بركان تال

بركان تال، ذلك العملاق الصغير الذي طالما خمدت ثوراته، يعود مجددًا ليخطف الأنظار ويثير الهلع في نفوس سكان الفلبين، برواسبه المتدفقة التي تهدد بالانفجار في أية لحظة، يعيد هذا البركان النشط ذكريات مؤلمة من الكوارث السابقة، ومع رفع مستوى التأهب إلى أعلى درجاته، تبقى الأعين شاخصة نحو هذا البركان الذي قد يقلب الأمور رأسًا على عقب خلال ساعات أو أيام، دعنا نستعرض تفاصيل هذا الحدث الطبيعي المثير الذي لا يمكن التنبؤ بعواقبه.

خطورة بركان تال:

حسب ما قاله المعهد الفلبيني لعلوم البراكين والزلازل، إن بركان تال الذي عاد إلى الحياة مجددًا بعد هدوئه لعدة سنوات وأصبح بركانا نشطًا، يشير ذلك إلى أن هناك رواسب قد ترتفع إلى فوهة البركان وتزيد ثورته، وقد رفع المعهد مستوى التأهب إلى أقصى درجاته والبالغة 4 درجات، الأمر الذي يشير إلى أن هناك ثورانًا قد يحدث خلال ساعات أو أيام، وهذا يعني أن هذا الاندفاع قد يقترب، حسب ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.

خطورة بركان تال
خطورة بركان تال

وكان البركان الثائر حديثًا قد أطلق حممًا منصهرة، وصلت إلى ارتفاع بلغ 500 متر في السماء، مصاحبًا بأعمدة رمادية داكنة من البخار الكثيف المحمّل بالرماد، وصل ارتفاعه إلى كيلو متر في السماء، بينما يضيء العمود البركاني الهائل في بعض الأحيان بشرائط من البرق، وقد صاحب البركان حدوث حوالي 200 زلزال في منطقة تال وما حولها، وقال المعهد الفلبيني أن هذا النشاط الزلزالي المكثف يدل على وجود رواسب تسللت من أسفل البركان، وهذا التسلل قد يؤدي إلى حدوث المزيد من النشاط الانفجاري.

اقرأ أيضًا: كوارث مزدوجة.. ثورة بركان أيسلندا وزلزال الصين في نهاية 2023

آثار بركان تال:

حسبما ذكرت الوكالة الوطنية لمكافحة الكوارث في الفلبين، فإن أكثر من 30 ألف شخص تم إجلاؤهم في منطقتي باتانجاس، وكافيت القريبتين من موقع البركان، مع توقع المسئولين بارتفاع وزيادة عدد النازحين مع استمرار ثورة البركان.

آثار بركان تال
آثار بركان تال

ماذا تعرف عن بركان تال؟

هو بركان موجود على جزيرة داخل بحيرة تبعد حوالي 70 كيلو مترًا جنوب العاصمة الفلبينية مانيلا، ويعتبر  أحد أصغر البراكين النشطة في العالم، انفجر هذا البركان مرتين قبل ذلك، الأولى في عام 1977م، ثم انفجر مرة ثانية في يوم 12 يناير عام 2020م، وقد بدأ الانفجار في الفوهة الرئيسة على جزيرة فولكانو، وأطلق البركان غبارًا بركانيا كثيفا امتد من منطقة كالابارزون حتى وصل إلى مترو مانيلا وبعض أجزاء من مركز لوزون؛ مما أدى إلى توقف الدراسة في المدارس، ورحلات الطيران من مطار مانيلا، واستمر انتشار الغبار وحدوث برق بركاني من قلب الصهارة وتصاعد سحب من الغبار الكثيف، مما استوجب إخلاء بعض المناطق من السكان تجنبًا للخطر.

ماذا تعرف عن بركان تال؟
ماذا تعرف عن بركان تال؟

كما أذيعت تحذيرات في وسائل الإعلام عن احتمال حدوث تسونامي من البركان، ثم تطور البركان إلى نشاط انفجارات الماجما، المعروفة بأنها نافورات من اللافا والحمم المنصهرة المصحوبة بالرعد والبرق، وقد توفي رجل في حادث سيارة بسبب الغبار الكثيف فضلًا عما حدث من تدمير وخراب وذعر بين السكان القريبين من منطقة البركان.

وختامًا عزيزي القارئ، تناولنا كل ما يتعلق ببركان تال، الذي عاد للحياة والنشاط مرة أخرى، وثار بعدة انفجارات في الفلبين مخلفًا وراءه المثير من الخراب والدمار والآلاف من النازحين.

اقرأ أيضًا: زلزال المغرب.. كارثة إنسانية ودمار واسع النطاق

كتبت: سحر علي.