مدينة رفح

بعد كلمة السيد رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي في مؤتمر البحرين والتي تحدث فيها عن أحداث مدينة رفح الأخيرة ووصف إسرائيل بأنها أمعنت في القتل والانتقام وحاصرت شعبًا بأكمله بغية تهجيره وطرده خارج أرضه، وتدمير الحجر والبشر والحيوان في قطاع غزة حتى أضحى أرض غير قابلة للحياة، وبعد أن انضمت مصر لدولة جنوب أفريقيا في القضية المرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وتقديم مستندات وحقائق تثبت الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني من قبل الجيش الإسرائيلي عن تعمد وتخطيط مسبق.

الصراع الإعلامي بشأن مدينة رفح:

بعد تلك التحركات المصرية السياسية من أجل وقف تدمير آخر محافظات قطاع غزة، وهي مدينة رفح آخر ملجأ لأهل غزة من الموت تحت القصف الإسرائيلي، شنت إسرائيل صحافة وإعلام هجومًا حادًا على مصر.

مدينة رفح
مدينة رفح

نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية القريبة من أروقة الساسة الإسرائيليين هجومًا حادًا على مصر، واتهمت الصحيفة مصر بقولها: “خدعت إسرائيل على مدار السنوات السابقة ولعبت دورًا مزدوجًا بيننا وبين الفلسطينيين، وسهلت تسليح إحدى الفصائل الفلسطينية بمخزون ضخم من السلاح لا زالت تستعمله حتى اليوم بالرغم من مرور ثمانية أشهر من الحرب”.

صحيفة معاريف الإسرائيلية
صحيفة معاريف الإسرائيلية

وقال ديفيد بن بيست معد التقرير لصحيفة معاريف: “إنه خلال سنوات خدعتنا مصر بأنها أغرقت الأنفاق الفلسطينية بمياه البحر والصرف الصحي، لكن كمية الأسلحة التي اكتشفتها القوات الإسرائيلية كانت هائلة الحجم؛ مما آثار دهشة واستغراب القادة الإسرائيليين، فماذا لو تدمر مصر الأنفاق؟ ماذا كنا سنرى في قطاع غزة؟” وأوضح ديفيد أن لا بد أن تكون مصر على علم وموافقة على دخول تلك الكميات الهائلة من السيارات والصواريخ والأسلحة عبر الأنفاق وما خفي لا بد أنه أعظم، وأن مصر لم تخبرنا بأية معلومة ذات قيمة، كما أنها تتخذ دائمًا صف الفلسطينيين في كل خلاف.

اقرأ أيضًا: ماذا بعد قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة؟

إغلاق معبر رفح بسبب الاحتلال الإسرائيلي:

في نفس السياق وردًا على احتلال القوات الإسرائيلية لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني، قامت مصر بإغلاق المعبر نهائيًا، ورفضت التعاون مع الجانب الإسرائيلي إلا بعد عودة السلطة الفلسطينية لإدارة المعبر، وبعد أن كان نتنياهو يرفض وجود أي إدارة فلسطينية لقطاع غزة بعد الحرب، ها هو يتراجع ويقبل بأن تدار الأمور في قطاع غزة من قبل فلسطينيين غير منتمين لأية أحزاب فلسطينية، لكن الضغط المصري والعربي والصمود الفلسطيني هو ما سيضع نهاية لأحلام نتنياهو وأعضاء حكومته.

إغلاق معبر رفح
إغلاق معبر رفح

ختامًا، تعكس الأحداث الأخيرة في مدينة رفح تعقيدات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتجسد الجهود المصرية المستمرة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، إن مواقف مصر الداعمة للقضية الفلسطينية، سواء على الصعيد السياسي أو القانوني، تؤكد التزامها الراسخ بمساندة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ومع استمرار الضغط العربي والدولي، تبقى رفح رمزًا لصمود الأهل في غزة ضد محاولات التهجير والتدمير.

اقرأ أيضًا: تعرف على 5 دلائل على انتصار غزة العزة

كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.