السماد الطبيعي.. سر تحقيق الاستدامة البيئية والزراعية

مع ظهور فكر جديد في العالم وخاصة المتحضر، يتلخص في الحفاظ على البيئة وزراعة واستهلاك كل ما هو طبيعي، فهي دعوة للعودة إلى الطبيعة الأم، ظهرت الحاجة إلى السماد الطبيعي ليحل محل الأسمدة الكيميائية، فالطبيعة بعد أن هجرها الإنسان طيلة قرنين من الزمان كان المزاج العام والاتجاه العالمي بالتفاخر بكل ما هو صناعي في المأكل والمشرب والملبس، ومن أجل ذلك دمرت الغابات ومصادر الطعام الطبيعية.

لكن كلما زادت علوم الإنسان ونضج عقله، وعلمته الطبيعة وكوارثها أهمية الالتزام بقوانينها الطبيعة، وإن تلك الأرض ومواردها في طريقها للنفاد والاندثار، ومن ثم الدمار والهلاك لحياة الإنسان، لو استمر في طريقه لتدمير كوكب الأرض.

ما السماد الطبيعي؟

السماد الطبيعي هو غذاء وفيتامينات للأرض الزراعية، يساعدها ويعوض ما فقدته تلك الأراضي من عناصر طبيعية أثناء عملية الزراعة والإنتاج.

اقرأ أيضًا: إعادة تدوير مخلفات الموز.. مشروع بيئي يدر أرباحًا كبيرة

مما يتكون السماد الطبيعي؟

يتكون السماد من بقايا منتجات زراعية ومخلفات حيوانية عشبية، ويكون في تلك المخلفات والبقايا وقشور الفواكه الغنية بعناصر الكبريت والفسفور والفوسفات والكربونات، وهذه العناصر الأساسية التي يحتاجها أي نبات للنمو والإزدهار وإخراج الثمار.

الطرق القديمة لتسميد الأراضي الزراعية:

كان قديمًا يتم تسميد الأراضي الزراعية بمخلفات الحيوانات كالمواشي والدواجن والخيول، وكانت الأراضي الزراعية تأخذ كفايتها من الأغذية عندما تغمرها مياه النيل أثناء الفيضان، وذلك لأن تلك المياه تحمل الكثير جدًا من العناصر الغذائية التي جرفها الفيضان أمامه، وقام بتحليلها أثناء رحلته الطويلة من بحيرة فيكتوريا وسط أفريقيا حتى مصر.

أفضل الأسمدة الطبيعية:

بتغير الزمان أصبحنا في احتياج إلى السماد الطبيعي بديلًا للأسمدة الكيميائية التي تحمل المرض بداخلها لجسم الإنسان، ويعد الكمبوست الحل الأمثل لهذا الأمر فهو سماد طبيعي مستخرج من بواقي الطعام، واستخدم في عدة أفكار ومشاريع جديدة قادرة على تحويل الشباب إلى أثرياء في بضع سنين، ومن تلك الأفكار المبتكرة التي شاهدتها مطبقة على نطاق ضيق هو الكمبوست، الفكرة والمشروع عبارة عن تعاقد بضع شباب مع العديد من المطاعم والفنادق والمطابخ للتخلص من بواقي مطابخهم من المواد الغذائية بكافة أنواعها وقشور الفواكه وبواقي الطعام، ثم حمل تلك المواد إلى مكان آمن حيث تفرز ويتم كمرها على شكل هرم وإضافة ما يتيسر من مخلفات المواشي وتقليب هذا الخليط، ثم إضافة بعض الكبريت له وتغطيته بأكياس من البلاستيك وتعريضه للشمس.

وبعد ثلاث شهور من التفاعل الذاتي سيتحول هذا الخليط إلى سماد عضوي رائع ومفيد للأراضي الزراعية والمشاتل وحدائق الفواكه، ويقدر سعر الطن بـ 18 الف جنيه، كما يمكن إضافة بعض الديدان المعروفة لأهل هذه المهنة للخليط؛ لتقوم بالتهام بواقي الطعام وتحويلها مباشرة إلى سماد في ثلاثة أسابيع فقط، وأسعار الطن لهذا السماد أعلى من النوع السابق؛ لاحتوائه على عناصر طبيعية أكثر، فمن المعروف إن المنتجات الأورجانيك الطبيعية التي تعتمد على السماد الطبيعي وتبتعد عن الأسمدة الكيميائية، تباع بأضعاف سعر المنتجات الأخرى التي تعتمد على الاسمدة الكيميائية، وفرصتها بالتصدير أعلى وأغلى.

في الختام، يمثل السماد الطبيعي عودة إلى أحضان الطبيعة، حيث يلعب دورًا حيويًا في إعادة التوازن البيئي والمحافظة على صحة الأراضي الزراعية، إن استخدامه ليس مجرد حل بيئي، بل هو استثمار في مستقبل مستدام وأقل تلوثًا؛ مما يضمن للمزارعين محصولًا صحيًا وعضويًا ويعزز سلامة البيئة للأجيال القادمة.

اقرأ أيضًا: أول مصنع لتدوير مخلفات الموز.. تعرف على كيفية تدويرها

كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.