شارع النبي دانيال في الإسكندرية يعتبر من أبرز المعالم في المدينة، حيث يوجد في بدايته معبد (إلياهو النبي) وهو أقدم وأشهر معابد اليهود في الإسكندرية، وفي منتصف الشارع تقع الكنيسة المرقسية، التي تعتبر أقدم كنيسة في مصر وأفريقيا، وفي نهايته يوجد مسجد النبي دانيال، الذي يكرم الشيخ محمد دانيال الموصلي، وسط هذا التنوع اختار عم حسين هذا المكان ليكون مقرًا لبيع الكتب المستعملة، وفي نهاية ما تراه عيناك تشاهد الأكشاك متراصة، والكتب متنوعة أيضًا.
شارع النبي دانيال في الإسكندرية:
الجيل الأول لبائعي الكتب في شارع النبي دانيال، عندما تستفسر من أصحاب أكشاك الكتب المستعملة المتقاربة في شارع النبي دانيال في الإسكندرية، حيث يتجاوز عددها الأربعين، وعن تاريخ هذه المهنة في الإسكندرية خاصة في هذا الشارع الذي توارثه عبر الأجيال، تشير جميع الأصابع إلى كشك الحج حسين (عند القهوة مباشرة سوف تجد اسمه مكتوبًا فوق فرشته، وهو الأصل في هذه المهنة هنا).
الجيل الثاني ومواكبة ظروف السوق، بدأ الموضوع بالجيل السابق مثل والدينا الحاج ذكي وأبو الحمد -رحمهما الله- والحاج حسين، ثم جاء دورنا لأبنائهم حيث ورثنا المهنة واشتغلنا بها، دعونا نتحدث بصراحة فليس الأمر حبًا في المهنة فقط، بل لو كان والدي ضابطًا لكنت أصبحت ضابطًا، ولو كان طبيبًا لخرجت طبيبًا، وكون والدي كاتبًا جعلني كاتبًا، لكن من يعمل في هذه المهنة فعلًا يحبها ولا يستطيع تركها، هكذا يعبر محمد أبو الحمد عن أسباب انخراطه في هذه المهنة.
اقرأ أيضًا: حكاية مكان.. شارع المعز رمز ثقافي وحضاري لمصر
تغير أسعار الكتب في شارع النبي دانيال:
مع مرور السنوات وتغير الزمن، تبدلت أسعار الكتب في شارع النبي دانيال في الإسكندرية التي كانت تتراوح في منتصف القرن الماضي بين المليم وعشرة قروش، ثم زادت إلى 10 جنيهات وثلاثين جنيهًا، أما الآن فقد تصل أسعار بعض الكتب والمراجع خصوصًا الأجنبية إلى مئات الجنيهات، ويتذكر أبوحمزة أحد بائعي الكتب الثلاثين عامًا التي قضاها في هذا المكان: “كنا نبيع الكتاب بعشرة أو عشرين جنيهًا، والآن أصبحت تتجاوز قيمتها الخمسين جنيهًا وأكثر، وبالإضافة إلى انتشار الدروس الخصوصية، مما جعلنا نبيع الكثير من الكتب الخارجية المستعملة حيث يحتاجها المدرسون في فصل الصيف للدروس”.
يعتبر شارع النبي دانيال في الإسكندرية بمثابة ملاذ لكافة عشاق القراءة والكتب، ويجمع هذا الشارع بين عبق التاريخ وثراء الثقافة، حيث يتميز بتنوع دور النشر والمكتبات التي تعرض مجموعة واسعة من العناوين القديمة والحديثة، حيث إن التجول بين أرفف الكتب في هذا الشارع لا يمثل فقط استكشافًا للمعرفة، بل هو أيضًا رحلة عبر الزمان تعكس الروح الأدبية للقاهرة.
اقرأ أيضًا: شارع الموسكي .. تاريخ أكبر سوق شعبي في مصر
كتبت: هناء مسعود.