تعتبر الوردة الدمشقية رمز من رموز سوريا بعظيم تاريخها ورقيها الاجتماعي وتبادلها الثقافي، وبألوانها الخلابة ورائحتها العطرة، وتعدد استعمالاتها اليومية، كما أنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي اللامادي في سوريا.
الوردة الدمشقية:
تعد الوردة الدمشقية من أجمل نباتات الزينة، تزرع في الحدائق والحقول الزراعية وفي الأحواض، وهي عبارة عن شجيرات تميل إلى التسلق وتحتاج إلى الري والسقاية بشكل دوري، وهي نبتة هجينة من ثلاثة أنواع من الورد وهم الورد الفرنسي، والورد المسكي وورد فيدشنكو، تزهر هذه الوردة في فصلي الربيع والخريف، وتعرف أيضًا باسمها الشائع الورد الجوري أو الوردة الشامية كما يعرفها أهل الشام، وأطلق عليها العلماء اسمها العلمي Rosa damascena، وهو الاسم التي تعرف به في الغرب ويعود أصل هذه التسمية إلى أن الغرب عرف هذه الورد أثناء حملاته على بلاد الشام، ولها ألوان زاهية عديدة وهي الزهري، الأحمر الفاتح، الأحمر الزاهي، أبيض مائل قليلًا إلى الأحمر، أبيض مائلًا للأصفر، والأصفر.

الوردة الدمشقية
أماكن زراعة الوردة الدمشقية:
تتميز منطقة النيرب في محافظة حلب بزراعتها، ويبقى النصيب الأكبر لزراعتها في قرى ريف دمشق وأبرزها قرية المراح، حيث يتم تصديرها إلى العديد من الدول حول العالم.
اقرأ أيضًا: 4 أنواع من العصائر الطبيعية لن تجدها إلا في دمشق
كيف انتقلت الوردة الدمشقية إلى الغرب؟
عرفت في موطنها الأم سوريا ومنها انتقلت إلى مختلف بلدان العالم، وتم نقلها عن طريق الجنود الرومان في القرن الثاني للميلاد إلى بريطانيا، وأصبحت في وقت لاحق رمزًا للعائلة الملكية، وفي القرن التاسع الميلادي قامت الجالية السورية في الأندلس بإدخالها إليها وطورتها وصنعت منها زيوتًا، ونشرت ثقافة استعمال ماء الورد في الحلويات.
ولها أيضًا نصيب في مجالس الملوك والأمراء، إذ أصبحت رائحتها هي الرائحة الرسمية لمجالسهم، وفي القرن الثاني عشر نقلت إلى فرنسا عن طريق الكونت روبرت دي بري، وبدأوا بصناعة أجود العطور الفرنسية منها.
استخدامات الوردة الشامية:
لها استخدامات مختلفة، فيمكننا استخراج الزيت العطري منها واستخدامه كمكون أساسي في صناعة العطور الثمينة والنفيسة، ويعتبر مربى الورد الدمشقي من أشهى المربيات وألذها طعمًا، كما يمكن تجفيفها لتستخدم لاحقًا كمشروب ساخن يصلح لآلام البطن، وشراب الورد البارد الذي يعتبر من أجود أنواع الشراب، ويتم تقطير الورد واستخلاص ماؤه واستخدامه كنكهة للحلويات وهو ما يسمى بالماورد في اللغة العامية، وعنصر أساسي في الصيدلة لاستخدامه في الأدوية العلاجية والتجميلية.

استخدامات الوردة الشامية
الآفات التي تصيب الوردة الدمشقية:
- مرض البياض الدقيقي.
- الصدأ.
- حشرة المن.
- حشرة العنكبوت الأحمر.
مهرجان الوردة الدمشقية:
بات المهرجان الخاص بها طقسًا اجتماعيًا سنويًا، يقوم به أهالي قرية المراح في موعد تفتحها، وتحديدًا في شهر أيار (مايو).

مهرجان الوردة الدمشقية
الوردة الدمشقية على لائحة اليونسكو للتراث الثقافي:
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) إدراجها، وما يرتبط بها من الممارسات والحرف التراثية ضمن قائمة التراث الإنساني اللامادي في المنظمة بتاريخ 12 ديسمبر 2019.
بعطائها وكرمها بمختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والصحية والاقتصادية وتاريخها العظيم، استطاعت الوردة الدمشقية أن تربط اسمها باسم سوريا، ويفتخر بها جميع السوريين وأبرزهم الشاعر الكبير نزار قباني الذي عرف عن نفسه أنه من هذه الوردة في قوله: “جئتكم من تاريخ الوردة الدمشقية التي تختصر تاريخ العطر.. أنا وردتكم الدمشقية يا أهل الشام”.
اقرأ أيضًا: المنازل الدمشقية.. عندما يسكن الإنسان في قارورة عطر
كتبت: هبه حماده.