هل سمعت عن مرض شلل الأطفال الذي كان في يوم من الأيام يثير الرعب في قلوب الآباء حول العالم؟ هذا المرض الفيروسي الذي يمكن أن يحول حياة طفل بين ليلة وضحاها، له قصة مثيرة ومعقدة، كيف انتشر بشكل واسع؟ وكيف تمكنت الإنسانية من تقليل تأثيره إلى حد كبير؟ في هذا المقال سنكشف أسرار ذلك المرض شلل من تاريخه المظلم إلى الإنجازات الطبية التي حولته إلى جزء من الماضي.
ماذا تعرف عن مرض شلل الأطفال؟
شلل الأطفال مرض فيروسي حاد يسببه فيروس، قد ظهر وانتشر خلال القرن 19، حيث كان منتشرًا ومتوطئًا في العالم كله، وتسبب في إصابة الآلاف من الأطفال الرضع والصغار، وكان وباء مخيفًا وقاتلًا في بعض المناطق من دول العالم، ولكن خلال القرن العشرين تغير هذا الوضع تمامًا خاصةً في الدول المتطورة، حيث تحسنت فيها عوامل النظافة الشخصية والعامة، وأنشئت فيها شبكات خاصة بالصرف الصحي، حيث كانت مياه الصرف الصحي موطنًا أساسيًا لتواجد مرض شلل الأطفال، ولهذا قلت معدلات الإصابة بالمرض تدريجيًا.
اقرأ أيضًا: مرض شلل الأطفال وأهمية حملات التطعيم
أعراض مرض شلل الأطفال:
يمكن تقسيم أعراض مرض شلل الأطفال إلى ما يأتي:
أعراض شلل الأطفال غير المسببة للشلل:
قد يصاب بعض الأشخاص بأعراض فيروس شلل الأطفال بنوع من شلل الأطفال، ولكن لا يؤدي ذلك إلى إصابتهم بالشلل، والأعراض هنا عادةً هي نفس الأعراض الخفيفة المشابهة للإنفلونزا العادية، وتستمر لمدة 10 ايام، وهي:
- حمى أو ارتفاع كبير بدرجة الحرارة.
- وجع في الحلق.
- صداع وتنميل الرأس.
- التقيؤ.
- تعب وضعف عام.
- آلام في الظهر أو تصلب.
- آلام في الرقبة أو تصلبها.
- ألم أو تصلب في الذراعين أو الساقين.
- ضعف أو ألم في العضلات.
أعراض متلازمة الشلل:
هذه الأعراض أكثر خطورة من المرض؛ لأنها غالبًا تظهر العلامات والأعراض الأولية لشلل الأطفال، وهي:
- الحمى الشديدة.
- الصداع وألم بالرأس.
- فقدان ردود الفعل.
- آلام أو ضعف شديد في العضلات.
- ارتخاء وترهل الأطراف.
أعراض متلازمة ما بعد شلل الأطفال:
متلازمة ما بعد شلل الأطفال تُعرَّف بأنها مجموعة من العلامات والأعراض التي تسبب الإعاقة، والتي قد تؤثر على بعض الأشخاص خلال أو بعد عدة سنوات من الإصابة بشلل الأطفال، وهي:
- ضعف تدريجي وألم في العضلات أو المفاصل.
- التعب والضعف العام.
- هزال وارتخاء العضلات.
- مشاكل في التنفس أو البلع.
- اضطرابات في التنفس خاصة أثناء النوم.
- عدم القدرة على تحمل الطقس البارد.
أسباب وعوامل الخطر من الإصابة بمرض شلل الأطفال:
فيروس شلل الأطفال يمكن أن ينتقل من خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب بالفيروس، أو من خلال الطعام والماء الملوثين، كما يمكن أيضًا للأشخاص المصابين بالفيروس ولكن لم تظهر عليهم أعراض أن ينقلوا الفيروس للآخرين.
عوامل خطر الإصابة بشلل الأطفال:
مرض شلل الأطفال يؤثر بشكل رئيسي على الأطفال ذوي الأعمار الأقل من 5 سنوات، ومع ذلك فإن أي شخص لم يأخذ التطعيم الخاص بالمرض يكون معرضًا لخطر الإصابة.
مضاعفات شلل الأطفال:
يمكن تقسيم المضاعفات الخاصة بمرض شلل الأطفال إلى ما يأتي:
مضاعفات الإصابة بالمرض:
يمكن أن يؤدي شلل الأطفال إلى حدوث شلل عضلي مؤقت أو دائم، وإعاقة في الحركة، وتشوهات في شكل العظام، وقد يؤدي إلى الوفاة.
مضاعفات تلقي مصل أو تطعيم شلل الأطفال:
قد يتسبب لقاح شلل الأطفال في حدوث رد فعل تحسسي لدى بعض الأشخاص، نظرًا لاحتوائه على كميات ضئيلة من المضادات الحيوية، مثل:
- الستربتومايسين (Streptomycin).
- البوليميكسين ب (Polymyxin B).
- النيومايسين (Neomycin).
ولهذا لا يجب إعطاؤه لأي شخص لديه حساسية مع هذه الأدوية، وغالبًا علامات وأعراض رد الفعل التحسسي تحدث خلال دقائق أو ساعات قليلة بعد أخذ الحقنة، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- صعوبة في التنفس.
- ضعف عام.
- بحة في الصوت أو صفير.
- تسارع دقات القلب.
- قشعريرة ودوخة.
تشخيص شلل الأطفال:
يتعرف الأطباء بسهولة على مرض شلل الأطفال من خلال الأعراض السابق ذكرها، مثل: تصلب الرقبة والظهر، وصعوبة البلع والتنفس، ولتأكيد التشخيص قد يقوم الطبيب بإجراء فحص عينة من إفرازات الحلق أو البراز، أو السائل النخاعي المحيط بالمخ والحبل؛ للتحقق من الإصابة بفيروس شلل الأطفال.
علاج شلل الأطفال:
للأسف، لم يتم معرفة علاج لمرض شلل الأطفال حتى الآن، ولهذا يتم التركيز على ما يسمى بالعلاجات الداعمة لمنع المضاعفات، وتشمل العلاجات الداعمة ما يلي:
- مسكنات الآلام.
- أجهزة التنفس المحمولة للمساعدة على التنفس.
- جلسات العلاج الطبيعي للوقاية من تشوه وفقدان وظائف العضلات.
الوقاية من شلل الأطفال:
يعتبر أخذ التطعيم ضد مرض شلل الاطفال، هو الطريقة الأكثر فعالية وأمانًا للوقاية من المرض، ويتم التطعيم من خلال تلقي معظم الأطفال أربع جرعات من اللقاح في الأعمار الآتية:
- عمر شهرين.
- عمر أربعة أشهر.
- ما بين 6-18 شهرًا.
- ما بين سن 4-6 سنوات عند دخول الأطفال المدرسة.
ختامًا، يظل مرض شلل الأطفال مثالًا بارزًا على كيفية انتصار العلم والجهود الطبية المشتركة على الأوبئة، فمن خلال التطعيمات والوعي الصحي، تمكنا من تحويل هذا المرض من تهديد عالمي إلى ذكرى من الماضي، مما يبرز أهمية الاستمرار في جهود الوقاية لضمان عالم خالٍ من شلل الأطفال.
اقرأ أيضًا: تعرف على مرض الـ MS أو التصلب اللويحي المتعدد وكيفية العلاج بـ3 طرق
كتبت: سحر علي.