“سيبني يا حبيبي خلاص” كانت هذه آخر كلمات ترددت على لسان الشهيد الشاب الفلسطيني محمد بهار المصاب بمتلازمة داون، الذي قتلته كلاب قوات الاحتلال الإسرائيلي في مشهد بشع وبالغ القسوة والوحشية أمام أعين والدته وإخوانه، هذه الكلمات وهذا المشهد فضلًا عن تأكيده جرائم جنود الاحتلال الإسرائيلي وكلابهم، إلا أنه أثار التساؤلات حول متلازمة داون وأسبابها وأعراضها، التي سنتناولها في السطور التالية.
ما متلازمة داون؟
تعرف متلازمة داون أو (Down Syndrome)، بأنها اضطراب جيني يحدث نتيجة خلل في انقسام الكروموسوم 21، مما ينتج عنه أن يكون لدى المصابين بهذه المتلازمة نسخة إضافية كاملة أو جزئية من الكروموسوم، ويؤثر ذلك بطرق مختلفة على المصابين، ولكن هناك بعض السمات البدنية المشتركة بينهم، مثل الأنوف المسطحة، والآذان الصغيرة، بالإضافة إلى صعوبات في التعلم، والكلام، والمشي، وعدم القدرة على الاعتماد على أنفسهم.
اقرأ أيضًا: الحزن الذي يكسر القلوب.. أبرز أعراض متلازمة القلب المنكسر
أعراض متلازمة داون عند الأطفال:
تؤثر المتلازمة على المصابين بها معرفيًا، وسلوكيًا، وجسديًا، ويمكن بيان كل منها كما يأتي:
الأعراض الجسدية:
يمكن الكشف عن أعراض المتلازمة من خلال بعض الملامح الجسدية المميزة التي تظهر على الطفل، وأهم هذه الملامح ما يأتي:
- صغر الأذنين مع انثنائها قليلًا من الأعلى.
- ضعف في العضلات، وصعوبة في التحكم في الرأس والتغذية، مع مرونة في المفاصل.
- بروز اللسان.
- عيون غريبة تأخذ الشكل اللوزي، وتكون ذات شكل مختلف عن بقية الأفراد من العائلة.
- تسطح الوجه، وخاصة عند منطقة الأنف.
- قصر القامة والرقبة.
- صغر حجم الرأس، مع أيدي وأقدام صغيرة أحيانًا.
- تأخر النمو الجسدي لدى بعض المصابين.
- وجود خط أو طية أفقية واحدة تمتد عبر كف اليد، ويعتبر أحد العلامات الجسدية المميزة لدى بعض المصابين بالمتلازمة، حيث إن الإنسان الطبيعي يمتلك ثلاثة خطوط أفقية في راحة اليد، بينما مع مصابي المتلازمة فإن هذه الخطوط الأفقية في راحة اليد تندمج معًا لتشكل خطًا أفقيًا واحدًا أثناء نموهم في الرحم.
الأعراض الذهنية والإدراكية:
الضعف المعرفي والإدراكي أمران شائعان لدى الأشخاص المصابين بالمتلازمة، حيث تكون القدرات العقلية والذهنية بين المصابين بهذه المتلازمة من الخفيفة إلى المتوسطة، وأهم هذه الأعراض والمشاكل الذهنية والإدراكية ما يلي:
- بطء التعلم.
- إظهار سلوك اندفاعي.
- تأخر الكلام وتطوير اللغة.
- ضعف القدرة على الحكم أو التصرف بشكل صحيح وصائب.
- ضعف التركيز.
ويجب التذكير هنا بأن الأطفال المصابين بالمتلازمة الذين يتلقون عناية ومساعدة على النطق والكلام منذ الصغر، يستطيعون التواصل والكلام بشكل طبيعي.
علاج متلازمة داون:
من المؤسف القول بأنه لم يتم معرفة العلاج الشافي من متلازمة داون، ولكن يكمن العلاج من المتلازمة حتى الآن في إمكانية التعامل مع الاضطرابات التي تحدث لدى المصاب بالمتلازمة كأي فرد آخر ومحاولة علاجها، وينصح الأطباء بضرورة توفير الرعاية الطبية والاهتمام بالمصاب وعرضه على المختصين بمختلف تخصصاتهم من أطباء متخصصين، ومعلمين، وأخصائيين النطق، والمعالجين الفيزيائيين، والأخصائيين الاجتماعيين، ومن الممكن بل من الضروري أن يلتحق الأطفال المصابون بهذه المتلازمة بمدارس متخصصة للحصول على الدعم التعليمي، وتعزيز المهارات اللغوية والعلمية لديهم، وتجهيزهم للمساهمة بدور فعال في المجتمع.
كيف تتعامل مع مصاب متلازمة داون؟
هناك بعض النصائح والإرشادات التي يجب للأهل والمقربين معرفتها؛ ليسهل عليهم التعامل مع الطفل أو الشخص المصاب بمتلازمة داون، وأهمها:
- محاولة التوضيح للطفل كيفية القيام بشيء ما بطريقة عملية، وعدم الاكتفاء بتقديم التعليمات لهم شفهيًا.
- التحدث مع المصاب بهدوء وبوضوح، حتى يتمكن من التعلم بشكل أفضل وأسرع.
- القيام بمدح الطفل عند تعلمه شيئًا جديدًا، ومكافأته بهدية أو قطعة حلوى.
- تخصيص وقت لقراءة الكتب والقصص للطفل المصاب، واللعب معه.
- المتابعة الدائمة، وملاحظة التغييرات التي قد تطرأ على مزاج الطفل أو سلوكه.
- استخدام لغة ملائمة وغير مهينة عند التحدث مع الطفل.
- تنظيم روتين يومي للطفل المصاب ليشعر بالاستقرار، مثل ضبط وقت محدد للاستيقاظ، وتناول الوجبات.
- تشجيع الطفل المصاب على ممارسة الأنشطة المناسبة لعمره، واكتشاف مواهبه وتنميتها.
- تشجيع الطفل على الاستقلالية، ودعمه لتدبير أموره بنفسه مثل نظافته الشخصية وارتداء ملابسه.
- المتابعة الصحية والطبية لاكتشاف أي مضاعفات خاصة بالمرض، وعلاجها قبل تطورها.
وختامًا عزيزي القارئ، تناولنا متلازمة داون وأسبابها وأعراضها وعلاجها، وكيفية التعامل مع المصاب بها.
اقرأ أيضًا: متلازمة الشخص المتصلب.. من الأعراض إلى البحث عن العلاج
كتبت: سحر علي.
