يعد عيد الأضحى مناسبة مميزة تتجلى فيها كل دولة بطقوسها الخاصة مشاعر البهجة والتراث الفريد لشعوبها، طقوس عيد الأضحى في الدول العربية تعكس هذا التنوع بدءًا من اليمن بأغانيه الشعبية والرقص بالخناجر إلى العراق بمائدة الثرود الشهية، مرورًا بليبيا والجزائر والخليج وتونس والمغرب وجزر القمر وموريتانيا وأهل الشام، حيث لكل منطقة بصمتها الفريدة في الاحتفال، فما هي أبرز هذه طقوس عيد الأضحى في الدول العربية وكيف تجسد تاريخها الثقافي؟
طقوس عيد الأضحى في الدول العربية:
طقوس عيد الأضحى في اليمن:
يعلن اليمن فرحته بالعيد من خلال الأغاني الشعبية منها (انستنا يا عيد من زمان)، والحفلات الشعبية والرقص بالخناجر، واللباس التقليدي اليمني وهو عبارة عن ثوب وجنبية وشال وكوت، وأيضًا الألعاب المعرفة لديهم مثل الزوامل، ورقصة الدرج، إلى الجلسات العائلية وتقديم (العسب) العيدية كما يطلق عليها أهل اليمن، وضيافة العيد المميزة بالمكسرات والزبيب واللوز تقدم على موائد الضيافة لأهل اليمن.
اقرأ أيضًا: أبرزها العيدية.. تعرف على طقوس عيد الأضحى في مصر
طقوس عيد الأضحى في العراق:
يفتتح العراقيون العيد بعد انتهاء الصلاة بفطور غني بلحوم الأضاحي، التي يطلق عليها العراقيون الثرود أو مطبق اللحم، حيث توضع موائد للطعام مثل موائد رمضان في الساحات عند الصباح الباكر، ثم ينطلق العراقيون للزيارات العائلية بعدها، وتعد الكليجة العراقية من الحلوى المميزة للعيد، يكمل العراقيون عيدهم بالزيارات حيث أنها تعد عادة دينية لديهم.
طقوس عيد الأضحى في ليبيا:
على عكس طقوس عيد الأضحى في الدول العربية، تختلف عادات اللبيبين باستقبال عيد الأضحى في الدول العربية، ففي مدينة غات يقوم إمام المسجد بأول أيام العيد بذبح الأضحية ورش دمها على سعفة من النخيل وتعليقها أمام المنزل، ليقوم بعدها أهل المدينة بذبح أضاحيهم، ويبدأ الاحتفال لديهم بعد ذبح الأضاحي ، وفي مدينة سبها تترك الأضاحي معلقة لثاني يوم العيد، ويحتفظ بأكتاف الاضاحي للأم والأب.
طقوس عيد الأضحى في الجزائر:
الجزائر من البلدان العربية التي تتفرد بهذه العادة، حيث يقوم الجزائريون بشراء الأضحية قبل العيد بيومين؛ ليلعب معها الأطفال ويطعموها كنوع من إضفاء البهجة على الأطفال، كما يضعوا الحناء على رأسها وذيلها كنوع من الإحسان قبل ذبحها، ولا يأكل الجزائريون من الأضحية لثاني يوم لتكون قد جفت دماؤها.
طقوس عيد الأضحى في الخليج العربي:
تتشابه الطقوس في الخليج العربي باحتفالات عيد الأضحى، حيث يبدأ بفوالة العيد، وهي مائدة الطعام التي تحوي جميع أنواع الحلوى، وأيضًا رائحة البخور التي تملئ البيوت ويتعطر بها الخليجيون، ووضع الحناء للأطفال الصغار كنوع من الزينة؛ فرحًا بقدوم العيد.
طقوس عيد الأضحى في جزر القمر:
طقوس عيد الأضحى في الدول العربية خاصة جزر القمر، تعكس ثقافة شعبها الذي يحب ألعاب الرياضة، فيستغل عطلة عيد الأضحى بالحضور والمشاركة بمسابقات المصارعة الحرة، وذلك بعد صلاة العيد لمسلمين جزر القمر تبدأ عادات الذهاب إلى حلبات مصارعة للمشاهدة والتشجيع.
طقوس عيد الأضحى في تونس:
تعد خرجة العيد إحدى أبرز طقوس عيد الأضحى في تونس، وهو طقس تقليدي يجوب خلاله سكان المدينة العتيقة أزقتها لجمع المصلين نساءً ورجالًا، ويسيرون مكبرين ومهللين حتى يصلوا إلى المسجد لأداء صلاة العيد، والهدف من هذه العادة دفع أكبر عدد من الناس للالتحاق بالمسجد.
طقوس عيد الأضحى في المغرب:
يطلق على المال الذي يعطي للأطفال بالعيد فلوس العيد أي العيدية، ويتميز المغرب العربي دونًا عن سائر البلدان بكثرة الأضاحي، حيث يجب على كل أسرة أن تقوم بالأضحية في أول أيام العيد، ليكون طعام المغربين بهذا اليوم الملفوفتين بالشحم (بولفاف) أو (الملفوف) وهي عبارة عن كبد ورئة الخروف.
وفي اليوم الثاني تعم رائحة الشواء في جميع المنازل المغربية، حيث يبدأون بتناول لحوم الأضاحي، ومن عادات المغربين تقديم قطع من الأضحية عند زيارة الأهل والأقارب.
طقوس عيد الأضحى في موريتانيا:
يعد اللباس الموريتاني من أشكال الزينة والتعبير عن الفرح بالعيد، حيث تلبس النساء الموريتانيات من شريحة (البيظان) و(لحراطين) وثوب (الملحفة) متعدد الألوان ويغطي كامل الجسد، بينما يكتفي الرجال بلبس البيظان، ويقدموا الأنديونة وهي العيدية للأطفال؛ تعبيرًا عن الفرح بالعيد وأداء صلاة العيد ثم الذبح.
طقوس عيد الأضحى في أهل الشام:
طقوس عيد الأضحى في الدول العربية مثل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين متشابهة جدًا، حيث يبدأ الناس بتبيض أول يوم العيد كما يطلق عليه بأعداد طعام من اللبن والزبادي، متفائلين باللون الأبيض للطعام كنوع من الفرحة بالعيد، وزيارة قبور أمواتهم وذبح الأضاحي، ويعتمد أهل الشام على توزيع الأضاحي كلها، يسمى بـ (أورمة) وهو اللحم، ثم إعطاء العيدية للأطفال والخروج إلى ساحات اللعب، وترديد تكبيرات العيد خلال أيام العيد كلها.
طقوس عيد الأضحى في الدول العربية لها الكثير من الأشكال والعادات، كما تختلف أسماء العيدية من بلد إلى أخر، وطريقة التعامل مع الأضحية أيضًا لها أشكال مختلفة، لكن يبقى عيد الأضحى محببًا للجميع ؛ لأنه يعتبر أخر عيد في السنة الهجرية، حيث ينتظر المسلمون بعدها عودة رمضان للاحتفال بعيد الفطر المبارك.
اقرأ أيضًا: أفكار لقضاء إجازة العيد في المنزل.. 8 أنشطة ممتعة
كتبت: روان كوكش.