هل سبق أن شعرت برعب غير مبرر أمام رقم على ورقة أو حتى على شاشة هاتفك؟ قد يبدو الأمر غريبًا، لكن هناك من يعانون من الخوف من الأرقام، هذه الفوبيا ليست مجرد قلق بسيط تجاه الحسابات، بل هي رهاب معقد يمكن أن يشمل جميع الأرقام أو أرقام معينة، يمكن أن يُسبب شعورًا بالذعر والاضطراب، ويؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، مما يجعلنا نتساءل: ما الذي يدفع هذا الرعب الغريب؟
ماذا يعني الخوف من الأرقام؟
الخوف من الأرقام هو نوع من أنواع الرهاب المحدد، حيث يعاني الشخص من خوف شديد وغير عقلاني من الأرقام أو العمليات الحسابية، قد يُصيب هذا الرهاب جميع الأرقام بشكل عام، أو قد يقتصر على أرقام محددة، مثل الرقم 13 أو الرقم 7.
اقرأ أيضًا: الأكلوفوبيا.. هل الخوف من الظلام هو الخوف من المجهول؟
أعراض النمبرفوبيا:
تتخذ أعراض النمبرفوبيا أشكالًا جسدية ونفسية مختلفة، تشمل:
أعراض جسدية:
- سرعة ضربات القلب.
- التعرق.
- الرعاش.
- ضيق التنفس.
- الغثيان.
- الدوخة.
- ألم في المعدة.
أعراض نفسية:
- نوبات هلع.
- شعور بالخوف الشديد والقلق.
- أفكار وسواسية حول الأرقام.
- تجنب المواقف التي تتطلب استخدام الأرقام.
أسباب النمبرفوبيا:
لا يوجد سبب محدد لها، لكن يعتقد أنها ناتجة عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية، وتشمل بعض العوامل المحتملة:
التجارب السلبية المرتبطة بالأرقام:
قد يكون الشخص واجه تجربة صعبة أو مُحرجة تتعلق بالأرقام، مثل الفشل في اختبار رياضي أو التعرض للسخرية بسبب مهاراته الحسابية.
العوامل الوراثية:
قد يكون لدى الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة يعانون من الرهاب، أو اضطرابات القلق استعداد أكبر للإصابة بهذه الفوبيا.
المعتقدات الثقافية أو الدينية:
قد تلعب بعض المعتقدات الثقافية أو الدينية دورًا في تطور الفوبيا، مثل الخوف من رقم معين يُعتبر نحسًا.
تأثير النمبرفوبيا على الحياة اليومية:
يمكن أن يكون تأثيرها سلبيًا على حياة الشخص، حيث قد تُعيق قدرته على:
الالتحاق بالمدرسة أو العمل:
قد يُواجه الأشخاص الذين يعانون من النمبرفوبيا صعوبة في الدراسة أو العمل في مجالات تتطلب استخدام الأرقام، مثل الرياضيات أو المحاسبة.
إدارة الأمور المالية:
قد يُواجهون صعوبة في إدارة الأمور المالية، مثل دفع الفواتير أو موازنة ميزانيتهم.
الحياة الاجتماعية:
قد يتجنبون المواقف الاجتماعية التي تتطلب استخدام الأرقام، مثل لعب الألعاب أو الذهاب إلى المطاعم.
علاج الخوف من الأرقام:
لحسن الحظ، يمكن علاج هذه الفوبيا بفعالية من خلال العلاج النفسي، وتشمل بعض العلاجات المستخدمة:
العلاج السلوكي المعرفي:
يُساعد هذا العلاج الشخص على تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالأرقام.
العلاج بالتعرض:
يعرض هذا العلاج الشخص تدريجيًا لمواقف تتطلب استخدام الأرقام، في بيئة آمنة ومسيطر عليها.
الأدوية:
قد تستخدم بعض الأدوية، مثل مضادات القلق أو مضادات الاكتئاب، للتخفيف من أعراض القلق.
كيفية مواجهة النمبرفوبيا؟
إليك بعض النصائح لمُواجهة الخوف من الأرقام في حياتك اليومية:
تعرف على رهابك:
الخطوة الأولى لمواجهة أي خوف هي فهمه، لذلك حاول تحديد نوع الفوبيا التي تعاني منها وما المواقف التي تُثير قلقك.
تحدث مع شخص تثق به:
مشاركة مخاوفك مع صديق أو فرد من العائلة أو معالج نفسي يمكن أن يُساعدك على الشعور بالراحة والدعم.
تجنب التجنب:
قد يكون من المُغري تجنب المواقف التي تُثير قلقك، لكن ذلك سيُؤدي إلى تفاقم رهابك على المدى الطويل، إذًا حاول تدريجيًا تعريض نفسك لمواقف تتطلب استخدام الأرقام، بدءًا من المواقف الأقل إثارة للقلق.
مارس تقنيات الاسترخاء:
يمكن أن تُساعد تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو التأمل، على تقليل أعراض القلق والتوتر.
اطلب المساعدة المهنية:
إذا كانت أعراض النمبرفوبيا شديدة وتؤثر على حياتك اليومية، فلا تتردد في طلب المساعدة من معالج نفسي مُختص.
لا يعد الخوف من الأرقام أو النمبرفوبيا عيبًا أو ضعفًا، بل هي اضطراب نفسي يمكن علاجه بفعالية، إذا كنت تعاني من أعراضه، فلا تتردد في طلب المساعدة من المختصين، وتأكد أنك لا تواجه هذه الفوبيا بمفردك، هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب، وهناك العديد من الموارد المتاحة لمساعدتك على التغلب عليه، مع العلاج المناسب، يمكنك عيش حياة طبيعية خالية من الخوف والقلق.
اقرأ أيضًا: هل تعاني من الخوف من المرض؟.. قد تكون مصابًا بنوزوفوبيا
كتب: سلوى محمود.