العصبية الزائدة عند النساء، لغز عاطفي معقد يحير الكثيرين، ماذا يحدث عندما تتحول الأعصاب إلى دوامة من الغضب؟ ما الذي يجعل النساء أكثر عرضة لنوبات العصبية؟ وهل هناك أسباب خاصة بهن دون الرجال؟ في هذا المقال سنكشف النقاب عن الأسباب الخفية وراء هذه الظاهرة ونستعرض كيفية التعامل معها بفعالية.
أسباب العصبية الزائدة عند النساء:
يوجد العديد من الأسباب للعصبية والغضب، بعض هذه الأسباب يشترك فيها الرجال والنساء على حد سواء، ولكن هناك عدة أسباب خاصة بالنساء وحدهن، ومن أهمها:
- اختلال التوازن الهرموني: اختلال التوازن الهرموني قد يحدث كثيرًا لدى النساء لأسباب جسدية متعددة، منها مثلًا مرض السكري، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وتكيس المبايض، وهناك أسباب أخرى، مثل سوء التغذية والأرق، وكل هذه الأعراض ترفع مستويات العصبية والغضب لديهن.
- متلازمة ما قبل الحيض: فترة ما قبل الحيض تصيب المرأة بتهيج وتقلبات في المزاج، وهي تسبق الحيض بأسبوع أو اثنين، وتحدث لحوالي 90% من النساء، وخلال هذه الفترة تحدث مجموعة من الأعراض مثل: الصداع، والإعياء، وتقلب المزاج ، والقلق، والبكاء بسهولة، وانتفاخ البطن، وحدوث إمساك أو إسهال، كل هذه الأعراض تتسبب في إحداث نوبات غضب وعصبية وقلق واكتئاب.

أسباب العصبية الزائدة عند النساء
اقرأ أيضًا: الأسباب النفسية وراء عدم كشف المرأة عن عمرها الحقيقي
الفرق في الغضب بين الرجال والنساء:
قام (ريموند ديجيوسيبي) رئيس قسم علم النفس في جامعة سانت جون في نيويورك، بإجراء دراسة على حوالي 1300 شخص من مختلف الأعمار، حيث تتراوح أعمارهم بين 18-90 عامًا، وتوصل إلى اختلاف درجات الغضب بين الرجال والنساء، وهناك أيضًا اختلاف في الكيفية التي يتعرضون فيها للغضب، فالرجال يتعاملون مع الغضب باندفاعية وعدوانية أكبر، وقد يتولد لديهم دافع انتقامي للغضب، أما النساء فهن أقل عدوانية ولكنهن أكثر استياءً، ويستغرق غضبهن فترة أطول نسبيًا، حيث يصلن إلى مرحلة تسمى بالعدوان غير المباشر، الذي قد يصل بهن إلى عدم القدرة على التحدث إلى الشخص الذي تسبب بغضبهن مرة ثانية، كما أثبتت الدراسة أن الاختلافات في درجة الغضب بين الجنسين تقل تدريجيًا مع التقدم في العمر.

