هل تعلم أن هناك نوعًا من البكتيريا يمكنه مقاومة جميع أنواع المضادات الحيوية؟ تُعرف هذه البكتيريا باسم البكتيريا السوبر، وهي ليست مجرد خيال علمي بل واقع مرعب يتشكل في عالمنا اليوم، بدأت تظهر هذه الكائنات المجهرية الخطيرة نتيجة للحروب وتغيراتها البيئية، مما يجعلها أكثر شراسة وخطورة، كيف تؤثر الحروب على تطور هذه البكتيريا؟ ولماذا تشكل تهديدًا غير مسبوق للبشرية؟ انضم إلينا في هذا الاستكشاف المثير لعالم البكتيريا السوبر، واكتشف الحقائق المذهلة وراء هذا التهديد البيولوجي الخطير.

ماذا تعرف عن البكتيريا السوبر؟

كنا نشاهد في بعض أفلام الخيال العلمي، كيف تنشأ أنواع معينة من البكتيريا والفيروسات الغريبة بعد الحروب، وتشكل تهديدًا بيولوجيًا للمقيمين في المدينة أو البلد مكان الحرب، وللأسف الشديد لم يعد هذا خيالًا علميًا بل حقيقة مؤكدة، فالحروب تجعل البكتيريا تتحور داخل التربة وتغير من جيناتها وتركيبتها البنائية المعروفة، وينتج عنها تكون بكتيريا جديدة وغريبة، أطلقوا عليها اسم البكتريا السوبر، وهي أكثر شراسة وأخطر مما يتخيله أحد، هذه البكتيريا السوبر تهدد البشر بالأمراض الغريبة والتي ليس لها علاج؛ لأنها تكون مقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية المعروفة والموجودة حاليًا، وتفشل جميع العلاجات المتاحة في علاجها أو التخلص منها، وما يزيد من خطورتها أيضًا سرعتها الفائقة في التفشي والانتشار في جميع أنحاء العالم.

ماذا تعرف عن البكتيريا السوبر؟

ماذا تعرف عن البكتيريا السوبر؟

اقرأ أيضًا: فيروس كورونا jn.1.. هل هو متحور جديد مثير للقلق؟

أن هناك بكتيريا تسمى اسينيتوباكتر، وتعتبر من أشرس أنواع البكتيريا التي نواجهها، ظهرت بعد الغزو الأمريكي للعراق، حيث إن هذه البكتيريا كانت موجودة منذ زمن وعمرها أقدم من عمر الإنسان، بل إن معظم البكتيريا تكون كامنة وخاملة، ونتيجة لبعض الظروف البيئية تنشط وتتكون بشكل أشرس، وأن الحروب هي ما يجعلها أكثر شراسة بسبب استخدام الأسلحة التي تجعلها تغير من جيناتها في التربة وعلى البيئة، فتتسبب في خلق مقاومة شرسة لديها للمضادات الحيوية.

بكتيريا اسينيتوباكتر

بكتيريا اسينيتوباكتر

وقد قام الخبراء بعدة تحارب وأبحاث، حيث وجدوا أن المعادن الثقيلة الموجودة في الأسلحة والقنابل تترسب في التربة، ومن خلال حدوث بعض العمليات الكيميائية والبيولوجية المعقدة، تغير هذه البكتيريا في جيناتها؛ مما يجعلها لا تستجيب لأي مضادات حيوية أو علاجات، والخطورة أنها لا تظل في التربة فقط بل تنتقل إلى البشر، وتنتشر نتيجة حركة السفر المتزايدة من بلد إلى بلد خاصة في فترات الحروب، ونزوح الكثير من البشر من مكان إلى آخر.

تحليلات للمرضى القادمين من غزة:

بسبب الخوف من تفشي نوع من أنواع البكتيريا السوبر، فإن هناك بعض الفحوصات والتحليلات يتم عملها للمرضى القادمين من غزة أو من دول الصراعات، لمعرفة ما يحملونه من بكتيريا مختلفة، عن طريق عمل مسح شامل أو تحليلات خاصة لهم، لمعرفة إذا كان لديهم عدوى في الجروح، أو مشكلة في الجهاز التنفسي، قد تحتوي على بكتيريا من نوع مختلف، فإذا كانت غير موجودة في هذه البلد أو سريعة الانتشار، نقوم باتخاذ إجراءات لمكافحة العدوى من خلال إجراءات للعزل، وعلى سبيل المثال إذا كانت العدوى لمريض طرفه مقطوع، قد تكون البكتيريا غير موجودة، ولا تمثل خطورة ولا يستدعى القلق منها رغم خطورة حالته صحيًا وجسديًا، في حين قد يكون هناك جرح بسيط، لكنه يحمل بكتيريا شرسة أكثر خطورة وتشكل تهديدًا.

تحليلات للمرضى القادمين من غزة

تحليلات للمرضى القادمين من غزة

وفي إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية، ذكرت أنه في منطقة شرق المتوسط توفي حوالي مليون و100 ألف حالة نتيجة تسمم الدم البكتيري، الذي يؤثر على أعضاء الجسم ويؤدي إلى الوفاة، وهي أكثر ما نخشاه في حالات الوفاة التي تحدث نتيجة تسمم الدم.

الخلاصة، وبعيدًا عن أي تعقيدات علمية أو طبية، إذا كانت هذه البكتيريا السوبر لا تستجيب لأي نوع من أنواع العلاجات الدوائية، فهي حتمًا ستستجيب للعلاجات الإنسانية.

اقرأ أيضًا: تعرف على علاقة فيروس كورونا بتكون الجلطات وهل الأسبرين هو العلاج؟⁩

كتبت: سحر علي.