مصر صاحبة التاريخ بلا شك، ولكن هل تعلم عزيزي القارئ أن مصر صاحبة تاريخ الدواء أيضًا و صيدلية ستيفنسون دليل على ذلك، حيث إن تاريخها الذي يتعدى المائة عام، وفي السطور القليلة القادمة سنتعرف على هذه الصيدلية وتاريخها وعملها في مجال الدواء منذ إنشائها وحتى الآن.
ماذا تعرف عن صيدلية ستيفنسون؟
في عام 1915م، أنشأ الصيدلي الإنجليزي (جورج ستيفنسون) صيدلية ما زالت متواجدة في وسط العاصمة المصرية القاهرة، ولا تزال تحمل الطابع والنشأة القديمة لبدايات القرن العشرين، التي تبدو واضحة على الأرفف والجدران حتى يومنا هذا، وفي أواخر الأربعينيات، قام الصيدلي المصري إحسان سمان بشراء صيدلية ستيفنسون، ومن شدة حبه للأصالة والتراث المصري القديم، تركها على حالها دون إجراء أي تغييرات فيها.
وعن هذه الصيدلية يقول الدكتور (زهير إحسان سمان) مالك ومدير الصيدلية وابن المالك الراحل إحسان سمان إن جورج ستيفنسون كان يمتلك عدة صيدليات في إنجلترا، وأنه قرر فتح فرع في القاهرة، حيث قام باختيار المكان والمقاسات وتصميم الديكورات واستخدم الخشب الذي كان مستخدمًا في إنجلترا، وفي أواخر الأربعينيات اشتراها منه والده، ولم يغير فيها أي شيء من حبه لشكلها وتصميمها.
اقرأ أيضًا: اكتشاف أثري جديد في سقارة وأسوان 2023
صيدلية ستيفنسون كمزار سياحي:
يعمل زهير إحسان سمان الذي يبلغ من العمر 58 عامًا الآن، كمرشد سياحي للزوار والمارة من عاشقي التاريخ والتراث المصري، إذ يعرض عليهم عجائب الصيدلية في العصور السابقة، والأدوات المستخدمة التي شكلت تلك الأزمنة، وعن ذلك يقول: “إننا نرحب بالجميع، ونقوم بالإجابة على أسئلة الزوار كلها، ونشرح لهم كيف كانت الأدوية في السابق وطريقة عملها، التي غالبًا ما تعتبر منقرضة حاليًا”.
وأضاف إحسان، أن عمر الصيدلية يعود لأكثر من قرن، وإنها أصبحت مكانًا لبيع الأدوية الحديثة، إضافة إلى كونها معرضًا مفتوحًا للزوار لمدة 6 أيام في الأسبوع من الساعة 6 إلى 9 مساءً.
مقتنيات الصيدلية:
تحتوي صيدلية ستيفنسون على مقتنيات ثمينة ونادرة، من أهمها:
- زجاجات الأدوية والقوارير القديمة.
- مختبر كيميائي، يمزج فيه الكيميائيون الأدوية بعناية.
- قفل الباب القديم الشكل والطراز، الذي ظل يستخدم ويعمل بكفاءة حتى وقت قريب.
- كل ذلك فضلًا عن الطراز المعماري والبنائي للجدران والحوائط، وحتى الأرفف القديمة.
كيف يراها الزائرون؟
يقول أحد زائرين صيدلية ستيفنسون الذي يدعى مصطفى فاروق، وهو عراقي مقيم في كندا: “إنه بطبيعته مهتم ومحب للأشياء القديمة والعتيقة، وأي شيء له علاقة بالتاريخ، وأنه دائم الزيارة للبلاد التي تهتم بذلك، وعندما سمع عن الصيدلية في مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت اهتمامه وحضر خصيصًا إلى مصر لزيارتها، وأبدى إعجابه وانبهاره بها، وكيف تم الحفاظ عليها طيلة هذه السنوات”، وقال أيضًا: “إن ذلك ليس بالغريب على مصر صاحبة الحضارة والتاريخ الذي يتعدى آلاف السنين”.
وختامًا عزيزي القارئ، كنا في جولة سريعة مع مكان يمثل جزءًا من تاريخ مصر العتيق، صيدلية ستيفنسون صاحبة المائة عام ويزيد، وهي تقول بكل وضوح ليس كل قديم قد عفا عليه الزمن، بل هناك ما هو قديم ولكنه باق طوال الزمن.
اقرأ أيضًا: إليك.. أبرز القصور التاريخية في مصر
كتبت: سحر علي.
