الوسواس القهري يصنف كأبرز الاضطرابات النفسية التي تتسم بوجود أفكار مترددة إلى الذهن باستمرار والمعروفة بالوساوس الفكرية، التي تنعكس على هيئة سلوكيات قهرية لا شأن للإنسان بها، والذي يعاني منه الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من المشاعر القوية التي يتبين فيها عجزهم عن السيطرة على أفكارهم وسلوكياتهم؛ بسبب ما يتصف به هذا المرض في المجتمع العربي نتاج عدم الوعي به يؤدي إلى مسماه وصمة عار، مما يزيد من شراسة الأفكار نتاج الرفض الدائم لهؤلاء ومن ثم شعورهم بالخذلان والخزي الدائم، فلماذا يوصف بوصمة العار لصاحبها؟ وما أسبابها؟ نستعرض ذلك عبر حديثنا.

أسباب الوسواس القهري:

يعتبر الوسواس القهري من الحالات النفسية الشائعة التي لها ظروف فردية تتمثل في تبادر الأفكار المزعجة والصور غير المرغوب بها إلى الذهن، تتزامن مع ردات فعل الفرد التي تطرأ على شكل سلوكياته وبالكاد تسبب له حرجًا بالغًا مع الآخرين، ولكن لهذا صلة وثيقة بعوامل مختلفة قد تكون عوامل وراثية التي تساهم في حدوث طفرات جينية، وأيضًا العوامل البيئية التي تلعب دورًا أساسيًا في تكوين الإنسان النفسي والفكري حيال التعرض لضغوطات نفسية عصيبة أو تجارب مؤلمة ناتجة عن العنف الأسري أو التنشئة الاجتماعية، بالإضافة إلى خلل توازن النواقل الشعورية للهرمونات التي تعكس آلية عمل المخ بشكل سلبي، مما يسهم في تغير آليات النمط التفكيري نتاج هذا التأثير.

أسباب الوسواس القهري

أسباب الوسواس القهري

اقرأ أيضًا: الوسواس القهري اسبابه وطرق العلاج والوقاية 2022

تأثيرات الوسواس القهري:

إن مؤثراته ما هي إلا تبعيات للعوامل المسببة في تلك الحالة، والتي تحدث حيال تفاقم المرض وتأخر علاجه يؤدي إلى زيادة الأفكار الوسواسية بشكل مندفع ومتتالٍ، مما تحفز من حدوث اضطرابات سلوكية قهرية سواء كان قلقًا مفطرًا أو توترًا بالغًا يظهر حيال التفاعل الاجتماعي مع العلاقات الشخصية والعملية المساهمة في قلة حيلة الفرد على التركيز بالمعدل الطبيعي.

تأثيرات الوسواس القهري

تأثيرات الوسواس القهري

بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات الحديثة بإنه قد يوصل الوسواس الفرد بالميل إلى الانعزال ويصاحبه الشعور بالخجل والخزي؛ بسبب انعدام الوعي والفهم لدى الآخرين بهذا المرض الذي أصبح يسمى (القاتل الصامت)، لذا من الضروري التحري عن الطرق الوقائية المناسبة من تغيير نمط الحياة أو ممارسة الرياضة الضابطة للتوازن النفسي.

علاج الوسواس القهري:

إنه لمن الضروري البحث عن علاج الوسواسالذي يتوفر بكثرة وفقًا لآخر الدراسات العلمية، ويتنوع في مجموعة من الوسائل العلاجية باختلاف الطريقة وطريقة ملائمتها لكل فرد، ولكن يمكن أبرزها في:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT):

تلعب هذه الوسيلة دورًا حيويًا في تغيير أنماط التفكير والسلوك، من خلال استخدام نوعية من مثبطات استرداد السيروتونين (SSRIs) لتخفيف الأعراض.

علاج الوسواس القهري

علاج الوسواس القهري

  • الدعم النفسي والاجتماعي:

إن الدعم بصفة عام يهيئ بيئة صحية لمريض الوسواس بشكل مؤثر، حيث بها يقل ميول الفرد إلى الانعزال والوحدة مع تعزيز المزاج، فهي من الطرائق العلاجية المخففة من تأزم الاضطرابات.

في الختام، يتبين أن الوسواس القهري ليس مجرد اضطراب نفسي بل تحدٍ يواجه العديد من الأفراد، يمكن التغلب عليه من خلال التوعية المناسبة والدعم العلاجي الفعال، ومن الضروري أن ندرك أهمية تقديم المساندة للمصابين به بهذا الاضطراب النفسي؛ مما يسهم في تحسين جودة حياتهم وتخفيف معاناتهم.

اقرأ أيضًا: هل تعاني من الخوف من المرض؟.. قد تكون مصابًا بنوزوفوبيا

كتبت: جهاد محمد.