مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة، حيث كان عام 2020 واحدًا من أكثر الأعوام دفئًا على الإطلاق، ولكن تغيرت الأحداث المناخية خاصة مع تداعيات جائحة كوفيد-19، وفي هذا المقال عزيزي القارئ سنتناول أسباب ارتفاع درجة الحرارة، وكيفية مواجهتها والحلول المتاحة لذلك إن وجدت.
ارتفاع درجات الحرارة الكارثي:
وفقًا لما أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، إنه في عام 2020 بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية حوالي 1.2 درجة فوق المستوى المعتاد، وهذا الرقم يقترب بشكل خطير من حد 1.5 درجة مئوية، الذي قد نصح العلماء بعدم تخطيه حتى نتفادى كارثة تغير المناخ، وفي مؤتمر صحفي تم عقده لمناقشة هذه المشكلة، قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للمنظمة: “إنه لو استمر ارتفاع درجات الحرارة بهذا المعدل فإننا سنكون على حافة الهاوية، وإنها ليست النهاية، ولكنها بداية الجحيم”.
اقرأ أيضًا: حيل الحيوانات في التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة
أسباب ارتفاع درجات الحرارة:
الاحتباس الحراري:
من أهم أسباب ارتفاع درجات الحرارة، بل تكاد تكون السبب الوحيد ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري، وهو مصطلح تم إطلاقه على ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة عن معدلها الطبيعي، بسبب حدوث تغيرات في عملية سيلان الطاقة الحرارية من البيئة وإليها، وذلك نتيجة انبعاث مجموعة من الغازات الضارة تسمى بالغازات الدفيئة؛ لأنها تؤدي إلى دفء سطح الأرض وريادة حرارتها مثل: غاز ثاني أكسيد الكربون، والميتان، والأوزون، وهذه الظاهرة تعتبر واحدة من أخطر الظواهر التي تهدد الحياة على الأرض، حيث تؤثر على سلامة البيئة والإنسان في كل أنحاء العالم، وهذه الظاهرة السلبية تصيب البيئة بسبب عدة عوامل، وللأسف العنصر البشري هو المتسبب في حدوث هذه العوامل، وهي:
- التطور الصناعي والتكنولوجي الذي نعيش تحت ظلاله خلال السنوات الأخيرة، وما ينتج عنه من مخلفات وعوادم يتم التخلص منها بطرق ضارة بالبيئة.
- حدوث تفاعلات ميكروبية ينتج منها غاز الميثان؛ بسبب حرق مخلفات الأرز في حقول الأرز، وتربية الحيوانات المجترة، ومن المخلفات الناتجة من حرق الكتلة الحيوية من الأشجار والنباتات ومخلفات الحيوانات.
- غاز أكسيد النيروز الذي يتكون من تفاعلات ميكروبية أيضًا، تحدث في المياه والتربة؛ بسبب استخدام أسمدة كيماوية محظورة أو ضارة.
- مجموعة غازات الكلوروفلوروكربون التي تتسبب في تآكل طبقة الأوزون، والتي تحمي غلاف الأرض من أشعة الشمس الضارة، وهذه الظاهرة نتجت مع زيادة عوادم السيارات والمصانع، وأجهزة التكييف والمبردات الهوائية.
كيفية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري؟
يمكن التقليل من الآثار الضارة الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق:
- التقليل من استخدام التبريد في المناطق الدافئة، والتدفئة في المناطق الباردة.
- التقليل قدر الإمكان من استخدام الكهرباء.
- استخدام الطاقة الذرية، وذلك لأنها مصدر للطاقة ينتج عنه كميات قليلة من الغازات الدفينة.
- الاهتمام بزراعة الأشجار، وذلك للتخفيف من آثار غاز ثاني أكسيد الكربون.
- الاهتمام باستخدام طاقة الرياح.
- الاهتمام باستخدام الطاقة الهيدروليكية الناتجة عن حركة المياه.
نصائح هامة في حالة الإجهاد الحراري:
في تصريحات أدلى بها الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، قدم خلالها مجموعة من النصائح التي يجب اتباعها في حالة الشعور بالإجهاد الحراري، وهي:
- التوقف فورًا عن مزاولة الأنشطة، والتزام الراحة.
- الانتقال إلى مكان يكون أكثر برودة.
- شرب الماء والسوائل الباردة، أو العصائر بكثرة.
- ضرورة التواصل مع الطبيب في حالة تفاقم الأعراض، وعدم التحسن خلال ساعة واحدة.
- عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.
- ارتداء الملابس القطنية والفضفاضة الخفيفة فاتحة اللون.
- ضرورة غلق نوافذ المنازل وأماكن العمل خلال ساعات النهار لحجب أشعة الشمس، مع الاستعانة بالمراوح والمبردات، وإعادة فتح النوافذ ليلًا لتهوية المكان وتجديد الهواء.
- بالنسبة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال، يجب عليهم عدم الخروج من المنزل خلال ساعات الموجة الحارة إلا للضرورة، وفي حالة الحاجة الضرورية إلى الخروج يجب عدم التعرض للشمس بشكل مباشر، مع استخدام قبعة لحماية الرأس من الحرارة، وشرب الماء أو العصائر بكثرة قبل الشعور بالعطش.
وختامًا عزيزي القارئ، تناولنا ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق، الذي يعاني منه العالم كله سواء، وأسباب ذلك وخطورته، وكيفية تفاديه أو التقليل من أضراره، وشاهدنا كيف أن الإنسان بتدخله وسوء تصرفه وطموحه الزائد واندفاعه الشديد، تسبب في إفساد البيئة التي تسير وفق منهج رباني وإلهي مميز، وعليه الآن أن يصلح ما قام بإفساده، لعله يستطيع.
اقرأ أيضًا: ارتفاع الحرارة.. تعرف على أبرز 5 أسباب لحدوث ذلك
كتبت: سحر علي.