ربما نتساءل: أيهما يأتي أولًا، الثقة بالنفس أم النجاح؟ هل نحتاج إلى الثقة لتحقيق النجاح؟ أم أن النجاح هو ما يعزز ثقتنا بأنفسنا؟ في هذا المقال عزيزي القارئ، سنغوص في أعماق هذا التساؤل ونستكشف العلاقة المعقدة بينهم، سنبدأ بتعريفها وفوائدها المتعددة، ثم نتناول دورها في تحقيق النجاح في مختلف جوانب حياتنا، من الصحة الجسدية والنفسية إلى العلاقات الاجتماعية والمهنية.
أيهما يأتي أولًا الثقة بالنفس أم النجاح؟
يقال إنه في حفلة عشاء كان مدعو إليها القائد الفرنسي نابليون بونابرت، وصل متأخرًا وجلس في مكان غير مكانه، فذهب إليه صاحب الدعوة معتذرًا وقال له: “مكانك ليس هنا يا سيدي.. مكانك في المنصة الرئيسية”، فما كان من نابليون إلا أن رد عليه قائلًا: “حيثما يجلس نابليون تكون المنصة”، وهنا يبرز السؤال مرة أخرى، من أين هذه الثقة بالنفس؟ ومن أين جاءت هذه المعرفة الحقيقية والتقدير لقيمة النفس؟
اقرأ أيضًا: الثقة بالنفس وقوة الشخصية..تعرف على سماتها وايجابياتها 2022
تعريف الثقة بالنفس:
الثقة بالنفس هي إيمان الشخص بقدرته على القيام بعملٍ ما، وإيمانه بقراراته وصحتها، وقدرته على تحقيق أهدافه منها، مما يجعله شديد الاحترام لنفسه ومقدرًا لها حق التقدير، أما على النقيض من دونها نجد أن الشخص يصبح أكثر عرضة للاستغلال من قبل الآخرين، وأيضًا أكثر عرضة للإيذاء والألم والقلق والتوتر، وتكون حياته حياة بائسة مليئة بالأمراض الجسدية والنفسية.
فوائد الثقة بالنفس:
الثقة بالنفس لها فوائد كثيرة تعود ليس فقط على الشخص الواثق من نفسه، وإنما على الآخرين أيضًا؛ لأنها تمكن الشخص من التعبير عن صحته النفسية بقوة، وعن شعوره الداخلي واحتياجاته النفسية بصدق، وهذا الأمر يجعله قادرًا على تلبيتها وتحقيقها، لذلك هي ما تجعل الإنسان يصل إلى شعور السعادة والرضا؛ مما يحميه من أمراض نفسية شائعة ومتعددة مثل القلق والاكتئاب، وأيضًا الشخص الواثق من نفسه يصل إلى مرحلة الاتزان النفسي والسلام الداخلي، ومن أهم فوائدها ما يلي:
من حيث الصحة الجسدية:
تساعد الشخص على معرفة قيمته الذاتية واحترامها وتقديرها، فالشخص الواثق بنفسه يعرف أثر الصحة الجسدية في الحياة الجيدة؛ فنجده يبتعد عن العادات السيئة وغير الصحية مثل: الإدمان والتدخين، التي تؤدي إلى أمراض عديدة مثل: أمراض القلب والضغط وغيرها.
من حيث العلاقات مع الآخرين:
تزيد من قدرة الشخص على بناء علاقات حقيقية وجيدة مع الآخرين؛ وهذا يؤدي إلى عمق تلك العلاقات واستمراريتها؛ وذلك بسبب المرونة التي يتمتع بها الواثق من نفسه، فيكون أكثر انفتاحًا على الآخرين، ولديه القدرة على قبول الآخر والحوار البناء، ولهذا تكون علاقاته أكثر راحة وتقبلًا.
من حيث النجاح المهني:
تزيد من النجاح؛ لأنها تساعد الأشخاص على الدخول في تحديات جديدة، ومشاريع متميزة دائمًا؛ لأنها تمنع أو تقلل الخوف من الفشل، وتقوي الرغبة في التحدي والمغامرة، وذلك الأمر يزيد من القوة الداخلية لاستغلال الفرص، والتي تؤدي في كثير من الأحيان الى النجاح وتجعل الشخص فعالًا ومؤثرًا، وله بصمة واضحة في المجتمع.
من حيث معرفة الذات:
تجعل الإنسان يتعرف إلى ذاته، ويعرف نقاط قوته، فيعمل على تطويرها، ويعرف أيضًا نقاط ضعفه، فيتقبلها أو يصلحها إذا أمكن، وأيضًا يعرف ذاته حق المعرفة، فيسامحها على أخطائها، ويتقبل ضعفها، ويعمل على تطويرها وتنميتها .
من حيث تحمل المسئولية:
تجعل صاحبها قادرًا على تحمل المسئولية دون أي خوف أو تردد؛ فيكون محط ثقة الآخرين، ويمتلك القدرة على النصح، وإيجاد الحلول لأغلب المشكلات، ويكون أيضًا قادرًا على اتخاذ القرارات الصحيحة، لقدرته على قول وفعل ما يشعر به تمامًا بكل وضوح وصدق.
وختامًا عزيزي القارئ، ومن كل ما سبق لا نستطيع القول أيهما يأتي أولًا الثقة بالنفس أم النجاح، ولكن يمكننا القول إنهما وجهان لعملة واحدة، فالشخص الواثق من نفسه كما ينبغي هو شخص ناجح مع ذاته ومع الآخرين، ناجح مهنيًا وصحيح جسديًا ونفسيًا، وعلى الجانب الآخر نجد كل شخص ناجح هو واثق بنفسه، وهذه الثقة هي مفتاح نجاحه.
اقرأ أيضًا: الثقة بالنفس عند الأطفال .. كيف تزرعها في خطوات بسيطة؟
كتبت: سحر علي.