نسمع كثيرًا عن التسمم الغذائي، ولكن هل سمعت يومًا عن التسمم الشمسي؟ نعم عزيري القارئ هناك ما يسمى بالتسمم الشمسي، وهو حالة خطيرة تنتج عند التعرض لفترات طويلة للأشعة فوق البنفسجية والصادرة من الشمس، خاصة في هذه الفترة حيث الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وهذه الحالة ليست مجرد حروق شمس خفيفة كما اعتدنا من قبل، بل هي تشبه الحروق، وتتسبب في حدوث أعراض حادة مثل ظهور تقرحات وتورم واحمرار وألم في الجلد والبشرة، كما يمكن أن تؤدي هذه الحالة أيضًا إلى الإصابة بالصداع والحمى والغثيان والدوخة، بسبب شدة تأثير الأشعة فوق البنفسجية.
ما التسمم الشمسي؟
التسمم الشمسي هو أحد أكثر أنواع حساسية الشمس شيوعًا (Sun allergy)، وهو مصطلح يستخدم لوصف المشكلات التي قد تصيب الجلد نتيجة التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس، وتظهر هذه المشكلات في الغالب على شكل طفح جلدي أحمر اللون ومثير للحكة، أو تورم والتهاب بالبشرة.
وقد يعتقد البعض أنه من المشكلات الصحية الغريبة وغير المعروفة، ولكنه وارد الحدوث خاصة مع الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة، وهو ليس تسممًا فعليًا كما توحي به التسمية، ولكنه مصطلح يستخدم للدلالة على الحالات الحادة من حروق الشمس، التي تنشأ بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، وتأثيرها سلبًا على الجلد والبشرة.
اقرأ أيضًا: تسمم الماء .. شرب المياه قد يسبب الوفاة
أنواع التسمم الشمسي:
هناك نوعان رئيسان للتسمم الشمسي، وهما:
- التسمم الحاد: تكون أعراضه طفيفة ومؤقتة، وعادة ما تختفي تدريجيًا، دون الحاجة لتلقي أي علاج.
- التسمم المزمن: تكون أعراضه حادة، وقد يصل لدرجة شديدة يصعب علاجها في المنزل، ويحتاج المصاب هنا لتلقي رعاية طبية خاصة حتى يتم علاجه.
أسباب التسمم الشمسي:
سببه البديهي هو التعرض لفترة طويلة لأشعة الشمس، خاصة مع عدم استخدام واقي الشمس، وبالرغم من عدم وضوح أسبابه بدقة، فقد لوحظ أن العوامل الآتية قد تزيد من فرص حدوثه، وهي:
- استعمال أنواع معينة من الأدوية مثل المضادات الحيوية، وموانع الحمل الفموية.
- الأشخاص أصحاب البشرة فاتحة اللون، والعيون الخضراء أو زرقاء اللون.
- العيش في المناطق الصحراوية أو الجبلية، أو المناطق القريبة من خط الاستواء.
- قضاء وقت طويل على شاطئ البحر بشكل متكرر ومستمر؛ لأن أشعة الشمس على الشاطئ تكون أشد حدة من أية منطقة أخرى، وذلك بسبب انعكاسها عن الرمل وسطح الماء.
- عوامل أخرى، مثل الإصابة بمشكلات جلدية كالحساسية والإكزيما، وقلة مستويات بعض العناصر الغذائية في الجسم.
أعراض التسمم الشمسي:
أعراض التسمم الشمسي تشبه إلى حد كبير أعراض الحساسية الجلدية، وأبرز هذه الأعراض:
- طفح جلدي.
- حكة جلدية وبثور.
- آلام واحمرار.
- تصبغات جلدية متعددة في بعض الحالات.
- أعراض أخرى مثل: الدوار، والصداع، وصعوبة التنفس، وتورم الوجه، والحمى، والإغماء، والجفاف، واضطرابات المعدة، وهذه الأعراض تستلزم معها تدخل طبي عاجل.
تشخيص وعلاج التسمم الشمسي:
يفضل اللجوء للطبيب عند التعرض للتسمم الشمسي، حيث سيقوم بتفحص المنطقة المصابة، وتقييم درجة حدة حرق الشمس المتواجد، وبعد تشخيص الحالة سيخبرك الطبيب ببعض التوصيات والطرق العلاجية التي يمكن اللجوء إليها، وهي كالتالي:
إجراءات منزلية:
- عدم التعرض والابتعاد عن أشعة الشمس.
- شرب كميات وفيرة وكافية من الماء والسوائل.
- ارتداء ملابس قطنية خفيفة، تغطي كامل الجسم عند الخروج نهارًا.
- تناول مسكنات الألم.
- الاستحمام بمياه فاترة.
- استخدام مرطبات البشرة المناسبة، خاصة المحتوية على جل الألوفيرا.
إجراءات طبية:
قد تحتاج بعض حالات التسمم الشمسي للعلاج طبي، الذي يتضمن الآتي:
- وضع الضمادات الطبية على المنطقة المصابة، خاصة إذا كانت المنطقة المصابة بها نقاط في الجلد قد تمزقت.
- إعطاء المريض محاليل وريدية في حالات الجفاف.
- استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل الستيرويدات الفموية أو الموضعية، والمضادات الحيوية الموضعية.
وختامًا عزيزي القارئ، تناولنا ما يعرف بالتسمم الشمسي، وهو حالة شديدة من حروق الشمس، وتعرفنا على أعراضه، وأنواعه، وطرق علاجه.
اقرأ أيضًا: عوز المغذيات يهدد صحتك.. اكتشف الأضرار وكيف تتجنبها
كتبت: سحر علي.