هل سمعت يومًا عن نبات الجوجوبا؟ إنه نبات صحراوي ينمو في البيئة الصحراوية والجافة قادر على الحياة بأقل كمية من المياه، فهو يستهلك ثلث ما يستهلكه نبات البرسيم من المياه ونصف ما يستهلكه الذهب الأبيض القطن من المياه، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان ما فائدة النبات الذي يسمى بالذهب الأخضر ولماذا؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة فهيا معي.
الذهب الأسود أم نبات الجوجوبا (الذهب الأخضر):
نعرف جميعًا مسمى الذهب الأسود إنه يطلق على البترول ومشتقاته وسمي بهذا الاسم؛ لأن الدول التي ظهرت بها آبار البترول تحولت بين يوم وليلة إلى أغنى دول العالم، وهذا لارتفاع قيمة وسعر البترول الخام بعد أن أصبح العمود الفقري للعصر الحديث والمصدر الأول للطاقة ومشتقاته من بنزين وسولار، تعتمد عليها جميع وسائل المواصلات العامة والخاصة في جميع أنحاء العالم هذا بخلاف المشتقات الأخرى كالبلاستيك والبدائل الأخرى.
اقرأ أيضًا: عواصف الفرص.. كيف تحولت طاقة الرياح إلى مصدر أمل واعد؟
ما فوائد نبات الجوجوبا أو الذهب الأخضر؟
من هنا نستطيع أن نخمن فوائد نبات الجوجوبا الذي يطلق عليه المتخصصون الذهب الأخضر، وخاصة في الآونة الأخيرة وبحث العالم كله عن مصادر للطاقة تكون بديلًا للبترول والغاز الذي سينتهي احتياطهم في العالم على أكثر تقدير مع نهاية هذا القرن، كما أن العالم يعاني بشكل كبير وخاصة من أضرار استهلاك واستخراج البترول والغاز من باطن الأرض؛ مما يعرض البشرية لأخطار الأعاصير، والزلازل، والتصحر، وارتفاع درجة حرارة الأرض، وغرق المدن الساحلية مع ذوبان جليد القطبين الشمالي والجنوبي.
وهنا ظهرت فائدة هذا النبات الذي ينتج حبيبات تشبه الفول السوداني تحتوي على 60% من حجمها زيت، هذا الزيت تم تحويله ببساطة إلى وقود حيوي بديلًا للبنزين والسولار وبكفاءة أعلى منهم، ومن هنا أطلق عليه المختصون الذهب الأخضر؛ لأن الدولة التي ستنتج منه أكبر كمية وتقوم بعصر بذوره وتحويلها لوقود، ستوفر على نفسها مليارات الدولارات التي تنفقها في استيراد البترول والغاز الطبيعي.
مصر ونبات الجوجوبا:
منذ عام 1989 أجرت مصر أبحاث على زراعة الجوجوبا، وفي مدينة الغردقة استطاعت مصر زراعة مئات الأفدنة من الجوجوبا، بمياه مالحه نعم مياه غير عذبة تشكل ملوحتها مقدار 5000 جزء في المليون، ولا زالت النباتات تنتج إلى الآن؛ مما شجع مصر أن تأخذ خطوة أكبر وأكثر عمقًا مع إبداء القيادة السياسية المصرية اهتمامها بهذا الموضوع، فقد أصدر السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي أوامره لقيادات محافظة الصعيد بتخصيص 2000 فدان لزراعة الجوجوبا على مياه الصرف الصحي المعالجة؛ مما يقلل من فقد المياه والاستفادة لأقصى درجة من احتياطي مصر المائي.
كما يوسع من إنتاج زيوت الوقود حتى تتحول إلى صناعة كبيرة يمكنها أن تساعد في تخفيض فاتورة الاستيراد المصرية من البترول والبنزين والسولار، ونحقق الهدف المنشود من الاكتفاء الذاتي من مصادر الطاقة المختلفة ونتحول إلى بيئة نظيفة وخضراء، مما يعنى استثمارات خضراء وقروض ميسرة للحفاظ على كوكبنا الأرض.
وكما نقول دائمًا ونذكر الجميع أن تلك الأرض تحمل الكثير من الكنوز التي لا نراها مثل نبات الجوجوبا الذي تحدثنا عنه في هذا المقال، ونحتاج إلى العلم والعمل لكشف تلك الكنوز وستظل مصر دائمًا أرض الكنوز العظيمة.
اقرأ أيضًا: “الذهب الأسود”… البترول بين الماضي والحاضر والسلم والحرب
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.
