الانفصام العقلي.. كيف نواجه الفجوة بين الوهم والواقع؟

الانفصام العقلي

الانفصام العقلي

الانفصام العقلي (الشيزوفرينيا) أحد الاضطرابات النفسية المؤثرة على وظائف التفكير وآليات المشاعر العاطفية المرتبطة بالسلوك، كما يعتبر من الأمراض الرائدة في هذا العالم ضمن التحديات الشاقة للفرد المصاب به، مما يلزم التحلي بالإرادة والشجاعة للتغلب عليه نظير ما يعانيه الفرد من وجود انفصام داخلي بين الواقع الحقيقي ووعي الفرد، أي يُفصل لا إراديًا عن أرض الواقع بمحض الهلاوس والأوهام المسببة لهذا المرض، ليواجه صعوبة في التمييز بين الحقيقة والوهم، فإلى ماذا توصل العلم الحديث لعلاج هذا المرض؟ وهل سينتهي أم لا؟ دعونا نكتشف ذلك.

أسباب الانفصام العقلي:

يُعرف الانفصام العقلي بأنه حالة تغيب الفرد عن الواقع المتعايش فيه، وهذا يشير إلى وجود أسباب حتمية لها تأصل في حدة المرض الذي يسوء بمرور الوقت إن لم تُعالج تلك العوامل المسببة لها، ولكن كشفت تطورات العلم الحديث عن العامل الاجتماعي الذي يعتبر من أبرز العوامل المؤثرة بشكل كبير في كينونة الإنسان داخليًا وخارجيًا ما يطرأ على سلوكه وطريقة تفكيره وأيضًا طريقة التنشئة التي تربى عليها، وهذه التنشئة تقودنا إلى العامل البيئي المساهم في تكوين شخصية الفرد الظاهرة في سلوكياته خلال التعاملات اليومية، وكذلك أيضًا العامل الوراثي الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجينات التي تشكل هيئة الفرد من حيث الصفات والطباع وغيرها.

أسباب الانفصام العقلي

اقرأ أيضًا: الإجهاد العقلي عدو خفي يهدد عقولنا.. كيف نقاومه وننتصر؟

أعراض الانفصام العقلي:

“متى أدرك أن لدي انفصام عقلي؟” إن هذا السؤال يعتبر من الأسئلة التي تراود أفكار العامة من الناس بشأن هذا المرض الذي أصبح من أبرز الأمراض النفسية وأكثرها شيوعًا في هذا العصر، وتلك الأعراض تترسخ في بدايات الفرد للمراحل العمرية في حياته أحيانًا حيال سماعه لهواجس فكرية وكأن هناك شخصًا يتحدث معه، أو سماع أصوات وهمية وأيضًا حدوث هجمة دماغية خلال استرسال المخ لأفكار غير مألوفة وعنيفة ما يؤدي إلى هلاوس واضطرابات سلوكية.

أعراض الانفصام العقلي

تأثيرات الانفصام العقلي:

ينذر العلماء بخطر الاصابة بالانفصام الذي يُحدث خلل في توازن الفرد الصحي والفكري، والتي إن لم يتم اللحاق بها بمجرد ظهور الأعراض فإن ذلك يقودنا إلى تأثيرات حادة تتمثل في عدام قدرة الفرد على التفاعل مع المحيط به، وعطل سير حياته المؤثرة على أنشطته الاجتماعي والعملية، حيث يجعل هذا المرض الفرد منهكا فكريًا وصحيًا نتيجة للهلاوس الفكرية والضلالات بفضل اضطراب آليات المخ خلال أدائها للوظائف الحيوية.

علاج الانفصام العقلي:

تم الكشف عن وسائل وقائية حديثة للانفصام بفعل تطورات العصر الراهن بعيدة كل البعد عن طرق العلاج التقليدية غير الفعالة مع بعض الحالات، وهذه الوسائل الوقائية من الاستراتيجيات الناجحة بفضل التجارب العلمية التي أثبتت صحة فعاليتها للتعافي من هذا المرض اللعين، وتتضمن تلك الوسائل ما يلي:

علاج الانفصام العقلي

  • الأدوية المضادة للذهان: يعتبر من أقوى الأدوية المتناولة عبر الفم للقضاء على الآثار الجانبية والضلالات الفكرية.
  • العلاج السلوكي المعرفي: تعد من الطرق المثالية المساعدة في فهم الفرد لأفكاره ومشاعره المضطربة حتى يتمكن من التعامل معها.
  • الدعم الاجتماعي: إن توفير الدعم من قبل المحيطين من الطرق الفعالة في تحسين نفسية الفرد.
  • العلاج بالتنويم المغناطيسي: لا يزال تحت الدراسة ولكن يساهم في التخفيف من حدة الأعراض مريض الانفصام.

ولكن من المهم أن يتم تقديم الدعم المصابين بالانفصام العقلي من جانب المحيطين بهم، وهذا يأتي الوعي والمعرفة بهذا المرض الذي أصبح بمثابة وصمة عار لصاحبها، ولكن بفضل تقدم العصر الحالي أصبح بإمكان أولئك الأفراد الحصول على مستوى صحي مقبول من الحياة.

اقرأ أيضًا: اكتشف الآثار الضارة للتفكير الزائد على صحتك العقلية وطرق التغلب عليها

كتبت: جهاد محمد.

جهاد محمد: جهاد محمد البلتاجي، تخرجت من كلية الآداب جامعة القاهرة، خبرة عامين في الكتابة والترجمة بالمجال الطبي والعام، وأيضًا في الأخبار.