الفرق في الغضب بين الرجال والنساء
اقرأ أيضًا: سر النجاح.. نقاط قوة المرأة الملهمة في الحياة والمجتمع
كيفية احتواء المرأة عند الغضب؟
قد تؤدي بعض الأسباب النفسية والجسدية الخارجة عن إرادة المرأة إلى الغضب والعصبية الزائدة، وهناك عدة أمور يمكن بها احتواء المرأة عند شعورها بالغضب، من أهمها:
مساعدتها على الاسترخاء:
المرأة الغاضبة يمكن تهدئتها بمساعدتها على الاسترخاء عن طريق الذهاب بها إلى مكان هادئ ومريح، أو إجلاسها باستقامة، وإدخالها في تمرين التنفس العميق عدة مرّات، مع تكرار عمليّة الشهيق والزفير لمدة 5 دقائق على الأقل، كما يمكن أيضًا أن تسمعها موسيقى هادئة للتخفيف من التوتر، ومنحها شعورًا بالسعادة، وكل هذا يؤثر إيجابًا على مزاجها.
تقديم الدعم لها:
يمكن تهدئة المرأة الغاضبة عن طريق تقديم الدعم لها، ومساندتها بالقول، والتأكيد على أنها ليست لوحدها، وسؤالها عما يمكن أن تفعله من أجلها، ومحاولة معرفة سبب غضبها، وعرض المساعدة عليها لتخفيف العبء عنها ولو بصفة مؤقتة، كما يمكن ممازحتها لوضع الابتسامة على وجهها وتحسين مزاجها.
الاستماع إليها:
أكثر ما تحتاج له المرأة عند الغضب هو الاستماع والإنصات لها عندما تصبح جاهزة للتحدث، استمع إلى ألمها أو المشكلة التي كانت السبب في غضبها، ولا تحاول دفعها للحديث أو محاولة إصلاح المشكلة قبل أن تطلب هي ذلك، حيث يجب عليك تركيز الانتباه على المرأة نفسها، والامتناع عن إبداء أي رأي أو حكم قبل أن تنتهي من الحديث، وعليك بالابتسام فقط والقيام بحركات الإيماء بالرأس لتدل على إنصاتك إليها حتى تشعر بالاهتمام لحديثها، كما يجب أيضًا التواصل بصريًا معها والاستدارة لمواجهتها.
حل المشكلة:
لا تبدأ في حل المشكلة التي أغضبت المرأة قبل أن تطلب هي نفسها النصيحة أو المساعدة في حلها، وعند الحل يجب البدء بتحديد المشكلة بوضوح، ومعرفة ما يجري في رأسها وأهدافها، ثم تضع معها قائمة بمجموعة من الحلول الممكنة التي يمكن أن ترضيها وتحقق أهدافها، والسماح لها باتخاذ القرار الذي تراه مناسبًا دون التدخل في ذلك الاختيار.

كيفية احتواء المرأة عند الغضب؟
إظهار المحبة لها:
يعتبر الاتصال الجسدي هام عند غضب المرأة وعصبيتها، كعناق المرأة، أو التربيت على كتفها، أو مسك يدها إذا جاز كل ذلك؛ لأن هذا الاتصال الجسدي من الأساليب التي توفر لها الراحة، وتقلل التوتر، وتحسن المزاج؛ لأنه دلالة على المحبة الكبيرة لها، والاهتمام بها، وعدم الرضا عن رؤيتها بهذه الحال.
اقرأ أيضًا: تعرف على 8 فنون التعامل مع المرأة
التحكم بالنفس:
قدم مركز الاستشارات في جامعة شرق واشنطن، نصائح حول ضرورة التحكم بالعواطف أثناء تهدئة المرأة الغاضبة، والمحافظة على رباطة الجأش وهدوء النفس، قبل البدء في تهدئتها هي، ولو كان هناك تفسير منطقي فيجب تأجيله حتى تنتهي من غضبها؛ لأنه ليست هناك أية فائدة من تقديم أي تفسير أو عذر أثناء نوبة غضبها.
الاعتذار منها:
يمكن تقديم الاعتذار للمرأة إذا كان غضبها بسبب فعل مخالف من الشخص، حيث يمكن توضيح سبب هذا الفعل، وأنه قد يكون هذا الشخص تسبب في إغضابها دون تفكير أو بشكل غير مقصود، والتأكيد على أن هذه المشكلة سيتم حلها بشكل يرضيها، وتقديم الوعود لها بأنها لن تتكرر.
التعبير عن الغضب بطريقة صحية:
الغضب يرتبط نفسيًا بمخاوف الشخص، وقد يؤدي إلى مشكلات جسدية وصحية كالأرق، والقلق، والاكتئاب، لهذا يجب التعبير عن الغضب بطريقة صحيحة وصحية، حيث يجب أن يعبر الغاضب عن مشاعره، ولا يخفيها؛ لأن استمرار الغضب المخفي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة وعادات غير صحية كالإفراط في الإنفاق، أو الإفراط تناول الطعام، وقد تصل به إلى تعاطي المخدرات والإدمان، لهذا يجب التعبير عن العضب، مع محاولات لتهدئة مشاعر الغاضب والتعامل معه بالطرق السابق توضيحها.
وختامًا عزيزي القارئ، تناولنا، أسباب العصبية الزائدة عند النساء الغضب عند كل من الرجال والنساء، وحقًا صدق رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عندما جاءه رجل وقال له: “أوصني يا رسول الله، فقال -عليه الصلاة والسلام- له: “لا تغضب”، وكررها ثلاثًا.
اقرأ أيضًا: المساواة بين الرجل والمرأة… وهم أم حقيقة؟
كتبت: سحر علي.