تخيل يا صديقي أنك في عام 2014 كان لديك 700 ألف جنيه، وجاء شخص ليقول لك: “ما رأيك في استثمار هذا المال؟”، ففكرت قليلًا وقلت: “إنني أمام طريقين، أما أن أستثمر هذا المال في أحد الاستثمارات الآمنة وأقوم بأخذ المخاطرة وأتحلى بالشجاعة، أو أؤثر السلامة واحتفظ بهذا المال في منزلي أو أضعه في البنك”، وفي هذا المقال سوف نتعرف على قيمة الاستثمار بعد عشر سنين من بدايته أو عدمه، لنأخذ العبرة من تاريخ قريب لنبني به مستقبل أيضًا قريب.

لماذا علينا الاستثمار؟

أولًا أيها القارئ يجب عليك أن تعرف أن تلك النقود المطبوعة بين يديك قيمتها تتناقص بشكل مستمر وبدرجات متفاوتة، حسب ما تحمل من عملة تنتمي لأي دولة، لكن بشكل عام فجميع عملات العالم تتناقص ويأكلها التضخم، وهذا بعد أن فكت الولايات المتحدة الأمريكية الارتباط بين عملتها (التي كانت ولا تزال عملة عالمية ودولية مقبولة لدى جميع دول العالم)، وبين الذهب عام 1971، وهنا ظهر وحش التضخم الذي يأكل سنويًا جزءًا غير قليل من مدخرات العالم، وأصبح البديل المعقول والآمن لمحاربة هذا التضخم والاحتفاظ بقيمة النقود كما هي، هو الاستثمارات الآمنة إما في الذهب أو العقار أو الأسهم.

لماذا علينا الاستثمار؟

لماذا علينا الاستثمار؟

اقرأ أيضًا: الادخار أم الاستثمار.. أيهما يضمن لك مستقبلًا ماليًا مستقرًا؟

700 ألف جنيه عام 2014 لو قمت بشراء مئة ألف دولار بهذا المبلغ؛ لأصبح المبلغ الآن في عام 2024 ما يقارب الخمسة ملايين جنيه، ولو اشتريت به ذهبًا كنت ستشتري ما يقرب من ثلاثة كيلو ذهب يتراوح ثمنه الآن أكثر من سبعة ملايين جنيه، ولو اشتريت به عقارًا وهذا عن تجربة شاهدتها بعيني لصديق اشترى بهذا المبلغ ثلاث شقق، وقام بتوضيبهم ثم تأجيرهم الآن بعد عشر سنوات ثمن الثلاث شقق يتعدى الخمسة ملايين جنيه، وحصل على عائد من الإيجار ما يقارب مليونًا ومائتين وخمسين ألف جنيه، هذا بخلاف لو دفع المستثمر تلك النقود في حجز فيلا أو شاليه في إحدى قرى الساحل الشمالي وأكمل بقية الأقساط، فسيكون اليوم لديه عقار يتعدى العشرة ملايين جنيه على أقل تقدير.

الاحتمال الثاني عدم الدخول في أي استثمار:

لو لم تستثمر الـ 700 ألف جنيه، وتركتهم في المنزل من عشرة سنين، فإن قيمتهم الآن لا تتجاوز الـ 14 الف دولار، أو 230 جرام ذهب، ولا يصلح هذا المبلغ لشراء أية شقة، بل ربما لا يصلح لدفعه كمقدم لأية شقة حاليًا.

الاحتمال الثاني عدم الدخول في أي استثمار

الاحتمال الثاني عدم الدخول في أي استثمار

استثمارات البنوك:

لو أننا وضعنا تلك النقود في البنك كودائع فلن تتجاوز الآن مليونًا ونصف المليون، لتغير معدل الفائدة طيلة تلك الفترة، وتكون خسرت على الأقل ثلاثة مليون ونصف لو أنك استثمرت مدخراتك في وعاء آمن.

استثمارات البنوك

استثمارات البنوك

لهذا فلم يعد الاستثمار ترفًا بل هو ضرورة تمليها عليك الحياة وظروف الاقتصاد العالمي والمحلي، فاستثمر أيها القارئ الكريم أىة مدخرات لديك بصورة آمنة ومضمونة، وأهم نوع استثمار هو  أن تستثمر في نفسك وتتعلم بنفسك طرقه الآمنة، ولا تعط أموالك وحياتك لشخص آخر يقودها لمصلحته الشخصية.

اقرأ أيضًا: كيف يمكنك الاستثمار في البورصة المصرية وتحقيق الربح؟

كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.