لماذا يحتفل المسلمون بيوم عاشوراء؟.. تعرف على القصة الكاملة

يوم عاشوراء

يوم عاشوراء

لله سبحانه وتعالى في دهرنا أيام خاصة، وهي الأيام التي تظهر فيها نعمه أو نقمه، ويوم عاشوراء من تلك الأيام العظيمة، فإنه يوم عظيم بأحداثه وعظيم بفضله، فهو اليوم الذي نجّى الله تعالى فيه نبيه موسى -عليه السلام- وقومه الذين آمنوا به، وأهلك فيه فرعون وجنده، وقد أمر الله تعالى نبيه موسى -عليه السلام- بتذكير قومه بهذا اليوم العظيم، فقال سبحانه: “ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكّرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور”.

يوم عاشوراء:

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحرم، وهذا ما اتفقت عليه جماهير أهل العلم، ودليل ذلك ما ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ”، وهذا دلالة واضحة أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يصوم العاشر من محرم، وكان ينوي صيام التاسع مع العاشر رغبة منه في مخالفة اليهود، حيث كانوا يصومون اليوم العاشر فقط ويخصونه بالتعظيم.

يوم عاشوراء

اقرأ أيضًا: تعرف على 11 نية عند صيام يوم عاشوراء

سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم:

لفظ عاشوراء مأخوذ من (عاشر)، وهو اليوم العاشر من شهر محرم كما ذكرت، وهناك عدة أقوال لأهل العلم في سبب تسمية عاشوراء بهذا الاسم، نذكر منها:

  • أنه اليوم العاشر من مُحرم.
  • أنه يوم أكرم الله فيه عشرة أنبياء بعشر كرامات.
  • أنه عاشر كرامة أكرم الله سبحانه بها هذه الأمة.

والقول السائد عن سبب التسمية، هو أنه اليوم العاشر من شهر الله المحرم.

أهمية يوم عاشوراء وفضله:

يوم عاشوراء له شأن عظيم في قلوب المؤمنين، وهو من أيام الله المباركة، حيث يستعيد فيه المسلمون ذكرى نصرة الله تعالى لأنبيائه، ويستذكرون أنه اليوم الذي نجى الله -سبحانه- فيه موسى -عليه السلام- من فرعون وجنده، بعد أن شق الله البحر لموسى -عليه السلام-، وأغرق فرعون وهامان وجنودهما، وكف أذاهم عن موسى ومن آمن معه، في مشهد عظيم ومعجزة ربانية، تقوي الإيمان بالنصر والتمكين في قلوب الصابرين على دينهم، وقد كان موسى -عليه السلام- يصوم هذا اليوم اعترافًا بفصل الله، وشكرًا له -سبحانه- على نعمته وفضله، وكان أهل الكتاب أيضًا يعظمون هذا اليوم ويصومونه، حتى أن قريش كانت تصومه قبل الإسلام، وكان يومًا مباركًا عندهم لدرجة أنهم جعلوه ميقاتًا لتجديد استار الكعبة، وسبحان الله كأن الشرائع تتابعت على صيام هذا اليوم، والاعتراف بفضله ومكانته، وقد صامه نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- وأمر بصيامه قبل أنْ يُفرض صيام شهر رمضان.

أهمية يوم عاشوراء وفضله

وقد جاء في صحيح الإمام البخاري عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: كانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ”، وقد أخرج الإمام مسلم عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: “صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ”، وفي رواية مسلم أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لما قدم المدينة، رأى اليهود يصومون عاشوراء، فقال: “ما هذا؟” قالوا: “هذا يوم عظيم، نجى الله تعالى فيه موسى، فقال عليه الصلاة والسلام: “نحن أحق بموسى منكم”، وأمر بصيامه.

اقرأ أيضًا: العشر الأوائل من ذي الحجة.. أهم 10 صفقات فيها

ما يستحب عمله في يوم عاشوراء؟

يوم عاشوراء من أيام الله العظيمة، التي يتضاعف فيها الأجر والثواب، لذا يجب على كل مسلم في هذا اليوم أن يجتهد في أمور عدة، بهدف التقرب إلى الله تعالى، ومن هذه الأمور:

  • الصيام:

يستحب للمسلم صيام يوم عاشوراء، مع صيام يوم قبله، أو يوم بعده، لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: “لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ”، وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- أن هناك ثلاث مراتب لصيام يوم عاشوراء، أفضلها وأكملها صيام أيام التاسع والعاشر والحادي عشر من محرم، ثم يمكن في المرتبة الثانية صيام التاسع والعاشر، ثمّ في المرتبة الثالثة صيام العاشر فقط، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كراهة إفراد عاشوراء بالصيام.

  • التوسعة على أهل البيت:

لأن يوم عاشوراء مناسبة مباركة، يتم إحياؤها بالعبادات وسائر الطاعات، يستحب للمسلم في هذا اليوم التوسعة على الأهل والأرحام والفقراء.

  • التقرب إلى الله بفعل الطاعات:

يستحب الإكثار من الطاعات في يوم عاشوراء مثل: الصدقة، وبر الوالدين، ومساعدة المحتاجين، وصلة الأرحام، وقراءة القرآن، وذكر الله تعالى، وغيرها من الطاعات تقربًا إلى الله تعالى، لننال رضاه ونفوز بالأجر والثواب.

اقرأ أيضًا: العشر من ذي الحجة.. دليلك لأفضل الأعمال المستحبة فيها

أحداث تاريخية وقعت في يوم عاشوراء:

ارتبط يوم عاشوراء بأحداث هامة في التاريخ الإسلامي، ومن أهمها:

  • غزوة ذات الرقاع في عام 5 هـ:

غزوة ذات الرقاع، التي خرج فيها النبي -عليه الصلاة والسلام- مع أصحابه إلى نجد؛ لقتال بني محارب وبنو ثعلبة من قبيلة غطفان، لما بلغه -صلى الله عليه وسلم- أنهم يجمعون الجموع له.

غزوة ذات الرقاع
  • معركة كربلاء في عام 61 هـ:

حدثت معركة كربلاء بين الإمام الحسين بن علي حفيد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وجيش يزيد بن معاوية، التي كان من نتيجتها مقتل الحسين وأهل بيته وأصحابه، ولهذا فهو يوم حزين عند الشيعة، يصرخون فيه ويلطمون ويضربون أنفسهم بالسلاسل الحديدية؛ حزنًا على الإمام الحسين رضي -الله عنه- وعقابًا لهم؛ لاعتقادهم بأنهم لم ينصروا الحسين في المعركة.

  • نهاية الخلافة الفاطمية في عام 561 هـ:

قام صلاح الدين الأيوبي بقطع الخطبة التي كان يلقيها الخليفة الفاطمي بالقاهرة، والدعاء للخليفة العباسي (المستضيء)؛ معلنًا بذلك نهاية الخلافة الفاطمية.

وختامًا عزيزي القارئ تناولنا يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وفضله، والأعمال المستحبة فيه، وبعض الأحداث التاريخية الهامة التي وقعت في هذا اليوم؛ مما جعلته يومًا سعيدًا عند اليهود، وحزينًا عند الشيعة، ومباركًا عند المسلمين.

اقرأ أيضًا: 10 دروس من الهجرة النبوية في العام الهجري الجديد

كتبت: سحر علي.