الكلمة هي أساس كل شيء وبدايته، الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، ومن هنا جاءت أهمية الحوار أو النقاش البناء، بمعنى أن تكون كلماتك هادفة، موضوعية، مركزة، بعيدة عن أي شكل من أشكال السخرية أو التهكم، تعال معي عزيزي القارئ في السطور القليلة القادمة لنتعرف على مفهومه وشروطه وكيفيته.
مفهوم النقاش البناء:
النقاش البناء هو الحوار الذي يكون له هدف وراء إجرائه ويكون هدفًا حقيقيًا نافعًا، تصل من خلاله إلى تحقيق نتائج إيجابية، ويجب فيه احترام كل الأطراف لبعضها، ويكون الحوار هادئًا بعيدًا عن أي اسقاطات أو تلميحات أو إيحاءات، أو أية ألفاظ مهينة أو جارحة أو خادشة للحياء، ويقوم جميع المتحاورين فيه بتقديم ما لديهم من حجج وبراهين دون تكذيب الطرف الآخر، أو توجيه الاتهامات له، وذلك حتى تكون المحصلة النهائية من النقاش هي الوصول إلى النتيجة المنشودة منه، واقتناع بعض الأطراف بضرورة التخلي عن بعض آرائها أو قناعاتها حول مسألة معينة، كانت لديها تجاهها أفكار خاطئة أو مغلوطة أو غير منطقية.
مفهوم النقاش البناء
اقرأ أيضًا: أنماط التفكير غير المنطقية.. كيف تتغلب على أخطاء التفكير وتحسن صحتك النفسية؟
ما النقاش البناء وأهم أشكاله؟
النقاش أو الحوار هو شكل من أشكال التواصل اللفظي بين شخصين أو أكثر، ووسيلة التفاهم على مستوى كل من الأفراد والشعوب، وهو أيضًا طريقة للدعوة إلى الأديان، فضلًا عن أنه من أهم السمات التي تتميز بها الحضارات المختلفة، والنقاش أو الحوار عادة ما يتناول موضوعًا معينا، أو وجهات نظر مختلفة، أو حتى همومًا شخصية كما يحدث في الحوار بين الأصدقاء.
ما النقاش البناء وأهم أشكاله؟
وقد يأخذ النقاش طابعًا رسميًا عندما يكون ضمن أماكن تعليمية كالمحاضرات في الجامعات مثلًا، أو الخطابات السياسية المحلية والدولية، ويكون هذا النوع من الحوار من طرف واحد، حيث يتكلم شخص واحد فقط، وهناك شكل آخر من أشكال الحوار يعتمد على الإيماءات مثل الحوار بين الأم وطفلها قبل وصوله لمرحلة النطق.
شروط النقاش البناء:
النقاش البناء له عدة شروط، يمكن توضيحها فيما يلي:
- البحث عن أرضية مشتركة يجتمع عندها المتحاورون كاللغة مثلًا، مع توفر الحقائق الموضوعية لدى كل طرف لتوضيح وجهة نظره.
- استعداد الأطراف للحوار وليس للمبارزة الشخصية، فالهدف الرئيسي هو التفاعل والوصول إلى نتائج إيجابية بعيدًا عن أي وجهات نظر شخصية، أو إظهار تفوق أشخاص ومقدرتهم دون غيرهم.
- الاستماع الجيد للطرف الآخر دون مقاطعته، أو إظهار عدم الرغبة في سماعه عن طريق التأفف والتبرم، أو التعبير بلغة الجسد بطريقة غير لائقة خالية من آداب الاستماع.
- عدم توجيه الاتهامات للطرف الآخر، أو الأطراف الأخرى المتحاورة.
شروط النقاش البناء
- تجنب بدء الحوار بكلمات مثل (من المفروض عليك)، أو (لزامًا عليك)؛ لأنها تنهي الحوار وتقطعه من بدايته؛ لأن هذه العبارات تحمل نبرة التحكم والاستعلاء.
- التمتع بالمرونة التي توجب على المتحاورين، وتقبل حقائق جديدة كانوا يعتقدون إنها نهائية أو غير قابلة للنقاش.
- التخلص من الأحقاد التي قد توجد بين المتحاورين حتى تتحقق الأريحية في الحوار، ويبتعد عن السلبية المتوقعة؛ بسبب كراهية الشخص الذي نتحاور معه، فيعتقد أن الحوار فرصة للانتقام من مواقف شخصية سابقة.
- التزام الهدوء وعدم الانفعال مطلقًا؛ لأن السلوك العصبي يؤدي إلى ضياع الحقائق الإيجابية التي يمتلكها المتحاورون، ويؤخر الوصول للأهداف المرجوة من النقاش.
وختامًا عزيزي القارئ تناولنا مفهوم النقاش البناء وكيفيته، وأهم شروطه، وكما قال رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”، هذا هو النقاش البناء بكل بساطة.
اقرأ أيضًا: النقاش الصحي..ثقافة فقدت فهدم المجتمع
كتبت: سحر علي.
