لا أحد ينكر هيمنة النظام الأمريكي على مجريات الأمور في العالم كله، ولهذا يحظى النظام الرئاسي الأمريكي باهتمام كبير من دول العالم أجمع، خاصة مع استعداد الأمريكيين للتوجه إلى صناديق الاقتراع في شهر نوفمبر المقبل من هذا العام، حيث سيتم التصويت لانتخاب الرئيس الأمريكي المقبل للبلاد، وكما اعتاد العالم أن الشخص الذي يجلس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض ذو تأثير كبير على حياة الناس داخل الولايات المتحدة وخارجها، فإن هذه الانتخابات تحظى بالاهتمام العالمي، ويتابعها الجميع.

النظام الرئاسي الأمريكي:

كما هو معروف للجميع من متابعي الأخبار الأمريكية، فإن النظام السياسي في الولايات المتحدة يسيطر عليه حزبان فقط، وكل رؤساء أمريكا في العصر الحديث ينتمون إلى أحد هذين الحزبين، وهما:

  • الحزب الديمقراطي:

يعتبر هو الحزب السياسي الليبرالي، الذي تتحدد أجندته أو أولوياته السياسية من خلال الدفع من أجل الحقوق المدنية، وشبكة الضمان الاجتماعي واسعة النطاق، واتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة مشاكل التغير المناخي، وإليه ينتمي الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، الذي يسعى في هذه الانتخابات للفوز بفترة رئاسية ثانية للولايات المتحدة الأمريكية.

  • الحزب الجمهوري:

هو الحزب السياسي المحافظ في الولايات المتحدة، الذي يعرف أيضًا باسم الحزب القديم، ومن أبرز أولوياته السياسية وما يدعو له منذ زمن، موضوعات مثل خفض الضرائب وتقليص حجم الحكومة، والحق في حيازة السلاح، وتشديد القيود على الهجرة والإجهاض.

النظام الرئاسي الأمريكي

النظام الرئاسي الأمريكي

اقرأ أيضًا: الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.. إليك رحلة صعوده إلى الرئاسة الإيرانية

المناظرة التاريخية بين بايدن وترامب:

شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، أول مناظرة ومواجهة شخصية جمعت بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، الرئيس الحالي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، في مناظرة وصفت بالتاريخية، وقامت بتنظيمها شبكة الأخبار الأمريكية (سي إن إن)، مع بداية العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية، المقررة في اليوم الخامس من شهر نوفمبر عام 2024م، وتعتبر هذه المناظرة الأولى التي يتم عقدها دون تنظيم (لجنة المناظرات الرئاسية)، التي كانت من وظائفها الإشراف على هذه الفعاليات منذ عام 1988م، كما أن هذه المناظرة تعتبر الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، التي تجمع بين رئيس حالٍ ورئيس سابق.

المناظرة التاريخية بين بايدن وترامب

المناظرة التاريخية بين بايدن وترامب

وكالعادة اشتملت المناظرة على تبادل للاتهامات بين المرشحين، وتركزت على قضايا مثل الإجهاض، إدارة الاقتصاد، المهاجرين، بالإضافة إلى النزاعات في أوكرانيا وغزة، وبدأت المناظرة التي أقيمت في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا من دون مصافحة بين المرشحين، وبنظرات تحفز من كل منهما، ومما لا شك فيه أن كلا من بايدن 81 عامًا، وترامب 78 عامًا، يواجهان تحديات كبيرة لإثبات قدرتهما على التعامل مع القضايا المختلفة والساخنة التي تمر بها الولايات المتحدة والمنطقة العربية الآن، وتجنب أي زلات كلامية، ويسعى كلاهما لتحقيق نقطة تميز وتفوق في استطلاعات الرأي، خاصة وأن هناك تقاربًا بين المرشحين.

موقف بايدن وترامب من حرب غزة:

يرى الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الطرف الوحيد الذي يريد استمرار الحرب هو حماس، مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل أكبر داعم لإسرائيل في العالم، مضيفًا أنه مستمر في إرسال الخبراء ورجال الاستخبارات بهدف القضاء على حماس كما حدث مع بن لادن.

موقف بايدن وترامب من حرب غزة

موقف بايدن وترامب من حرب غزة

وأكد بايدن على أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومجموعة الدول السبع الكبرى والإسرائيليين ونتنياهو نفسه، قد وافقوا على خطته، وأن حماس هي من لا تريد تنفيذ الخطة، ويؤكد بايدن دائمًا على أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل (ثابت كالصخر)، وأنها تزود إسرائيل بالأسلحة التي تحتاجها ومتى تحتاجها، كما يرى بأنه الرجل الذي أنقذ إسرائيل من الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران عليها، ولم يصب إسرائيلي واحد بأذى.

ختامًا عزيزي القارئ، لا تزال الاتهامات متبادلة بين مرشحي الرئاسة الأمريكية الرئيس الحالي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، ترى من سيجلس على كرسي النظام الرئاسي الأمريكي في ظل غياب الاستقرار عن المنطقة؟ خاصة مع الانتهاكات الإسرائيلية على أهل غزة، ويبقى السؤال هل هما وجهان لعملة واحدة؟ أم سيخلف أحدهما ظن العرب والمسلمين ويكون منصفًا لهم، عادلًا معهم؟

اقرأ أيضًا: طوفان الأقصى.. انتفاضة جديدة تهز الاحتلال الإسرائيلي

كتبت: سحر علي.