السوسن الدمشقي

نجحت السوسن الدمشقي في الآونة الأخيرة في سرقة الأضواء من زملائها الوردة الدمشقة والياسمين الدمشقي، وشدت اهتمام المجتمع العلمي لها من خلال إقامة المؤتمرات من أجلها، فإيمانًا بتاريخها العريق ورموزها المتعددة وجمالها الفريد، وصونًا لهويتنا وتراثنا الطبيعي، هناك مساعٍ عديدة للحفاظ عليها وحمايتها من الانقراض، لتصبح رمزًا جديدًا من رموز سوريا، إليكم التفاصيل.

السوسن الدمشقي:

هي إحدى أنواع السوسن وتتبع الفصيلة السوسنية، أوراقها رقيقة ومنجلية الشكل، ساقها متوسط الحجم يحمل زهرة أو اثنتين كبيرتين وتتفتح خلال فصل الربيع تحديدًا خلال شهري مارس وأبريل، قد يصل ارتفاعها إلى 60 سم، وتتميز برائحتها العطرة وألوانها الزاهية، حيث يتوفر منها ألوان متعددة كالأبيض والأصفر والأزرق والأرجواني والبني، وهي من الأزهار السامة كمثيلاتها من السوسن البري، فإن تناول الساق والأورق قد يسبب آلامًا في المعدة والقيء.

السوسن الدمشقي
السوسن الدمشقي

اقرأ أيضًا: الوردة الدمشقية.. من الحقول السورية إلى قائمة التراث العالمي

موطن السوسن الدمشقي:

تنبت السوسن في قمة جبل قاسيون فقط وعلى ارتفاع 1200 متر، وتعد واحدة من أنواع الزهور المهددة بالانقراض؛ نظرًا لقلة الأماكن التي تنمو بها وكثرة العوامل التي ساعدت على انقراضها.

تاريخ السوسن الدمشقي:

  • يعود تاريخ السوسن إلى عصور قديمة جدًا، ففي العصور اليونانية القديمة كانت تزرع السوسن البنفسجي على القبور لدعوة الآلهة لتكون دليلًا للميت أثناء رحلته.
  • في عصر الفراعنة وبالعودة إلى عام 1950 قبل الميلاد، جلبها الفرعون تحتمس الأول من دمشق إلى مصر بعد معاركه السورية في قادش، وكان لها قيمة كبيرة عند الملوك المصريين القدماء ولشدة إعجابهم بالطبيعة الغريبة لها، وجدت رسوم لهذه الزهرة في بعض القصور الفرعونية.
تاريخ السوسن الدمشقي
تاريخ السوسن الدمشقي
  • في الأساطير اليونانية كان لها نصيب، حيث كانت السوسنة رسول الرب وقوس قزح ولها دور في ربط الأرض بالعوالم الأخرى، والسوسن الأبيض كان يعتبر زهرة الصباح وكان يزرع على قبور المسلمين.
  • في العصور الوسطى كانت رمزًا وطنيًا للمملكة الفرنسية، كما تعد رمزًا لمدينة بروكسل عاصمة المملكة البلجيكية.

استخدامات السوسن الدمشقي:

تستخدم السوسن لتزيين المنازل والحدائق وفي باقات الزهور، ومنذ سنوات كان يتم استخلاص الزيت العطري منها واستخدامه في صناعة أجود العطور، ومن الممكن استخدامها في بعض العلاجات الطبية.

حماية السوسن الدمشقي:

السوسن الدمشقي مهدد بالانقراض لعدة أسباب منها: التوسع العمراني، وقطف الزهور بشكل عشوائي، وعدم الاهتمام بالزهور، ونتيجة لذلك تم اتخاذ إجراءات عدة لحمايتها من الانقراض، ومن هذه الاجراءات:

  • إنشاء محميات طبيعية: أنشئت عدد من المحميات الطبيعية في منطقة جبل قاسيون، وتم زراعتها فيها بكثرة في الحديقة البيئية بدمشق.
  • التوعية المحلية: نشر التوعية بين العوام، من خلال توضيح أهميتها وخطر انقراضها.
  • الدراسات البحثية: يتم اجراء أبحاث علمية عليها لدراسة سلوكياتها والبيئة التي تعيش فيها، ونوعية التربة التي تناسبها للنمو وطرق تكاثرها.
حماية السوسن الدمشقي
حماية السوسن الدمشقي

نظرًا لتاريخها العريق وجمالياتها واستخداماتها المتعددة والجهود المبذولة للحفاظ عليها من الانقراض، وقع الاختيار لتسليط الضوء عليها خلال المؤتمر العلمي في كلية العلوم بجامعة دمشق تحت عنوان (السوسن الدمشقي: معًا لصون هويتنا وتراثنا الطبيعي)، ويبقى السؤال متى ستنضم إلى لائحة التراث الثقافي اللامادي لليونسكو؟

اقرأ أيضًا: المنازل الدمشقية.. عندما يسكن الإنسان في قارورة عطر

كتبت: هبه حماده.