تخيل أنك تستيقظ صباحًا لتجد نصف وجهك مشلولًا وغير قادر على الحركة، هذه هي الحقيقة المزعجة التي يواجهها من يصابون بالعصب السابع، المسئول عن حركات عضلات الوجه والتعبيرات، وأي التهاب فيه يمكن أن يقلب حياة الشخص رأسًا على عقب، في هذا المقال سنكشف خفايا هذا المرض الغامض، من أسبابه وأعراضه إلى أفضل طرائق العلاج المتاحة، وستتعرف على كيفية التعامل مع هذه الحالة والتغلب على التحديات التي تفرضها، لتستعيد حياتك الطبيعية بكل ثقة.
ما تعريف العصب السابع؟
العصب السابع المعروف بالعصب الوجهي (Facial Nerve)، يطلق عليه أيضًا اسم شلل بيل (Bell’s palsy)، أو شلل الوجه النصفي، وهو أحد الأعصاب الاثني عشر التي تخرج من الدماغ، وهو عصب حسي وحركي، جزء منه يساعد على الإحساس وجزء آخر يساعد على الحركة، وهذا العصب يحتوي على 7000 ليفة عصبية، وكل ليفة منهم تحمل الإشارات الكهربائية إلى عضلة معينة بالوجه، لتجعل الشخص يعبس أو يبتسم، ولهذا فإن هذا العصب هو المسئول عن التعابير المختلفة بالوجه، لذا أطلق عليه بعض العلماء اسم عصب التعابير الوجهية.
إن الإرهاق الشديد قد يكون أحد أسباب التعرض للإصابة بهذا المرض، والضغط العصبي أيضًا من هذه الأسباب، حيث إنه يقلل المناعة ويجعل الشخص عرضة للتأثيرات الخارجية والإصابة ببعض الفيروسات، فالإجهاد العام سواء كان من العمل الشديد أو السهر وعدم النوم فترات كافية أو الزعل الشديد، كلها عوامل وأسباب للإصابة بمرض التهاب العصب السابع.
اقرأ أيضًا: هل تعاني بصمت؟.. تعرف على مرض السيلياك وأسبابه الخفية
أعراض التهاب العصب السابع:
يجب التوضيح أن أعراض هذا المرض تظهر بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، ومن أهم أعراضه ما يلي:
- ظهور ضعف خفيف يزداد بالتدريج حتي يصل إلى شلل كامل في جانب واحد من الوجه.
- تدلي الوجه وصعوبة إظهار التعابير الوجهية مثل: الابتسامة وإغلاق العينين.
- سيلان اللُّعاب (Drooling).
- الشعور بألم حول الفك، أو حول الأذن وداخلها، ويكون ذلك في الجانب المُصاب بالشلل.
- زيادة الحساسية للأصوات في الجانب المصاب بالشلل.
- الصداع الشديد.
- ضعف في حاسة التذوق.
- حدوث زيادة في كمية اللُّعاب وكمية الدمع.
- صعوبة إغلاق جفن العين في جانب الوجه المُصاب، وهذا يسبب جفاف العين وحساسيتها.
مضاعفات التهاب العصب السابع:
في معظم حالات هذا المرض، يتم التعافي دون مضاعفات، ومع ذلك في بعض الحالات الحادة قد تحدث بعض المضاعفات، ومنها:
- حدوث ضرر في العصب السابع وتلفه.
- حدوث جفاف شديد في العين، وقد يؤدي إلى حدوث عدوى في العين، أو إصابتها بالتقرحات أو العمى.
- حدوث ما يعرف بالتزامن أو الالتحام (Synkinesis)، ويعني ذلك حدوث حركة لا إرادية في جزء من الجسم عند تحريك جزء آخر، مثل انغلاق جفن العين عند التبسم.
علاج التهاب العصب السابع:
أولًا العلاج الدوائي:
تجدر الإشارة إلى أن معظم المصابين به يتم شفاؤهم خلال شهر أو شهرين من الإصابة بالالتهاب، خاصة لو كانت الحالة خفيفة، ويمكن تناول بعض الأدوية لتسريع العلاج، أو للتخفيف من حدة الأعراض التي تظهر على المصاب، ومن هذه الأدوية:
- دواء بريدنيزولون (Prednisolone)، يؤخذ هذا الدواء لمدة عشرة أيام في الغالب، حيث يعمل على التقليل من إفراز بعض المواد التي تقلل من حدوث الالتهاب، وتسريع علاج العصب المُصاب، ثم يقوم الطبيب بتخفيف جرعة الدواء تدريجيًا حتى نهاية الفترة العلاجية، وذلك لمنع ظهور الأعراض الانسحابية على المريض مثل القيء والتعب الشديد.
- قطرات ترطيب العين (Eye lubrication)، هناك قطرات الدموع الاصطناعية، أو المراهم التي يصفها الطبيب للمريض، بهدف ترطيب العين من الجفاف لعدم القدرة على الرمش، أو إغلاق الجفن بشكل كامل، فيمكن للمريض استعمال القطرات خلال اليوم أو أثناء قيامه بالأنشطة اليومية، ثم يستخدم المرهم العيني قبل النوم.
- استخدام الأدوية المُضادة للفيروسات مثل آسيكلوفير (Acyclovir) الذي يستخدم لعلاج التهاب العصب السابع.
ثانيًا العناية المنزلية:
هناك مجموعة من النصائح التي قد تساعد مريض التهاب العصب السابع في التخفيف من حدة الأعراض التي يعاني منها، ومنها ما يلي:
- ممارسة التمارين الوجهية: ذلك عندما تبدأ عضلات الوجه بالتحسن والشفاء؛ لأن هذه التمارين من الممكن أن تساعد على تقوية عضلات الوجه، وتحسين حالة المريض.
- المحافظة على صحة الأسنان: لأن في حالة فقدان الإحساس بالفم، قد يؤدي ذلك إلى تراكم الطعام بين الأسنان، وبالتالي تسوسها أو الإصابة بأمراض اللثة المختلفة.
- تناول الطعام بطريقة صحيحة: يجب مضغ الطعام جيدًا والأكل ببطء؛ لأن ذلك يساعد على تسهيل عملية تناول الطعام وبلعه، وأيضًا تناول الأطعمة الناعمة كاللبن؛ لأن التهاب العصب السابع قد يسبب حدوث مشاكل في البلع.
وفي النهاية يمكن القول أن مرض التهاب العصب السابع، بالرغم من ندرته، إلا إنه لا يعتبر خطيرًا ويسهل شفاؤه، ولكن هذا لا يعني الاستهانة به وعدم الاهتمام بالعلاج؛ لأن مضاعفاته قد تصل إلى الإصابة بالعمى.
اقرأ أيضًا: تعرف على مرض الـ MS أو التصلب اللويحي المتعدد وكيفية العلاج بـ3 طرق
كتبت: سحر علي.