هل تساءلت يومًا عن المعاني الخفية وراء بعض العبارات المصرية مثل عبارة 100 فل و14؟ في مصر عدة أرقام لها دلالات في العامية المصرية  أعمق مما تراه العين، مليئة بالقصص والتاريخ، في هذا المقال سنكشف لك الأسرار المثيرة وراء هذه الأرقام التي تزين أحاديثنا اليومية، ونأخذك في جولة عبر الزمن لاكتشاف كيف أصبحت هذه الأرقام رموزًا تعكس جوانب مختلفة من الثقافة المصرية، استعد لتفاجأ بحكايات مشوقة ومعانٍ خفية تنتظرك خلف كل رقم.

أرقام لها دلالات في العامية المصرية:

يتداول المصريون في حواراتهم اليومية، بعض العبارات التي تشتمل على أرقام معينة، دون إدراك لمعناها أو أصولها، وسوف نذكر في هذه العبارات عدة أرقام لها دلالات في العامية المصرية:

  • عبارة 100 فل و14:

تستخدم للتعبير عن كمال شيء ما، ولكن هل تعلم أصل الجملة رغم انتشارها؟ ستتعجب عندما تعرف أن 100 فل و14، هي عبارة لها أصل من تراث الأجداد الفراعنة، ويرجع السر وراءها إلى بعض الرسومات في الحضارة المصرية الفرعونية، حيث كان لكل كائن عدد محدد من المربعات لا يجوز الخروج عنه، وعند رسم الإنسان العادي كاملًا، يرسمونه داخل مربعات يبلغ عددها 19 مربعًا رأسيًا، وعرضه 6 مربعات أفقية، وبهذا يكون 6×19= 114، فجاءت تسمية الجملة الشهيرة عند المصريين 100 فل و14.

عبارة 100 فل و14

عبارة 100 فل و14

اقرأ أيضًا: “كلنا ولاد تسعة” و”الناس مقامات”.. أشهر أمثال شعبية متناقضة

  • عبارة في 60 داهية أو ابن 60 كلب:

بنفس مبدأ رسم الإنسان السابق توضيحه، كانوا عند الحيوانات مثل الكلب، يتم رسمه في 60 مربعًا، ومن هنا جاءت جملة ابن 60 كلب للتعبير عن الغضب من شخص ما، وبعد ذلك يبدو أن الكلب كبر فأصبح يقال: “ابن 60×70” لزيادة قوة السب والشتم.

  • عبارة تلت التلاتة كام:

بالرغم من أن تلت التلاتة عملية حسابية سهلة، إلا أن هذه العبارة غالبًا ما تقال لإثبات القوة، فيقال مثلًا: “أنا محدش يقدر يقول لي تلت التلاتة كام”، مع أن تلت التلاتة واحد بشكل بسيط جدًا، ولهذا أشك أن هذه العبارة ربما قيلت في ظروف غامضة لم يكن وقتها قد تم معرفة الرياضيات أو القسمة أو الكسور، وبالتالي كان معرفة الحل معضلة حقيقية، وإن من حق من يحلها أن يشعر بالتفرد، وربما يوصف بأنه اينشتاين عصره.

  • عبارة 1000 مبروك:

يستخدم الرقم 1000 في مناسبات سعيدة مثلًا في تقديم التهاني للزواج و النجاح، يقال: “ألف مبروك”، والغريب هنا أنه لا يمكن أن يقال: “100 مبروك” أو “200 مبروك”، كما يستخدم الرقم 1000 في الترحاب أيضًا فيقال: “يا 1000 أهلًا وسهلًا”، أو” يا 1000 خطوة عزيزة”، ويستخدم أيضًا في الشكر والتقدير فيقال: “1000 شكر”.

عبارة 1000 مبروك

عبارة 1000 مبروك

  • عبارة 10 على 10 أو 100 100:

تستخدم العبارة 10 على 10 لوصف جودة الشيء فيقال مثلًا: “الموضوع تم 10 على 10″، أو كله تمام 100 100، وهناك وصف آخر للتعبير عن صلاحية الجودة فيقال: “شاي في الخمسينة” أي 50% وهي تعني نصف كوب الشاي.

  • الرقم (5) كوحدة قياس فضفاضة:

أحيانًا يعني خمس دقائق انتظار، فيقال مثلًا: “استناني خمسة”، أو “خمسة وراجعلك”، ولوصف الاستراحة فيقال: “اقعد خمسة بس خذ نفسك”، ويقال للشخص المشدود عصبيًا إنه: “قاعد بيضرب أخماس في أسداس”، دليل على التفكير العميق والقيام بعمليات كثيرة في دقائق.

  • الرقم 7:

يدل على المجهود في الشيء، فيقال مثلًا: “كان دايخ عليك الـ 7 دوخات”، وتعني بذل مجهودًا في البحث، وأيضًا يستخدم الرقم 7 للتعبير عن النوم العميق فيقال مثلًا: “كان نايم في سابع نومه”.

  • الرقم 30 والأشياء عديمة الفائدة والمنفعة:

يستخدم الرقم 30 لوصف الشخص عديم المنفعة فيقال: “ده ملوش 30 لازمة”، أو يقال: “خروجة ملهاش 30 لازمة”.

الرقم 30 والأشياء عديمة الفائدة والمنفعة

الرقم 30 والأشياء عديمة الفائدة والمنفعة

  • الرقم 13 نذير شؤم:

يعتبر الكثير من المصريين، والأشخاص في الدول الاوربية أن الرقم 13 هو رمز التشاؤم والنحس، لدرجة قد تجد بعض الفنادق لا تحوي غرفًا تحمل هذا الرقم، وحتى أن الأمريكيين تخوفوا من فشل المكوك الفضائي أبوللو 13 في رحلته إلى القمر؛ لأنه فقط يحمل هذا الرقم، والعجيب أن أبوللو 13 قد تعرضت بالفعل لمشاكل كثيرة أثناء رحلتها وفشلت الرحلة؛ مما رسخ في المعتقدات الغربية التشاؤم من الرقم 13، ويقال إن سبب تشاؤم الأوربيين من هذا الرقم هو ارتباطه بـ (يهوذا الخائن)، الذي خان المسيح -عليه السلام- في قصة العشاء الاخير، حيث كان ترتيبه الثالث عشر من الأشخاص المدعوين، والحل الوحيد لدينا للتخلص من فوبيا الرقم 13، هو الثقة بالله والإيمان بقضائه وقدره.

وختامًا عزيزي القارئ، تناولنا عدة أرقام لها دلالات في العامية المصرية، التي يوجد لبعضها أصول قديمة ترجع للحضارة الفرعونية القديمة.

اقرأ أيضًا: أمثال شعبية خطأ.. هل كتر السلام يقل المعرفة؟

كتبت: سحر علي.