فرط الحركة وتشتت الانتباه

تُعتبر مشكلة فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) من أبرز الاضطرابات النفسية التي تؤثر على الأطفال والمراهقين، وقد تستمر حتى سن البلوغ، عبر السنوات تطور الفهم العلمي لهذه الحالة بشكل كبير؛ مما أدى إلى تحسين طرق التشخيص والعلاج، في هذا المقال سنستعرض رحلة هذا الاضطراب بين الماضي والحاضر، ونسلط الضوء على الأعراض، وسبل العلاج، وخطورة إهمال علاجه.

تعريف فرط الحركة وتشتت الانتباه:

فرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب نفسي يتميز بثلاثة أعراض رئيسية هي: فرط الحركة، تشتت الانتباه، والسلوك الاندفاعي، وتظهر هذه الأعراض بنسب متفاوتة بين الأفراد، مما يجعل كل حالة فريدة من نوعها.

تعريف فرط الحركة وتشتت الانتباه
تعريف فرط الحركة وتشتت الانتباه

اقرأ أيضًا: هل تعاني من اضطراب الأكل القهري؟.. إليك العلاج

أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه:

فرط الحركة:

  • عدم القدرة على البقاء جالسًا لفترات طويلة، خاصة في المواقف التي تتطلب الهدوء.
  • النشاط الزائد والمستمر، سواء في المنزل أو المدرسة.
  • التململ والحركة الدائمة، حتى عندما يكون الشخص جالسًا.

تشتت الانتباه:

  • صعوبة في التركيز على المهام اليومية أو الأنشطة الترفيهية.
  • النسيان المتكرر وفقدان الأشياء بشكل مستمر.
  • سهولة التشتت بالمؤثرات الخارجية، مثل الضوضاء أو الحركات.

السلوك الاندفاعي:

  • اتخاذ قرارات سريعة دون التفكير في العواقب.
  • مقاطعة الآخرين أثناء الحديث، والتحدث في غير دوره.
  • صعوبة في انتظار دوره في الألعاب أو الأنشطة الجماعية.
أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه
أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه

تاريخ حالة فرط الحركة وتشتت الانتباه:

في الماضي:

في السابق، كان يُنظر إلى الأطفال الذين يظهرون سلوكيات فرط الحركة أو تشتت الانتباه على أنهم كسالى أو مشاغبون، لم يكن هناك فهم علمي واضح لهذه الحالة، وكانت تُعزى إلى سوء التربية أو قلة الانضباط، حيث كان الأهل والمعلمون يلجأون إلى العقاب أو التوبيخ كوسيلة لتعديل السلوك، دون فائدة تذكر.

في الحاضر:

مع تطور الطب النفسي والبحث العلمي في القرن العشرين، بدأ الأطباء في التعرف عليها كحالة طبية تحتاج إلى تدخل متخصص، تم تطوير معايير تشخيصية دقيقة وأدوية فعالة، بالإضافة إلى أساليب علاجية متعددة تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمصابين.

سبل علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه:

العلاج الدوائي:

  • الأدوية المنبهة: مثل الريتالين والأديرال، التي تساعد على تحسين التركيز وتقليل فرط الحركة، من خلال تعديل توازن المواد الكيميائية في الدماغ.
  • الأدوية غير المنبهة: مثل الأتوموكسيتين، التي تستخدم عندما تكون الأدوية المنبهة غير فعالة، أو تسبب آثارًا جانبية غير مرغوب فيها.

العلاج السلوكي:

  • يهدف إلى تعديل السلوك من خلال تقنيات التعزيز الإيجابي، وتعلم كيفية إدارة الوقت وتنظيم المهام.
  • يشمل تدريب الأهل والمعلمين على التعامل مع الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه بشكل فعال.

العلاج النفسي:

تقديم الدعم النفسي للأفراد والأسر، للتعامل مع التحديات العاطفية والاجتماعية المرتبطة بالاضطراب.

العلاج المعرفي السلوكي (CBT):

لمساعدة المصابين على تطوير استراتيجيات فعالة للتحكم في الأعراض.

العلاج التعليمي:

  • تعديل المناهج الدراسية، وتوفير بيئة تعليمية داعمة تراعي احتياجات الأطفال المصابين بهذه الحالة.
  • تقديم الدعم الأكاديمي، من خلال برامج تعليمية متخصصة وتوظيف معلمين مدربين.

خطورة إهمال علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه:

تأثيرات على الأداء الأكاديمي:

  • يؤدي عدم العلاج إلى تراجع الأداء الأكاديمي، حيث يواجه الأطفال صعوبة في التركيز على الدروس والواجبات.
  • يمكن أن يؤدي الفشل الدراسي المتكرر إلى انخفاض الثقة بالنفس والشعور بالعجز.

تأثيرات على العلاقات الاجتماعية:

  • يواجه المصابون بهذه الحالة صعوبة في تكوين والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، بسبب سلوكهم الاندفاعي وصعوبة التركيز في المحادثات.
  • يمكن أن يؤدي العزل الاجتماعي إلى مشكلات نفسية مثل الاكتئاب والقلق.
خطورة إهمال علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه
خطورة إهمال علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه

زيادة خطر السلوكيات الخطرة:

  • الأطفال والمراهقون الذين لا يتلقون العلاج اللازم يكونون أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات خطرة، مثل تعاطي المخدرات أو القيادة المتهورة.
  • يمكن أن تؤدي هذه السلوكيات إلى مشكلات قانونية وصحية خطيرة.

التأثيرات النفسية:

  • إهمال العلاج يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، حيث يعاني المصابون من صعوبات مستمرة في الحياة اليومية.
  • يمكن أن يؤدي الشعور بالإحباط، وعدم القدرة على السيطرة على الأعراض إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد.

فرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب نفسي حقيقي يتطلب اهتمامًا وتشخيصًا دقيقًا وعلاجًا متكاملًا، من خلال التقدم العلمي والتطورات في مجال الطب النفسي، أصبح بالإمكان تحسين جودة الحياة للمصابين بهذا الاضطراب بشكل كبير، حيث إن إهمال علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه يمكن أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة تؤثر على جميع جوانب الحياة، لذا من المهم التوعية والتدخل المبكر لتقديم الدعم اللازم للأطفال والبالغين المصابين بهذا الاضطراب، وضمان مستقبل مشرق ومليء بالأمل.

اقرأ أيضًا: الحزن الذي يكسر القلوب.. أبرز أعراض متلازمة القلب المنكسر

كتبت: نهلة سمير.