراطور العلامات التجارية الفاخرة مالك كريستيان ديور، هو أول رجل غير أمريكي يعتلى عرش أغنى رجل في العالم منذ عقود، رجل أوروبا القوي بثروة قدرت بـ 171 مليار دولارًا، وأيضًا رئيس ومالك مجموعة تمتلك 75 علامة تجارية فاخرة هي الأغلى في سوق العلامات التجارية للموضة والأزياء ومستحضرات التجميل وغيرها من منتجات الرفاهية والمجوهرات الفاخرة، ولديه أكثر من 3700 فرع ومحال لبيع منتجات علاماته الشهيرة بالتجزئة، فهيا معي نتعرف على هذا القطب المالي الكبير.

مولد برنارد أرنو ونشأته:

ولد برنارد أرنو في 5 مارس عام 1949 في مدينة روكلي بشمال فرنسا لأسرة عريقة وثرية، كان والده جان ليون أرنو يمتلك ويدير شركة عقارية متخصصة في الأشغال العمومية وهي شركة عائلية، ولهذا فقد صمم الوالد على أن يكمل ابنه برنارد مسيرة العائلة، وأن يدخل كلية الهندسة العليا في باريس؛ ليتخرج فيها برنارد مهندسًا مدنيًا في عام 1974 ويلتحق بالعمل بشركة العائلة، وبعد فترة وجيزة رأى فيه الجميع فكرًا متقدمًا وهمة قوية لتطوير أعمال العائلة.

مولد برنارد أرنو ونشأته
مولد برنارد أرنو ونشأته

فيتقدم برنارد أرنو باقتراح للعائلة ببيع الشركة بمبلغ 40 مليون فرنك فرنسي، وإنشاء شركة جديدة باسم فيرنييل تتخصص في إنشاء الفنادق والشقق السياحية، ووافقت العائلة على اقتراح برنارد، وفي عام 1977 يصبح برنارد مدير الشركة الجديدة قبل أن يتولى في العام التالي 1978 رئاسة مجلس إدارة الشركة الجديدة ويصبح علامة في النشاط العقاري السياحي الفرنسي.

اقرأ أيضًا: ريتشارد مونتانيز.. الرجل الذي أطلق نكهة النجاح في عالم البطاطس

عقبات في طريق برنارد أرنو:

لكن طريق برنارد لم يكن مفروشًا بالورود فقد قابلته محنة كبيرة مثل تلك المحن والمصائب التي يصنعها أهل السياسة في عالمنا العربي، ففي عام 1981 تم انتخاب حكومة اشتراكية لقيادة فرنسا، وسريعًا اتخذت تلك الحكومة إجراءات مصادرة وتأميم لجميع الشركات ورجال الأعمال الفرنسيين والأجانب؛ مما جعل رجال الأعمال يهاجرون من فرنسا حاملين معهم أموالهم وخبراتهم ورجالهم المتمرسين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي فتحت لهم ذراعيها وأبوابها على مصرعيها، وكان على رأس رجال الأعمال الفرنسيين المهاجرين برنارد أرنو الذي أنشأ بالولايات المتحدة الأمريكية شركة بنفس تخصصه، وهي إنشاء العقارات والشقق السياحية والفاخرة.

عقبات في طريق برنارد أرنو
عقبات في طريق برنارد أرنو

العودة للحق فضيلة نجهلها:

لم تستطع أن تتحمل الحكومة الفرنسية الاشتراكية ثمن هجرة العقول والأموال والخبرات الفرنسية إلى خارج فرنسا، واكتشفت خطأ قراراتها وتأثيرها المدمر على الحياة الاقتصادية والوضع المالي لفرنسا؛ فتراجعت عن تلك الاجراءات الاشتراكية في عام 1983 بعد عامين فقط، بل وقامت بالتواصل برجال الأعمال الفرنسيين للعودة إلى فرنسا ومعاودة نشاطهم الصناعي والتجاري والمالي، بل عرضت عليهم بعضًا من مشروعات الدولة الفرنسية المتعثرة لشرائها والاستحواذ عليها.

العودة للحق فضيلة نجهلها
العودة للحق فضيلة نجهلها

وهنا وجد برنارد في تلك الإجراءات الفرنسية فرصة جديدة له والعائلة فقام بالعودة مرة أخرى لفرنسا دون تصفيه شركته الأمريكية، وقام بشراء مصنع نسيج وأقمشة ويورد منسوجاته للعلامة الشهيرة كريستيان ديور، ومن بعدها استولى على العلامة الشهيرة كريستيان ديور للأزياء والموضة ليضع قدمًا على طريق الفخامة والرقي، وفى عام 1985 قام هو وبعض رجال الأعمال بإنشاء شركة جديدة اسمها LVMH بهدف الاستحواذ على شركات الموضة ومستحضرات التجميل والسلع الفاخرة.

وبعد أن كان برنارد أرنو مجرد شريك سلم له الجميع بقيادة المجموعة ليقودها لأكثر من ثلاثين عام، ويصبح أكثر المساهمين والملاك بتلك المجموعة التي تمتلك أكثر من 75 علامة تجارية فاخرة، وأكثر من 3700 متجر للبيع بالتجزئة متعددة الأنشطة وعلامة في الاقتصاد الفرنسي، ليعتلي بعد عدة سنوات عرش أغنى رجل في العالم بثروة تقدر بـ 171 مليار دولار، ويصبح رجل أوروبا القوي حوت المنتجات الفاخرة الراقية العمود الأساسي للاقتصاد الفرنسي وأهم إعلان لقوة الاقتصاد الفرنسي، فهل نتعلم وندعم رجال الأعمال الوطنيين؟ هذا ما نرجوه.

اقرأ أيضًا: 6 مفاتيح للسعادة والنجاح من ريتشارد برانسون

كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.