لكل شيء يباع في العالم سوق، ولكل منتج عدة أسواق تتقسم حسب جودة ومتانة وصانع هذا المنتج، فهناك في الصين على سبيل المثال مدن وأسواق السلع الفاخرة ومولات متخصصة في تقليد الماركات العالمية بشكل مذهل ويطلق عليها هاي كوبي أي عالية التقليد، فلا يكاد يعرف الفرق إلا ذو الخبرة المتمرس بين تلك المنتجات والمنتجات الأصلية ذات الماركات العالمية، لكننا لن نتحدث اليوم عن المنتجات المقلدة وأسواقها بل سنتحدث عن الأصلي والمنتجات الفاخرة.
ماذا تعرف عن السلع الفاخرة؟
السلع الفاخرة، يطلق هذا المسمى في أغلب الأوقات على السلع غير الأساسية أية سلع الرفاهية والكماليات، وهي تختص ببعض الأشخاص الذين يفضلون حياة الرفاهية والبذخ والتميز عن بقية أقرانهم، لهذا يحاولون استخدام وارتداء منتجات عالية الثمن والقيمة لا يشاركهم فيها أغلب الناس ليشعروا بالفخامة والتميز، مع أن الساعة ذات العشرة دولارات تخبرك بالوقت مثل الساعة الرولكس ذات المليون دولار، لكن الأمر هنا لا يتعلق بمعرفة الوقت بل تعدت إلى أنك ترتدي قطعة فنية أو سوارًا مصنوعًا من الذهب ومرصع بالألماس.
اقرأ أيضًا: التسويق الإلكتروني.. خطوات أساسية لتحقيق النجاح في العصر الرقمي
إحصائيات بيع السلع الفاخرة:
قد تظن أن أسواق المنتجات الفاخرة صغيرة الحجم أو قليلة الزبائن، لكن الإحصائيات التالية ستصدمك:
- باعت سويسرا في عام 2023 ساعات فاخرة مقدارها 17 مليون ساعة فاخرة، تمثل قيمتها أكثر من 30 مليار دولار فقط، أي ساعات فاخرة بخمسة أضعاف دخل قناة السويس في عام 2022، وبنصف جميع صادرات مصر من جميع المنتجات السياحية والزراعة والصناعية والغاز.
- مبيعات شركة رولكس للساعات بمفردها تخطت 11 مليار دولار.
ما أشهر الشركات التي تسيطر على صناعة الساعات؟
هناك 700 شركة في سويسرا لصناعة الساعات تسيطر أربعة منها على أكثر من نصف حجم المبيعات والتصدير إلى جميع دول العالم، وهذه الشركات هي (رولكس، أوميجا، كارتير، باتك)، وتلك الشركات والمصانع استطاعت أن تحفر في أذهان الكثيرين أن الوقت والفخامة مرادف لكلمة سويسرا، فهي بلد الساعات والبنوك والشيكولاتة الفاخرة، إنها بلد الفخامة والرفاهية والسلع الفاخرة، هكذا نجح المصنع السويسري أن يحول منتجاته من مجرد منتج قابل للمنافسة ويحدده ثمنه في مدى قبول المستهلكين أو رفضهم له، إلى منتج لا ينافس يحدد صانعه ثمنه كما يهوى ويحب.
إنه يبيع قطعة فنية أو قطعة أثرية لا تقيم بحجم الجلد أو المعدن الموجود بها، بل تقيم بمجهود وحرفية وبراعة الصانع، إنهم يقلدون المصري القديم الذي حول الحجر إلى معجزات من الفن الذي قهر الزمن، وما زال يعيش فاستحق أن يوزن الحجر بالماس والذهب، وتجارة السلع الفاخرة هي ما جعلت الملياردير برنارد يعتلي عرش أغنى أغنياء العالم متفوقًا على عمالقة التقنية والبترول والعقارات.
إن عالم السلع الفاخرة كنز لكل من يقترب منه ويتعامل فيه، سواء كان مصنعًا أو تاجرًا أو مسوقًا، فإنه أحد أبواب الثراء المعلنة.
اقرأ أيضًا: كيف تحقق شركات اليوني كورن نجاح تجاري باهر في مجال الاعمال؟
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.